تنتظر الكثير من الأسر السعودية موسم الصيف للتمتع بالعطلة الصيفية وبرامجها، إلا أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مشكلة عند حلول العطلة؛ حيث تجد الأسر نفسها أمام خيارات صعبة لتحديد وجهات السفر أو برامج العطلة في ظل تضارب الآراء وانقسامات أفرادها بشأن رغباتهم. ويبدو أن أفضل طريقة وجدها البعض لحل تلك الإشكالية هي اللجوء إلى سياسة التصويت حول الاقتراحات المطروحة فليس هناك مجال بعد ذلك لإبداء التذمر أو الرفض، فخيار الغالبية يسود وعلى المخالفين احترامه. وأكد عدد من أولياء الأمور أن هنالك عزوفا من قبل الأبناء الشباب عن مرافقة أسرهم خلال برامج الصيفية، مكتفين بالمكوث في المدينة التي تقيم فيها الأسرة أو اللحاق بهم في وقت آخر، أو التوجه مع زملائهم في رحلة سياحية شبابية. إلا أن الشباب دافعوا عن سلوكهم برغبتهم في الابتعاد عن الروتين «لا نجد أنفسنا في البرامج العائلية ولا نستطيع الاندماج فيها». وقال سيف الحربي إنه يكتفي بالمكوث في حارته في جدة مع زملائه الذين قرروا تمضية الصيف في جدة لكنهم سيخيمون أولا خمسة أيام في متنزه الشفا بالطائف: «أفراد أسرتي قرروا التوجه إلى أبها، وقد ذهبت معهم من قبل ولا أريد أن أمارس نفس الروتين من خلال التنزه اليومي وزيارة المجمعات التجارية والمواقع السياحية العائلية، وهو ما جعلني أشعر بعدم الاستمتاع فأجواء الشباب غائبة تماما عن تلك البرامج». عزوف شبابي وأوضح استطلاع أجرته «شمس» على عينة من 100 شاب بالمرحلتين الثانوية والجامعية أن 85 % منهم يعزفون عن التنزه مع عائلاتهم بسبب الروتين، وتعودهم على الأنشطة الشبابية في نزهاتهم الخاصة. كما فضل العدد ذاته المكوث في نفس المدينة عن التنزه مع عائلاتهم إلا إذا استدعى الأمر أن يكونوا هم المسؤولين عنهم. وتبرز المدن الترفيهية كأكثر الوجهات السياحية التي يفضلها الأطفال، حيث يطلقون العنان لطاقاتهم في اللعب واللهو. وذكر كل من الطفلين مهند ومؤيد السالمي أنهما يفضلان قضاء نزهاتهم داخل المدن الترفيهية غير مكترثين بروتين العائلة. «نفضل الذهاب إلى مدن الألعاب الكبرى التي توفر الكثير من الخيارات، أما المواقع الترفيهية المجانية داخل الحدائق والمتنزهات المفتوحة فلا تمثل لها أي عنصر جذب لأنها غير مهيأة بشكل جديد وليست ممتعة». وأشار حامد السلمي «رب أسرة» إلى أن الأجواء هذا الصيف تبدو مختلفة، فمع ارتفاع درجات الحرارة كان خيار السفر إلى أبها جاذبا نظرا إلى تمتعها بجو معتدل: «نتفق سنويا على التصويت لاختيار مكان قضاء العطلة، وهذا الصيف اتفقنا على أبها والمدينةالمنورة بعد انقسامات شهدها مجلس التصويت، حيث برزت اتجاهات للسفر إلى الخارج واتجاهات أخرى للبقاء داخل جدة». نقص الخدمات أستاذ الاقتصاد الدكتور أسامة فيلالي أكد ل«شمس» أن المشكلة التي تواجه بعض الأسر في اختيار وجهات السفر هي أن بعض المنتجعات والمواقع السياحية تفتقد الخدمات، في حين تفضل الأسر أو السياح عموما التوجه إلى المواقع ذات الخدمات المتميزة، لافتا إلى وجوب مراعاة تقديم كافة الخدمات التموينية والفندقية والخدمات الأساسية وغيرها في المواقع السياحية، ومراعاة إيجاد فعاليات تناسب كافة الشرائح والأعمار حتى تجد الأسر منظومة كاملة من الخدمات التي تجعلها تحدد بوصلة السفر دون مشكلات أو انقسامات في الرأي بين أفرادها. من جانب آخر بدأت اللجان السياحية في مختلف مناطق السعودية استعدادها لصيف هذا العام بجملة من الفعاليات خاصة في المدن السياحية ومنها أبها والباحة والطائف والتي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح والزوار، وكذلك فعاليات ومهرجانات صيفية في المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام .