شكل ارتفاع الأسعار في المتنزهات ومدن الألعاب الترفيهية الخاصة المنتشرة على شواطئ جدة وبعض المواقع خلال الأعياد هاجسا كبيرا يؤرق سكان المدينة، بسبب استغلال قلة المتنزهات الجاذبة التي يمكن أن تكون بديلا اقتصاديا لبعض الفئات. وتحاول بعض الأنشطة الترفيهية أن تجعل من عطلة العيدين فرصة لمزيد من الكسب تحسبا لفترات تعاني منها من كساد كبير خصوصا أن العودة إلى المدارس ستكون بعد نهاية عطلة عيد الفطر لهذا العام، وهذا ما يعني سحب البساط من تلك الأنشطة خصوصا مدن الملاهي وأصحاب الأنشطة المرتبطة بها كالباعة ومطاعم الوجبات السريعة. وطالب المجلس البلدي بجدة بتشكيل لجنة ثلاثية من الأمانة وهيئة السياحة والدفاع المدني لتشديد الرقابة على المتنزهات والتأكد من عدم وجود استغلال للمتنزهين خصوصا فيما يتعلق بالأسعار والتأكد من سلامة الألعاب فيها في ظل الازدحام الكبير خلال عطلة العيد، خشية حدوث أي مكروه. وأعلن رئيس المجلس حسين باعقيل أن الكثيرين يشكون من ارتفاع الأسعار بنسبة 200 % خلال أيام عيد الفطر المبارك في المتنزهات الخاصة المنتشرة على شواطئ جدة وداخل بعض الأحياء. تشديد الرقاية ودعا الأمانة المحافظة إلى تشديد الرقابة على جميع أماكن الترفيه ووقف حالات الاستغلال التي يمارسها البعض مع تفعيل دور الجهات الرقابية الأخرى المتمثلة في وزارة التجارة وهيئة السياحة والغرفة التجارية الصناعية. وأضاف أن الأمر لا يتوقف عند ارتفاع ألعاب الأطفال إلى الضعف، بل أيضا المأكولات والمشروبات، علاوة على أن أماكن إقامة العائلات في المتنزهات مثل الشاليهات والكبائن التي تشهد هي الأخرى أيضا ارتفاعا مبالغا في الأسعار، حيث يعد البعض أن استثمارهم الحقيقي يكون في المناسبات وأيام الأعياد وخصوصا عيد الفطر المبارك الذي يشكل رئة للأبناء قبل بداية العام الدراسي الجديد. تسعيرة محددة من جانب آخر لفت عضو المجلس البلدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة بسام أخضر إلى أهمية وجود رقابة صارمة لضبط الأسعار، خصوصا خلال عطلتي العيدين، وشدد على ضرورة أن تقوم الهيئة العامة للسياحة بوضع تسعيرة محددة للمتنزهات الخاصة بحيث لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف، مع تفعيل الجهات الرقابية في أمانة جدة بشكل كبير في مثل هذه المناسبات، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة وخصوصا وزارة التجارة والغرفة التجارية الصناعية، حيث تم تطبيق جزاءات رادعة ومتدرجة على المستغلين تبدأ من الغرامة المالية وتصل إلى حد الإغلاق. وأرجع أخضر نزوح سكان جدة إلى المتنزهات الخاصة إلى عدم وجود الحدائق والمتنزهات العامة المؤهلة التي تشرف عليها أمانة المحافظة والتي يفترض أن تكون متنفسا لسكان الأحياء، وهو الأمر الذي يضطر الجميع إلى البحث عن الترفيه في أماكن يديرها القطاع الخاص وهو ما يعرضه في أحيان كثيرة إلى الاستغلال نتيجة ارتفاع الأسعار الجنوني خلال العيدين، فالبعض يراها فرصة مناسبة لتحقيق الربح السريع وتعويض فترة الركود التي شهدتها تلك الأماكن خلال شهر رمضان. غابة سفاري وعبر أخضر عن تفاؤله بأن تتبنى الأمانة خطة شاملة لتطوير وتأهيل حدائق جدة، إضافة إلى إنشاء متنزه وطني وغابة سفاري ضخمة ذات مواصفات عالمية تحقق تطلعات الجميع، علاوة على إنشاء حدائق للشباب وللأسرة وحدائق للأطفال وحدائق للترفيه العام، مؤكدا ثقته في قدرة أبو راس على تبني هذه القضية المهمة ووضعها ضمن أولويات المشاريع خلال الفترة المقبلة. في حين أكد نائب رئيس المجلس البلدي المهندس حسن الزهراني أن اللوم في قضية ارتفاع أسعار المتنزهات الخاصة ينبغي أن يوجه للجهات التي لم تستطع على مدار الأعوام الماضية تأهيل وتطوير حدائق جدة بشكل يلبي رغبات المواطنين، حيث تحولت الكثير من هذه الحدائق إلى أماكن لاستقبال المخلفات والنفايات، وبعضها إلى مشاريع سكنية وأسواق تجارية وطال الإهمال أغلبها وباتت تفتقد إلى أقل الخدمات المتمثلة في أماكن الترفيه والحمامات العامة وأماكن جلوس للعائلات. وأشار في الوقت نفسه إلى أن أغلب الحدائق الموجودة في الوقت الجاري صغيرة أو استقطعت منها أجزاء، إضافة إلى وجودها في مناطق غير مناسبة، بسبب طمع بعض أصحاب المخططات ورغبتهم في استثمار الأرض في مشاريع تدر عليهم الأموال، وأيضا لقلة رقابة الجهات المعنية. وشدد على أهمية وجود رقابة صارمة على المتنزهات الخاصة في أيام العيد وطوال شهور العام حتى لا يقع الناس ضحية الاستغلال والتلاعب بالأسعار .