قلب منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم فرحة ملايين الأرجنتينيين بفشل غريمهم التقليدي البرازيل في مونديال جنوب إفريقيا 2010، رأسا على عقب خلال 24 ساعة فقط، وحولها إلى أحزان مليئة بالإحباط نتيجة الهزيمة المذلة التي مني بها منتخب بلادهم بأربعة أهداف نظيفة في الدور ربع النهائي لكأس العالم. وكان الأسطورة الأرجنتيني مارادونا المدير الفني لراقصي التانجو، أكثر المتضررين من الخسارة التاريخية في ظل دخوله الكثير من الحروب على صعيد التصريحات الإعلامية التي كانت أحد أهم الأسباب وراء الخسارة في ظل اشتعال فتيل غضب لاعبي المنتخب الألماني ومدربهم من الإساءات التي وجهت لهم، وعلى رأسهم مولر الذي أكد مارادونا في وقت سابق أنه لا يعرفه، وأشار إلى أنه كان يعتقد أنه صبي من الذين يطاردون الكرة خارج الملعب لإعادتها إلى الملعب، ليكون النجم الألماني حاضرا في الموعد ويفي بوعده عندما أشار إلى أنه سيلقن مارادونا درسا لن ينساه. ويرى الكثيرون أن سياسة مارادونا في حرب التصريحات الكلامية، سلاح ذو حدين، حيث يؤكد بعضهم أنه يعد حربا نفسية للخصوم لهز ثقتهم بأنفسهم، أو نرفزتهم بطريقة تفقدهم التركيز، ما يتيح الفرصة أمام لاعبيه بأن يسرحوا ويمرحوا في الملعب حسب ما خطط له، فيما يرى بعضهم الآخر أنه يشكل ضغطا على لاعبي الأرجنتين في المقام الأول، ويدعو الطرف الآخر إلى إثبات وجوده والثأر مما يسمعه. وأكد مارادونا بعد الخسارة بأربعة أهداف أمام ألمانيا أن الأرجنتين بلد يعيش كرة القدم ويتنفسها: «لا أعتقد أن هناك من قد يشعر بالسعادة» ووصف مارادونا الهزيمة الثقيلة بالضربة الموجعة في الرأس، مشيرا إلى أنه عاش أصعب لحظة في حياته بعد أن أفسد الهدف المبكر خطة راقصي التانجو. وأوضح أنهم درسوا ألمانيا جيدا، قبل أن تسفر أول تمريرة عن هدف وتصبح المباراة مختلفة تماما، موضحا أنه كان عليهم القتال لإدراك التعادل. فيما اعترف المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز بأن المنتخب الألماني كان قويا للغاية، وقال: إنهم ليس لديهم أي عذر في الوقت الذي لعبوا فيه بشكل جيد، وعرفوا أن الألمان سيصعبون الأمور عليهم ثم يلعبون على الكرات المرتدة. وفي المقابل أشاد يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني بأداء لاعبيه: «لاعبونا كانوا منضبطين بشكل كبير ومستعدين للركض بعيدا، وكنا ندرك أن أربعة أو خمسة لاعبين أرجنتينيين ركزوا على الجانب الدفاعي، وهناك آخرون ركزوا على الهجوم، لذا عرفنا أنه سيكون هناك فجوة بين هذا وذاك». وأكد لوف أنه أخبر لاعبيه بأنهم أصغر وأسرع وأكثر ثباتا، قبل المباراة، وقد أثبتوا صحة وجهة نظره. وامتدح مدرب ألمانيا اقتراب لاعبه كلوزه من تحقيق إنجاز تاريخي: «لديه الآن 14 هدفا في كأس العالم، وهناك عدد محدود للغاية من اللاعبين يمكنهم تهديد إنجازه الذي لو تحقق سيظل حقيقة ثابتة في كتب التاريخ». وعلى صعيد اللاعبين، بات باستيان شفاينش تايجر متلهفا لملاقاة إسبانيا في الدور قبل النهائي من أجل الثأر من الهزيمة أمامهم في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية «يورو 2008»: «أفضل مواجهة منتخب إسبانيا الذي خسرنا أمامه قبل عامين بهدف نظيف، وأنا أتمنى مواجهة الفريق الأقوى حتى أكون صريحا»