فيما بدأت صلاة التهجد بالمسجد الحرام مع الليلة العشرين لشهر رمضان المبارك يخلط كثير من البسطاء خاصة الأطفال وصغار السن بين صلاتي «التهجد والتراويح» في رمضان، حيث يغيب على البعض أن وقت صلاة التراويح بعد العشاء مباشرة، وأن التهجد بعد ذلك الوقت والأفضل أداؤها الثلث الأخير من الليل. وعن وقت تأدية صلاة التهجد وعدد ركعاتها وكيفية تأديتها وبعض الأمور الشرعية المرتبطة بها يشير أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى المتفرغ الدكتور أحمد بناني إلى أن التهجد يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، والأفضل آخر الليل لمن تيسر له ذلك، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل» ولقوله، صلى الله عليه وسلم: «صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه»، قال: «وهي أفضل الصلاة» وقال، عليه الصلاة والسلام: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يضيء الفجر» متفق على صحته. هذا يدل على شرعية القيام آخر الليل وأنه أفضل، وأنه مظنة الاستجابة «يقول: من يدعوني فأستجيب له». وأوضح أن صلاة التهجد سنة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي لا عدد لها، وإن كان المنقول من فعل النبي، صلى الله عليه وسلم، أنها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ووقتها أي وقت من الليل، وإن كان أفضل وقتها ثلث الليل الأخير، وهي تصلى ركعتين ركعتين، ويجوز صلاتها أربعا أربعا، ويسن أن يبدأ الإنسان صلاة التهجد بركعتين خفيفتين: «أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالتهجد، وصلاة الليل، فقال له: «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا» سورة الإسراء 79. وهذا الأمر وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن عامة المسلمين يدخلون فيه، بحكم أنهم مطالبون بالاقتداء برسوله الكريم. وأشار إلى ورود أحاديث كثيرة في فضل قيام الليل، منها قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة لسيئاتكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء من الجسد»، كما يستحب أن يبدأ المصلي تهجده بركعتين خفيفتين، فإن النبي كان يفعل ذلك، وهو مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها، إلا إذا وجد من يضره رفع الصوت، فيكون الإسرار بها أفضل، ويستحب المداومة على تطوعه، فخير الأعمال أدومها وإن قل.