جرت العادة في الأعوام الماضية أن يكون موسم الصيف طويلا وحافلا بالحفلات الداخلية من نجوم الأغنية السعودية والخليجية الذين يحضرون في أكثر من مهرجان محلي، لعل أبرزها مهرجان «المفتاحة» في أبها ومهرجان جدة، إلا أن إلغاء الحفلات في الأول وتقليص حفلات الثاني جعل الجمهور ينشغل بأخبار الألبومات أو الجلسات والتعاونات وتصوير الكليبات، ويقدمها على أي أخبار أخرى، وهنا نسلط الضوء على عدد من تحركات الفنانين ونعكس تساؤلات تدور في آذان قبل أذهان متابعي الساحة الغنائية خلال فترة الصيف.. كشف مؤنس البدري مهندس الصوت في أقدم استوديو تسجيل أغان متطور في الرياض، أن الأغنية لم تعد تحتاج إلى الفنانين ذوي الأصوات الجميلة، لأن أجهزة الكومبيوتر قامت بالمهمة نيابة عنهم، وأصبح بالإمكان لأي شخص يملك أدنى المؤهلات الفنية اقتحام الوسط الفني وتسجيل حضور من خلال أغاني «السنقل» والألبومات: «الاعتماد لم يعد على الأورج أصبح الاعتماد على الكومبيوتر، وفي الماضي كانت هندسة الصوت صعبة، ولكن الآن الوضع أصبح أكثر سهولة، وأي شخص يريد بداية المشوار الغنائي بغض النظر عن الصوت يمكنه ذلك بسهولة، حتى من المنزل يمكن الشاب أن يصبح فنانا فيما لو امتلك كومبيوتر و«أورج»، وبين البدري أن الأستوديو الذي يقضي فيه معظم يومه قد شهد تواجد نخبة كبيرة من نجوم الوسط الفني مثل محمد عبده، رابح صقر، وخالد عبدالرحمن، وعدد من الفنانين الشباب الذين قصدوه لتسجيل أغنياتهم، وفي رده على سؤالنا حول أكثر الفنانين السعوديين الذين استفاد منهم من خلال عمله، ذكر البدري أن الفنان رابح صقر «فنان كيبورد» من الدرجة الأولى، ويمتلك أذنا موسيقية خطيرة، على عكس فنان سعودي شهير «طرح ألبومه أخيرا مع «روتانا» لا يفرق بين المقامات الموسيقية، ولا يتمتع بنفس الحس الموسيقي»، ورفض الكشف عن أسرار الفنانين الكبار إلا أنه ألمح لنا بأن أحدهم لا يجيد تسجيل الأغاني واقفا بل يطلب كرسيا ليسجل صوته وهو في كامل أريحيته. وطالب البدري الذي بدأ مرحلة هندسة الصوت في الرياض قبل 25 عاما من المهتمين بالأغنية السعودية بسرعة العمل على المحافظة وتوثيق التراث والألوان الشعبية، لأن المد الغنائي القادم من الخارج يسرق الموروث: «الأغنية الشعبية هي الأصل، لذا وجب التمسك بها وإنشاء قنوات خاصة من أجل توثيقها وتعريف الأجيال بها، فهي إرث ثقافي يجب المحافظة عليه». وأوضح البدري أن الأغاني العربية أصبحت تسرق الألوان الغنائية لعدد من الدول مثل اللون الفارسي والهندي والتركي، وهناك من يأخذ توزيعا غربيا إيرلنديا أو بريطانيا، وهذا يضر بالأغنية لدينا. وفي إجابته حول تكلفة إنشاء أستوديو غنائي متكامل ذكر البدري أن التكلفة تتراوح ما بين 150 و300 ألف ريال، ومن أراد زيادة الآلات وبعض الأدوات الموسيقية فإن المبلغ سيزيد تباعا. وعن دراسة هندسة الصوت كونها عملا مربحا في المجال الفني قال البدري إنها تحتاج إلى دراسة إضافة إلى الممارسة والتطبيق تعلم الهندسة في معهد السينما بالقاهرة قسم هندسة صوت: «درست سنتين ولم تكن دراستي أكاديمية نظرا إلى أني أخذت الأمر عن هواية فأنا لعيب «مزيكا» وعندما أتيت إلى السعودية عام 91 عملت في هذا المجال إضافة إلى مشاركتي في برنامج «الليل وجلاسه» في إذاعة إم بي سي، وعمل كثير من مقدمات المسلسلات، والإعلانات التجارية». وأشاد في ختام حديثه بثقافة وإطلاع الفنانين الكبار موسيقيا، موضحا أن المشكلة تأتي من الفنانين الصغار الذين مروا على الأستوديو وقدم لهم يد العون في تنفيذ أعمالهم، ولكنهم تنكروا وأصابهم الغرور بعد أول نجاح، ولم يخف أن هناك فنانا نفذ ألبومه لديه، وعندما طرح الألبوم وجد عليه مكان التنفيذ «القاهرة»! يذكر أن الأستديو شهد تسجيل عدد من الأعمال لكثير من الفنانين الكبار مثل رابح صقر وخالد عبدالرحمن وعبدالمجيد عبدالله وراشد الفارس وجواد العلي وغيرهم من الفنانين .