لا أنكر محبتي الكبيرة «مثل كثيرين» للدكتور القدير سلمان العودة وحرصي- ما استطعت- على متابعة كل جهوده ونتاجه، سواء المقالات التي يكتبها أو المحاضرات التي يلقيها أو الكتب التي قام بتأليفها أو البرامج التي يطل من خلالها أو ما تتيح نافذة الإنترنت لنا من متعة قطافه من بساتين المفكر الموسوعي والمتحدث البارع. برنامج حجر الزاوية الذي اعتاد المشاهدون متابعته كل رمضان بصفة يومية هو في الواقع عمل إعلامي تخطى مقاييس البرامج العادية إلى مساحات انتشار تغطي أجزاء واسعة من الكرة الأرضية إضافة للجهد النوعي المميز في الإعداد والتقديم.. في المحتوى والعرض، وقد ظهر هذا العام بشكل آخر تبنى عملية التغيير شكلا وموضوعا. عصر الثلاثاء الماضي كنت أتابع البرنامج وكان هناك تقرير سريع عن شاب يعمل سائق ليموزين ويقدم خدمة نبيلة لذوي الاحتياجات الخاصة عبر توصيلهم مجانا، وكان اسم الشاب فيصل العقيل، غير أن المذيع المتمكن فهد السعوي بتلقائية سريعة نطق الاسم عقب انتهاء التقرير: «فيصل الدخيل» الأمر الذي أوحى لي بهذه الأسطر التي سأشير فيها لنقطتين: الأولى: الانتشار الكبير للرياضة بأسماء نجومها وحراكها السائد وتغلغلها لجزئيات وتفاصيل الحياة العامة. الثانية: تمعنت في معظم «بل كل» البرامج الرياضية ولم أسمح لنفسي بارتكاب جناية مقارنتها أو حتى مقاربتها ببرنامج «حجر الزاوية»، لكنني تمنيت لو كان في الإعلام الرياضي من لديه القدرة على إعداد وتقديم وطرح برنامج بنصف أو ربع ما نشاهده في حجر الزاوية من طرح راق وتناول فذ وجاذبية مدهشة، ومما يزيد حسرة المتابع الرياضي أنه حتى الأسماء الأكاديمية في الوسط الرياضي إما تتبع قاعدة «الجمهور عاوز كده»، أو أن هذه إمكاناتها السطحية.. وهي في كلتا الحالتين تشرح معاناة وسط يرحب بكل ما هو ضحل ويحارب كل عميق!