كشفت اختصاصية اجتماعية أن 75 % من حالات التحرش بالأطفال تقع من قبل الأقارب، و70 % من هذه الحالات لا يخبر فيها الطفل ذويه. وذكرت مديرة مركز الأسرة بمحافظة القطيف الاختصاصية الاجتماعية مريم العيد، في محاضرة لها بعنوان «ابني كيف أحميه من التحرش؟» بمركز الأسرة بالقطيف، أن وعي الأم بأسباب وأعراض التحرش هو أحد أهم وسائل الوقاية، مضيفة أن «أغلب المتحرشين يكونون من الأشخاص المقربين من الطفل الذين يحتكون به من خلال مشاركته وأسرته في الزيارات والاجتماعات الأسرية»، مشيرة إلى ضرورة الابتعاد عن «مبيت الأطفال لدى الأقارب»، إضافة إلى الإشراف على «أجهزة الجوال والكمبيوتر خصوصا للأطفال والمراهقين». وأوضحت العيد أن للمتحرشين حيلا للجذب ومنها «الاهتمام الزائد»، أو «العنف الزائد والخشونة»، مشيرة إلى أن شخصية المعتدي تعاني غالبا اضطرابات نفسية ووجدانية، يقابله إهمال من قبل الأهل في التربية والعناية والاهتمام، كما أنه غالبا ما يتصف ب«الاستغلالية والمراوغة». وأضافت العيد، أن كثيرا من المعتدين متذبذبون في تعاملاتهم ويتطوعون للقيام بأعمال الشخص المعتدى عليه للفت انتباهه وجذبه. وذكرت أن المتحرش يعاني عادة آثارا سلوكية تقوده للتحرش، ومنها اضطرابات النوم والأكل كفقدان الشهية أو الشراهة الزائدة، كما يتصف بضعف الشخصية والخوف والقلق الدائمين. وأكدت مريم العيد على ضرورة «تعليم الطفل وسائل الدفاع عن النفس في حال تعرضه للتحرش بعد توعيته بماهية التحرش»، مع عدم «ممارسة الوالدين للعلاقة الحميمة في وجود الأطفال الصغار، حتى لو كانوا في عمر ثلاثة أعوام أو أقل، لأن الطفل حتما سيطبّق ما رآه أمام الآخرين لاحقا». وأشارت العيد في ختام محاضرتها إلى أن رفع مستوى الثقة بالنفس أحد أهم وسائل العلاج المتبعة مع الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، مضيفة «أن العلاج المعرفي والسلوكي لضحايا التحرش يتركز في تفريغ الانفعالات وإعادة بناء الثقة في النفس مع المداومة على ملء أوقات فراغهم من خلال ممارسة الهوايات بشكل مستمر» .