اختارت عائلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما جزيرة مارثا فاينيارد في ولاية مساتشوستس لتمضية عطلتها الصيفية الأخيرة. واستقبل سكان المنطقة وتجارها الخبر بفرح شديد، لأن حضور العائلة الرئاسية يحرك النشاط التجاري في الجزيرة الراقية التي تعرف ب«هوليوود الساحل الشرقي»، وتعتبر مكانا مفضلا لعائلات أكثر من رئيس أمريكي سابق خاصة الراحل كيندي وكلينتون. وكانت العائلة تود قضاء عطلتها في جزر برمودا، ولكن الإعصار «بيل» الذي تقدم حينها باتجاه هذا الأرخبيل، أفسد المخطط حيث تم وضع المنطقة في حالة تأهب. يتميز منتجع مارثا فاينيارد، الذي تقصده النخبة بالجمال والهدوء. وكان أوباما أقام فيه بعض الوقت الصيف الماضي. وتتميز مزرعة بلو هيرون، التي ينزل فيها أوباما وعائلته، بوجود ساحل خاص وملعب لكرة السلة وحمام سباحة ومنطقة للعب الجولف والاستمتاع بنسيم الأطلسي البارد. ويحرص الرئيس أوباما على التمتع بالعطلة الصيفية لإعادة شحن مخزون الطاقة لديه والاستعداد للمهام التي تنتظره. وفي أغسطس الماضي، عندما توجه إلى مسقط رأسه، هاواي، انتقده بعض المعلقين في واشنطن بسبب اختياره لمكان العطلة. وأخبر أوباما مساعديه أنه شعر بغضب تجاه تعليق قالته كوكي روبرتس في قناة «إيه بي سي نيوز»، حيث علقت بأن أوباما: «يحمل صورة شخص يتجه إلى منطقة أجنبية غريبة عليه. ينبغي أن يتواجد في ميرتل بيتش». وأشار مساعدو أوباما أنه خلال هذا العام، جرت مناقشة عدد من الوجهات التي يمكن لأوباما وأسرته قضاء العطلة بها «ولم تكن ميرتل بيتش بينها». إلا أنه بالنظر إلى أن أسرة أوباما سبق لها زيارة مارثا فاينيارد، واعتادت الخدمات السرية حماية الرؤساء خلال وجودهم هناك، باتت الجزيرة على رأس قائمة المناطق المفضلة لعطلة أوباما. وتضم الجزيرة، الممتدة لمسافة 23 ميلا ويبلغ اتساعها تسعة أميال، ست مدن، لكل منها خصائص متميزة. وأقام أوباما وأسرته بالقرب من أوك بلفز، حيث اعتادت أسر الطبقة العليا من أبناء البشرة السمراء قضاء العطلات على امتداد عقود طويلة. ورغم حرص أوباما وزوجته ميشيل على الابتعاد عن الأضواء خلال عطلتهما، والبقاء بعيدا عن معظم أفراد فريق العمل المعاون للرئيس، إلا أنه لم ينج من مطاردات المتطفلين ومصوري المشاهير وذلك رغم أن سكان الجزيرة لا يبدون اهتماما بمثل هذه الأشياء، بل «يسمحون للأفراد بالاستمتاع بوقتهم دون مضايقتهم. ويتباهون بتجاهلهم لكبار الزوار والسماح لهم بالاستجمام دون تطفل»، حسب تعبير أحد المسؤولين في الجزيرة. ومع استمرار معدلات البطالة في الارتفاع، فقد ركز الرئيس وعائلته بصفة خاصة على عدم قضاء أي فترة راحة على سواحل المحيط وهم يحتسون الشاي أو يتناولون العشاء لأن ذلك سيبدو متناقضا مع المصاعب الاقتصادية التي يجابهها الأمريكيون. ومع أن البيت الأبيض التزم الصمت حيال أي تفاصيل تتعلق بعطلة أسرة أوباما، إلا أن تفاصيل أحداث اليوم الأول من الإجازة التي استغرقت عشرة أيام كانت منشورة في أجهزة إعلامية عديدة في اليوم التالي، خاصة تلك الزيارة التي ارتدى خلالها الرئيس بنطلون جينز وقميص بولو لإحدى المكتبات المحلية مع ابنتيه ماليا وساشا وخرجوا وهم يحملون حقيبتين من الكتب. وبادر الملحق الثقافي التابع لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى نشر تفاصيل المشتريات الرئاسية وعلى رأسها رواية جون شتاينبيك «الحصان الأحمر الصغير»، ورواية هاربر لي «قتل الطائر المحاكي» ورواية جوناثان فرنزين «الحرية». وأشارت جريدة «يو إس إيه توداي» إلى أن رواية «الحرية» جديدة جدا، وربما لم تعرض في كل المكتبات، وأضافت: «لكنك عندما تكون رئيسا لأمريكا يأتي إليك أي كتاب تريد». واعتبرت أن شراء أوباما للرواية سيرفع أسهمها بين يوم وليلة .