ما زالت المجالس التي تهتم بالشعر الشعبي والمواقع الإلكترونية والمنتديات في حالة ذهول من قصيدة الشاعر خليل الشبرمي التي وجهها بشكل مفاجئ وعنيف للشاعر محمد بن الذيب، حيث هجاه بطريقة مستغربة من الخلوق الشبرمي الذي عرف عنه دماثة الخلق والهدوء، وكذلك لا تليق بالشاعر الجماهيري ابن الذيب، وتفاجأ الجميع بها؛ لأنها وجهت بشكل مباشر ومن خلال تسجيل صوتي لا يمكن التشكيك في أنه للشبرمي، ويلاحظ أنها سجلت بجودة عالية أيضا، وكذلك نشر جزء منها في جريدة الشرق القطرية. إلى هنا لم تنته القضية فقد فتحت أبواب التكهنات والتوقعات واختلفت قراءة الحدث/القصيدة، حيث وصفها البعض بأنها رد على قصيدة الشاعر ابن الذيب في إحدى أمسيات ملتقى دبي، حيث إنها جاءت على نفس القافية والوزن أيضا، ومنهم من رأى أن الأمر الذي حدا بالشبرمي لكتابة القصيدة/القضية على حد قول البعض الآخر هو كثرة اعتزاز ابن الذيب بشاعريته وتقليله من زملائه الشعراء، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك حيث وصف أنها جاءت لأسباب غامضة، إيحاء إلى تدخل بعض الشخصيات. من خلال رصد القصيدة على الموقع العالمي «يوتيوب» كان هناك العديد من المقاطع التي تحتوي على صور تعبر عن القصيدة، واختلفت أرقام عدد مرات المشاهدة على كل مقطع، إلا أن التباين في الآراء استمر في التواجد ما بين مؤيد ومعارض وما بين من وجه النصيحة بعدم تصعيد الأمر لكي لا يتحول الأمر إلى أمور عصبية أخرى. هذه القضية والتي فتح نارها «الشبرمي» ما تزال مفتوحة وقابلة للتأويل بسبب عدم رد ابن الذيب إلى الوقت الحالي، على الرغم من انتشار بعض الأبيات في «البلاك بيري» تنسب لابن الذيب. الكثير من العقلاء تذمروا من ردود بعض الشعراء على قصيدة الشبرمي في الوقت الذي يمتلك ابن الذيب الشاعرية الكافية والحضور الذي يفوق حضور جميع الشعراء الذين قاموا بالرد، ولكنهم حملوا لواء «المحاماة والحميا» وهو في غنى عنهما، ووصف العقلاء أيضا أن من قام بالرد «نيابة عن ابن الذيب ولم يطلب هو شخصيا منهم ذلك» يسعى لنيل نصيبه من غنيمة شهرة هذه الحرب.البعض يقول إن هذا أمر يخص ساحة الشعر الشعبي في قطر، ولا يحق لأحد خارج قطر أن يتدخل فيه، في الوقت الذي تحرك فيه البعض للم أطراف نيران هذه القصيدة الجارفة حتى تحرق بنارها بعض الأشياء، ويصعب إخمادها في مدى قريب، يقال ان الشاعر عبدالله بن حمير القحطاني يقوم بالتنسيق بين عدة شعراء لهم مكانة مشتركة عند الشبرمي وابن الذيب لإيقاف الأمر عند هذا الحد. هل تستمر «حرب الشعر» بين الشعراء الذين يختلفون في وجهات النظر وينتشر الهجاء فيما بينهم بحجة أن «الهجاء» باب من أبواب الشعر؟ أم يتدخل العقلاء ويوقفون ذلك الأمر لكي لا يتطور إلى أبعد من ذلك؟ .