حققت المملكة إنجازا عالميا وعلميا جديدا تمثل في تقدمها 28 موقعا عن موقعها في الأعوام السابقة خلال مشاركتها في أولمبياد الرياضيات الدولي 51، الذي استضافته مدينة أستانا الكازاخستانية خلال الفترة من 2 إلى 14 يوليو الماضي، وفوزها بميداليتين برونزيتين حصل عليهما الطالبان وائل آل سعيد، وعبدالله السعيد، وكذلك حصل كل من الطالب عبدالمجيد القاسم والطالب نواف الأنصاري على شهادتين تقديريتين لتمكنهما من حل أحد أسئلة الأولمبياد كاملا. وكان ترتيب المملكة 67 من بين 97 دولة اشتركت في المسابقة، وبهذا تكون قد تقدمت في الترتيب على جميع الدول العربية، وعدد من الدول المتقدمة مثل فنلندا وإيرلندا والنرويج والسويد ولوكسمبرج. وتميزت مشاركة هذا العام بالتخطيط المبكر، حيث أسندت وزارة التربية والتعليم إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع «موهبة» الإشراف على المشروع. من جهة أخرى، رفع وزير التربية والتعليم ونائب رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» الأمير فيصل بن عبدالله، التهاني للقيادة على الإنجاز الذي حققته المملكة في أولمبياد الرياضيات الدولي وحصول الطلاب السعوديين على تلك الجوائز. وأوضح أن الإنجاز يؤكد أن المملكة في طريقها الصحيح نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي، والذي يتمثل في النهضة التي يعيشها التعليم العام والتعليم العالي من خلال مشروع «تطوير» و«موهبة» وبناء الجامعات والتقدم في العلوم والتقنية. ولفت إلى أن «موهبة» ستستمر في العمل على تحقيق رؤى المقام السامي في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، لكي يتمكن الموهوبون بفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن. وشدد الأمير فيصل بن عبدالله على أن الفوز نتاج تعاون مثمر وبناء بين وزارة التربية والتعليم و«موهبة»، ويجسد شراكة بين الجانبين تنعكس إيجابا على مجتمع الموهبة والإبداع في المملكة، وتتيح للطرفين تقديم خدمات أكبر لرعاية الموهوبين وتوحيد جهودهما بشكل يدعم مناخ الموهبة والإبداع ويوجد بيئة محفزة للموهوبين والموهوبات من طلبة وطالبات التعليم العام مرتكزة على أسس علمية ومنهجية سليمة. من جهة أخرى، أكد نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين والأمين العام لموهبة الدكتور خالد السبتي، أن نجاح المملكة في الحصول على موقع متقدم نسبيا في المسابقة بين دول العالم الأول، ما يجسد ويعكس ما تصبو إليه القيادة من تحسين التعليم، خصوصا أن المسابقة تهدف إلى تعزيز موهبة الرياضيات، ورفع معدلات الإبداع، وتحسين القدرة على حل المسائل الرياضية، ومن ثم تشجيع الموهوبين منهم وصقل مواهبهم وقدراتهم. إلى ذلك، أوضح رئيس الفريق السعودي الدكتور فوزي الذكير، أن أولمبياد الرياضيات الدولي يعد منافسة علمية تحظى باهتمام مختلف الدول، وهو ما عكسه تزايد أعداد الدول المشاركة، التي ارتفعت من سبع دول في أول أولمبياد أقيم في رومانيا عام 1959 إلى 97 دولة شاركت في أولمبياد الرياضيات 51 هذا العام. وبين أن المسابقة وسيلة للكشف عن علماء المستقبل، وعن النوابغ في تخصص الرياضيات، وأن استمرار النشاط في هذه المسابقات سيسهم في ارتقاء مستوى تعليم الرياضيات في كل المراحل وينهض به من أسلوب التلقين إلى التفكير المبني على المنطق الرياضي». وذكر الذكير أن الاختبار عقد على مدى يومين متتاليين، في كل يوم ثلاث مسائل خصص لها من الوقت أربع ساعات ونصف، وأجمع رؤساء فرق الدول على صعوبة الاختبار هذا العام، كما أثنى كثير منهم على التطور الملحوظ في مستوى مشاركة المملكة هذا العام