يحرص الكثير من زوار «مهرجان جدة غير» على التسوق في الأسواق الشعبية القديمة مثل باب شريف وباب مكة والخاسكية والبدو وقابل والعلوي وغيرها؛ لأنها تحمل طابعا تاريخيا يعكس عراقتها وأصالتها على الرغم من انتشار الأسواق والمراكز التجارية الحديثة. وتتميز الأسواق القديمة بوجود تشكيلات متنوعة من البضائع من أبرزها المنتجات الفضية القديمة والمشغولات الذهبية، إضافة إلى التحف القديمة والمستلزمات التي يحتاج إليها السائح والزائر، التي قد لا تتوافر في الأسواق الحديثة. كما تعد تلك الأسواق مصدرا لتزويد المحال التجارية بالبضائع الجملة والتجزئة كونها تقع على مقربة من ميناء جدة الإسلامي ولأنها تمتاز باستقرار ومناسبة أسعارها. وأشار عبدالله المكي، من سكان البلد، إلى أن السوق تعج بالمتسوقين على مدار العام ولكن ترتفع الوتيرة في الصيف، حيث يقبل عليها الزوار من مختلف دول الخليج نظرا لطابعها التاريخي ونوعية المنتجات التي يبيعها أصحاب المحال القديمة التي لا تزال صامدة رغم مزاحمة محال العلامات التجارية العالمية والمجمعات والمولات التجارية الكبرى. وأضاف مازن الحربي «متسوق» أنه عادة ما يذهب إلى سوق البلد صيفا؛ نظرا لوجود منتجات تخص الأسرة لا تباع إلا فيها، إضافة إلى المتعة التي يجدها في التسوق بين جنبات الحي الذي يجعله شاهدا على تراث الجداويين منذ مئات السنين. من جانبها أكدت أمانة جدة أن هنالك خطة متكاملة لتطوير ورصف الأسواق الشعبية القديمة التي تعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ المدينة العريقة. وتعد مشاريع الترميم والصيانة جزءا من منظومة مشروع كبير لإعادة تأهيل المنطقة التاريخية بعد أن وضعت الأمانة خططا وتعاقدت مع مقاولين لإعادة تأهيلها وصيانتها. وستخضع الأسواق لإعادة رصف وترميم وصيانة وتجري الأمانة أعمالها حاليا. وتوقع مصدر في الأمانة أن تنتهي الأعمال في الأسواق الشعبية القديمة الشهيرة في البلد خلال نهاية العام الهجري المقبل، وأن الأعمال جارية لرصف الشوارع المحيطة بالسوق والأخرى الداخلية مع إعادة تنظيم المحال والحفاظ على هوية المحال والأسواق التاريخية التي تعد تاريخا للمدينة.