هناك من يحتفظ بالأواني القديمة والتراثيات، وآخرون يهتمون بالأخشاب والحديد والألمنيوم جالبين ما لديهم من بضائع وسلع إلى حراج الخردة بالمعيصم بمكة المكرمة، حيث يبتاعون ويشترون في هذا المضمار الذي يعد مصدر رزق لهم ولأسرهم، ولذلك يعتبر الحراج أحد الأسواق الشعبية التي يرتادها كثير من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين من أجل التبضع. يقول أبو فهيد: «بعد إحالتي إلى التقاعد من إحدى الإدارات الحكومية فكرت كثيرا في وقت فراغي الكبير، وفي إضافة مصدر رزق آخر لي ولأسرتي حيث إن الراتب التقاعدي ضئيل، وبعد تفكير عميق اتجهت إلى حراج الخردة وبدأت من الصفر، فكنت أبيع ما لدي من أنابيب غاز وأوانٍ تراثية قديمة وأبواب ألمنيوم، والآن ولله الحمد كبرت تجارتي وتوسعت حيث أقوم ببيع الأثاث المستعمل وأدوات السباكة والنجارة وغيرها»، مشيرا إلى أن ما ينغص عليهم في هذه السوق هو مزاحمة العمالة الوافدة لهم حيث تجدهم يبتاعون ويشترون في حراج الخردة دون حسيب أو رقيب. بينما يوضح العم سراج أنه منذ أكثر من خمسة عشر عاما وهو يأتي بصفة يومية لحراج الخردة لبيع ما بحوزته من بضائع وسلع تتمثل في الأجهزة الكهربائية والخيام والفراوي وأشرطة الكاسيت والفيديو وبعض الملابس وغيرها من البضائع القديمة والجديدة، معتبرا عمله في البيع والشراء في الحراج ليس عيبا بل يجني من خلاله رزقا يقوم من خلاله بتسديد إيجار المنزل الذي يسكنه ويؤدي حاجيات ومتطلبات الحياة. ويضيف عبدالله محمد «تخرجت من الجامعة ورغم التقديم في أكثر من وظيفة تعليمية إلا أنني لم أحصل عليها، ففكرت مليا في خوض تجربة البيع والشراء في حراج الخردة حيث أصبح ملاذا لكثير من العاطلين عن العمل للتكسب من خلال عمليات البيع والشراء التي تدر عليهم دخلا شهريا جيدا يتراوح ما بين 1500 – 2000 ريال شهريا»، مؤكدا أن تجارة الخردة كلها مكاسب ولكن ما يكدر صفونا هو دخول العمالة الوافدة هذه المهنة وسوء التنظيم والعشوائية وانعدام التنظيم في بيع الخردة فيه».