اقترب الوقت الذي يضبط فيه العالم زمنه على توقيت مكةالمكرمة بحلول شهر رمضان المبارك للعام 1431ه، وذلك بدلا من التوقيت الوهمي لخط جرينتش الذي ظلت تحدده ساعة «بيج بن» اللندنية الشهيرة منذ عام 1859، ليتجه سكان الكرة الأرضية إلى مكةالمكرمة باعتبارها مركز الكون بحسب ما أثبته كثير من الدراسات والبحوث العلمية، وطابق ما ورد في هذا الشأن في كثير من آيات القرآن الكريم. وتم إنشاء ساعة خاصة بتوقيت مكةالمكرمة في أعلى أبراج البيت «وقف الملك عبدالعزيز» المطلة مباشرة على ساحات الحرم المكي الشريف، وهي الساعة الأكبر في العالم بطول يبلغ 46 مترا وارتفاع أكثر من 400 متر عن ساحة الحرم ويمكن رؤيتها من مسافة سبعة كيلومترات، كما يعلو الساعة من الجهات الأربع «لفظ الجلالة». وكان علماء مسلمون في مجال الجيولوجيا والشريعة دعوا في إبريل من عام 2008، إلى اعتماد توقيت مكةالمكرمة أساسا للتوقيت العالمي الموحد بدلا من توقيت جرينتش المعروف، بعدما أثبتت الأبحاث العلمية دقة النظرية القائلة بأن مكةالمكرمة هي مركز الكرة الأرضية. وكشف خلال المؤتمر العلمي «مكة مركز الأرض بين النظرية والتطبيق» الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة عن ساعة إسلامية اعتبرها المشاركون تطبيقا عمليا لدعوة استبدال توقيت مكة بتوقيت جرينتش، حيث إنها تحدد اتجاه القبلة في أي مكان في العالم، وتدور عقاربها مع حركة الطواف حول الكعبة الشريفة من اليسار لليمين على عكس عقارب الساعة التقليدية. وشارك في المؤتمر الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بجانب عدد من العلماء المتخصصين، كالعالم الجيولوجي المصري الدكتور زغلول النجار أستاذ علوم الأرض بجامعة ويلز في بريطانيا، وصاحب الدراسات المتعمقة حول الإعجاز في القرآن والسنة، والمهندس ياسين الشوك مخترع ساعة مكة. وأوضح الدكتور زغلول النجار أن مكةالمكرمة تتوسط اليابسة، واستشهد على ذلك بما توصل إليه الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم، فلاحظ تمركز مكةالمكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة. وأشار النجار إلى أن الأماكن التي تشترك مع مكةالمكرمة في خط الطول نفسه ينطبق فيها الشمال المغناطيسي «الذي تحدده الإبرة الممغنطة في البوصلة» مع الشمال الحقيقي الذي يحدده النجم القطبي. وأوضح العالم الجيولوجي أن ذلك يعني أنه «لا يوجد أي قدر من الانحراف المغناطيسي على خط طول مكةالمكرمة، بينما يوجد عند جميع خطوط الطول الأخرى بما فيها خط جرينتش، حيث يبلغ مقدار الانحراف المغناطيسي عند خط جرينتش 5.8 درجة إلى الغرب». وأشار النجار إلى أن «الإنجليز فرضوا خط جرينتش معيارا للتوقيت على العالم بالقوة أثناء الهيمنة الاستعمارية البريطانية التي زال ظلها وبقيت آثارها». قلب المجال المغناطيسي وتفيد الدراسات والأبحاث المغناطيسية، أن مكةالمكرمة «أم القرى» أيضا ليست مركز الأرض فقط، وإنما قلب المجال المغناطيسي للأرض أيضا. ففي بحث أعده عالم مصري، أثبت أن الإنسان عندما يسجد في أي بقعة على الأرض إلى اتجاه الكعبة المشرفة فإن الشحنات المغناطيسية غير الحميدة فيه تتفرغ من جسده إلى الأرض، ولا يمكن لأي إنسان أن يفرغ هذه الطاقة من جسده إلا عند السجود باتجاه الكعبة المشرفة، إذن فهي مركز الأرض ومركز المجال المغناطيسي للأرض الذي يحمي الأرض من الإشعاعات القادمة من الفضاء الخارجي. أرقام الساعة وساعة مكة هي المعلم الرئيسي لمجمع ضخم مكون من سبعة أبراج، تبلغ تكلفته ثلاثة مليارات دولار، ويبلغ طول الهيكل الأسمنتي للبرج الرئيسي أكثر من 660 مترا، وطول الهيكل الحديدي الذي يعلوه 155 مترا، وبالتالي فهو أعلى برج أسمنتي في العالم وثاني أطول برج على الإطلاق، إذا ما احتسب الهيكلان معا، أي 817 مترا مقابل 828 مترا لبرج خليفة في دبي، وهو الأعلى في العالم. ويبلغ عرض الساعة 43 مترا، وقطرها 46 مترا، وهي الأكبر في العالم، إذ إنها أكبر بستة أضعاف من ساعة بيج بن في لندن، وسيتم ربطها بأكبر مراكز التوقيت في العالم، بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو. ويمكن مشاهدة الساعة ومعرفة التوقيت من مسافة 17 كيلومترا من البرج في الليل عندما تكون إضاءة الساعة بيضاء وخضراء، فيما يمكن مشاهدة الساعة من مسافة 11 إلى 12 كيلومترا خلال النهار عندما يكون لون الساعة أبيض. الأكثر تطورا وركبت على جدران الساعة مصادر ضوئية «ليزر» تصدر إشعاعات في المناسبات المختلفة، كالأعياد، وإشارات ضوئية وقت الأذان، كما حددت الألوان الأبيض والأخضر والأسود كألوان أرضية المسطحات للساعة ليلا ونهارا. ويشتمل المشروع على عدد أربع ساعات للجهات الأربع للبرج، منها ساعتان رئيسيتان بارتفاع نحو 80 مترا، بما فيها لفظ الجلالة وبعرض نحو 65 مترا وقطرهما نحو 39 مترا، وسيكون مجمع الساعة هو الأكثر تطورا في العالم على صعيد المعلوماتية، إذ فيه نحو 100 ألف كيلومتر من أسلاك الألياف البصرية، كما سيضم 76 مصعدا، بينها مصعد هو الأكبر حجما في العالم. وستشاهد الساعة من جميع أحياء العاصمة المقدسة، وكذلك من طريق مكةالمكرمةجدة السريع، ولها نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار. وقد صنعت الساعة في ألمانيا، وكان مقررا تسميتها بساعة الملك عبدالله، لكن خادم الحرمين وجه بأن يكون اسمها ساعة مكةالمكرمة .