دعا عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور فهد السنيدي كل مسلم لمراجعة حصيلته في شهر رمضان، ليتعرف على ما حققه من معاني الإحسان. وقال السنيدي إن المقصود من الصيام ليس الإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات فحسب؛ إذ لو كان ذلك هو المقصود فقط لأصبح أجر الصيام متساويا للجميع بمقدار الإمساك.. وهذا ما قرره النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» ولذا جعل الشرع الحنيف أعظم درجات القرب من الله درجة الإحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. وهذه لعمر الحق أعظم المزايا وأشق الطرق، فهل يمكن القول بأن الأمة الإسلامية الآن تعيش الإحسان في رمضان؟ وهل تحقق لنا الإحسان الفردي والجماعي أم أننا تمكنا من الإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات فقط؟ وتساءل السنيدي: أين الإحسان إلى النفس والأسرة والوالدين والأقارب؟ هل حقق الموظف الإحسان مع الآخرين، مضيفا أن الإحسان لا ينتهي بعمل ولا يقف عند حد بل هو لفظ يفتح آفاق النفس لتتلمس روعة الحياة وتعانق جمال الكون فتحسن إلى ذراته وتبذل من أجل إسعاده بهذا الدين العظيم. وقال السنيدي: «الإحسان الذي نريده ليس مجرد الكف «فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم»؛ فهذا كف عن الأذى لا بد أن يعيشه المسلم في كل أحيانه.. لكننا نريد الإحسان الذي يتعدى الكف إلى الفعل فتتوقف الإساءة ويبادر المسلم بالإحسان». وأشار إلى أن هذه صورة صورها لنا ابن عباس، رضي الله عنه، تصويرا جميلا رائعا في قوله «كان النبي، صلى الله عليه وسلم، أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.. كان أجود بالخير من الريح المرسلة»، موضحا أن هذه الريح تحمل في ثناياها كل عوامل الحياة وليس بها أي أذى أو ضرر. وأكد الدكتور فهد السنيدي أن الإحسان لا يقف عند حد وليس له شكل دون آخر؛ فالواعظ الذي يحسن في وعظه ولا يعنف من جاء إلى الصلاة وامتلأت بهم مساجد رمضان، على غيابهم في غير رمضان، لأنه بهذا الاستقبال شجعهم بذكر محاسن عملهم. كما الموظف الذي يعيش حضارة الإسلام ويقوم بواجبه دون منة أو استكثار يزداد إحسان عمله في رمضان.