لا يزال الصراع قائما بين الوجبات التقليدية ونظيرتها السريعة، فإلى جانب من يرون أن على الفرد أن يتوقف تماما عن تناول الوجبات السريعة، لخطورتها الصحية أو لعدم اكتمالها الغذائي. يشير آخرون إلى أن الوجبات السريعة ضرورة يفرضها الواقع المعاش. ويقول جمعة الخياط الباحث والمشرف على برنامج خدمة المجتمع بمستشفى علوي تونسي بمكةالمكرمة: «اعتدنا في مجتمعنا العربي، وخاصة في الأعوام الأخيرة، سماع النصائح من الأطباء والمعنيين عن الأخطار التي يمكن أن تواجهنا من الوجبات الغذائية السريعة، وتعود مختلف أطياف المجتمع تناول تلك الوجبات الغذائية السريعة، ومنها الأطعمة المقلية كالبروست والمقرمشات كالبطاطس وغيرها، ونرى تساهل كثير من أولياء الأمور بشأن تلك الوجبات، فبدلا من أن نجلس بصحبة العائلة ونأخذ وجبة متوازنة في البيت، نتعود على أكل تلك الأطعمة والمشروبات في المطاعم التي وصل عددها في مكة فقط إلى أكثر من عشرة آلاف مطعم وكافتيريا». وينبع جل مضار الوجبات السريعة من الدهون غير الموزونة والعناصر الغذائية التي قد تكون غير مناسبة لصحة الإنسان، خصوصا عند الاعتماد عليها على المدى الطويل. ويشير الدكتور أشرف قاسم «اختصاصي قلب»: «نعلم جميعا أن الوجبات الغذائية السريعة تحمل العديد من المخاطر الصحية، فمن المخاطر الهامة التي يواجهها الإنسان وتؤثر في صحته امتلاء المعدة بكمية كبيرة من طعام الوجبات السريعة الذي يحتوي على كثير من الدهون، وخصوصا الكولسترول الذي يسبب سرعة حدوث تصلب الشرايين، ما يؤدي إلى حدوث جلطات القلب والمخ، وأيضا تسميم القناة الهضمية التي تسبب أحيانا السرطانات، خاصة بالقولون نتيجة للزيوت المستخدمة لإعداد هذه الأطعمة، وتكرار استخدامها لأكثر من مرة». وتنبه الدكتورة رباب فتحي «اختصاصية أطفال» إلى مخاطر الوجبات الغذائية السريعة على صحة ونمو الأطفال، وتضيف أن المشكلة هي أن هذه الوجبات السريعة لا تتم إلا مع أحد مشروبات المياه الغازية وبما تحتويه تلك المشروبات من سعرات حرارية وأحماض مخففة ومادة الكافين، وهي مواد تؤدي إلى صداع دائم وتوتر مستمر: «ومكونات كل هذه المواد تفتقر إلى الفيتامينات الهامة للجسم، وتمنع امتصاص مواد هامة للجسم مثل الحديد والكالسيوم، وأضرار إدمان هذه الوجبات تظهر أعراضه السلبية في مراحل العمر المتوسطة».