طرحت لجنة قطاع شباب الأعمال في «غرفة جدة» استبيانا لتحديد العوائق التي تعترض طريق الشباب والشابات في سبيل تنفيذ المشاريع التنموية، واتضح أن الكثير ينقصهم الدعم المعنوي واللوجستي، إضافة إلى نقص الخبرات، فالسيولة لا تعد عائقا أساسيا للدخول إلى السوق الصناعية بل هي أحد العوامل لتأسيس العمل الخاص والانخراط في مجال التجارة، «شمس» التقت أحد أعضاء شباب الأعمال في «غرفة جدة» وهو فايز عبدالله الحربي الذي يؤمن بمقولة: «لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد»: اخبرنا عن بدايتك وكيف أسست قاعدة للدخول في مجال المقاولات؟ الأساس القوي المبني على القوة في شتى المجالات أمر مهم، فالوالد أسس فينا العمل حب من البداية، وكان يطلب منا الدخول في مجال العمل والاطلاع على كيفية التعامل مع إدارة المشاريع خصوصا أنه من أوائل المقاولين في المملكة، وكان دائما يطلعنا على أدق التفاصيل لنكتسب من خبراته، وبعد أن تخرجت من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من كلية الإدارة الصناعية قسم التسويق توجهت لإكمال الدراسة في إدارة الأعمال من جامعة نوتنجهام في بريطانيا للحصول على درجة الماجستير، ومن ثم عملت مع الوالد في مجالات مختلفة بداية من الأعمال الصغيرة إلى أن تدرجت في العمل حتى أصبح لدي خبرة كافية بعد ذلك دخلت مجال المقاولات. كيف يمكن للشباب الانخراط مع المجتمع التجاري؟ وهل السيولة هي أساس التجارة؟ السيولة ليست عائقا لشباب الأعمال، وليست العامل الأساسي فهي أحد عوامل دعم تأسيس العمل الخاص، وللأسف أغلبية الشباب يركز على السيولة وتوفير الدعم المادي لبناء مشروعه دون النظر لدراسة الجدوى الصحيحة، فلابد أن يكون هناك بحث كامل واستبيان لاستقطاب معلومات كافية عن المشروع حتى يكون لديه قاعدة قوية تقلل وتحد من المخاطر المحتملة، كذلك استشارة ذوي الخبرات مهمة جدا لتجنب الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الشباب. لدى المواطنين نحو 700 مليار ريال كسيولة خاملة.. كيف يمكن استقطاب هذا المبلغ للسوق؟ نحن لدينا بعض المستثمرين ينظرون إلى البحث عن العائد الأفضل في وقت وفترة ذات مدى قصير أكثر من الأشخاص الذين ينظرون إلى العائد القليل على المدى البعيد، فمن ضمن المخاطرة التي يقع فيها شباب الأعمال البحث عن الربح السريع والدخل الأعلى خلال مدى قصير، فقد يتعرض للخسارة بشكل أكبر لكن الربح وإن كان بشكل أقل وعلى وقت طويل فهو يعطيك نسبة مخاطرة أقل، فالسيولة الموجودة من المفترض أن تدخل للاستثمار خصوصا أن المملكة موجود بها استثمارات كبيرة، والأزمة الاقتصادية العالمية أثبتت أن المملكة لديها فرص كبيرة في أكثر من مجال يدخل في منظومتها التطوير العقاري من خلال الدعم وهو موجود لإتاحة الفرص من قِبل الجهات الحكومية التي تقدم تمويلا ودعما جيدا لأكثر من مجال ولكن لا بد من الاطلاع على الفرص الموجودة واستشارة مكاتب الدراسات المتخصصة. ما دور لجنة شباب الأعمال في تطوير أدوات النشاط الاستثماري في المملكة؟ اللجنة متخصصة في فئة عمر الشباب الذين نعدهم رواد الأعمال في بناء وتأسيس أعمال جديدة دون تحديد مجال محدد، ونحن نطمح إلى الدخول في جميع القطاعات لنكون نواة شبابية لتأسيس وخلق فرص عمل ووظائف جديدة للشباب. هل غيرت الأزمة المالية العالمية من اتجاهات الاستثمار في الغرب؟ طبعا أثرت كثيرا في بعض الاستثمارات التي كانت مبنية على أسس قوية فانعكست على خلق أزمات عديدة من ضمنها الأزمة العقارية من ناحية التضخم القوي السريع في نمو الأسعار غير المدروسة وغير الصحيحة فأثرت في القطاع المالي والعقاري، وأعتقد أن الأزمة كانت لها إيجابيات فمكنت الأشخاص من وضع خطط قادمة مستقبلية، وجعلت البنوك أكثر وعيا وتوجها خصوصا بعد التحفظ على الإقراض والتوجه للقطاعات الجيدة والأعمال المبنية على أسس جيدة. هل تمويل مصانع مواد البناء من الجهات المختصة يساهم في تطوير العقارات؟ طبعا العقار بحاجة إلى أن يكون لديه أكثر من خيار ويحتاج إلى أكثر من جهة تمويلية، فهذا يوفر للعميل ميزات أفضل من السابق، أعتقد أن دعم الصناعة ودعم الصناعات التي تخدم القطاع العقاري مهمة جدا وتنعكس انعكاسا جيدا على المستهلك وعلى شركات التطوير العقاري داخل المملكة. هل يصلح الشرق ليكون بديلا مناسبا عن الغرب في الأعوام المقبلة؟ سوق الشرق مهمة وكبيرة مثل الصين ودول شرق آسيا كماليزيا والهند تشكل إحدى دعائم الاقتصاد في العالم، فهناك أهمية لهم كبيرة جدا، فالغرب بدأ بالاهتمام بسوق الشرق التي ستكون مستقبلا مماثلا للسوق في الدول الغربية. ما مدى تأثير «كارثة جدة» على السوق العقارية؟ تأثيرها كان سلبا ولكنه تأثير وقتي خصوصا أن جدة لها مركز جيد في المملكة، فالمستثمرون ينظرون دائما إلى توفر الخدمات والإمكانيات التي تشجع الدخول في الاستثمار، فمدينة جدة مركز مهم لتوجه الكثير من المستثمرين من الداخل والخارج لتوفير الإمكانيات التي تخدم المدن الصناعية والبنى التحتية وتسهيل الإجراءات الرسمية، وستظل هي المحرك والداعم الرئيسي لنمو الاستثمار الصناعي، فالتوجه القادم من الدولة هو وضع حلول للنهوض بعد تلك الأزمة. هل البنية التحتية لمدينة جدة تعد عاملا في تأخر إنشاء العديد من الأبراج؟ لا أعتقد ذلك، فتشجيع شركات التطوير العقاري لم يكن موجودا بشكل كافٍ من قِبل الجهات المرخصة للمشاريع العقارية وأخص أمانة جدة لأن الأمانة لم تستبق التاجر بتحفيزه فمن المفترض أن تضع جميع الإمكانية والحلول التي تشجع المستثمر والمطور العقاري