كشف مسح أمريكي حديث أن الثروات المعدنية غير المستغلة في أفغانستان، ربما تزيد قيمتها على تريليون دولار، وذلك بعد أن وجدت قوة مكلفة بمهام خاصة تدرس موارد البلاد، أن أفغانستان لديها ترسبات من النحاس والحديد والنيوبيوم والكوبالت والذهب والمليبدينوم والفضة والألومنيوم، فضلا عن مصادر الفلورسبار والبريليوم والليثيوم، من بين أشياء أخرى. وهذه الثروة موزعة على أنحاء البلاد بما في ذلك الحدود مع باكستان، حيث يتكثف وجود مقاتلي حركة طالبان الإسلامية. وهو اكتشاف قد يعيد تشكيل اقتصاد البلاد ويساعد على الاستقرار. ولكن قد لا يكون هذا من الأخبار الجيدة، لأن هناك عدة سوابق محبطة بالنسبة إلى البلدان غير المستقرة التي تهبط عليها الثروات فجأة، ما يدعونا إلى التساؤل: هل يمكن لأفغانستان الفوز على اللعنة؟ والمعروف أن أفغانستان دولة مزقتها الحرب، وتملك القليل من البنية التحتية، واقتصادا تهيمن عليه زراعة وتصدير الأفيون. وتخوض أمريكا «التي سيكون لديها قريبا 100 ألف جندي على الأرض في إطار تصاعدي لإحلال السلام في البلاد»، والحكومة الأفغانية المهزوزة، معركة شرسة مع مقاتلي طالبان الذين واجهوا الحملات بصلابة منذ أن قويت شوكتهم. وهناك أيضا خليط من أثرياء الحرب الذين يزيدون الأمور تعقيدا. وفي الوقت نفسه، فإن أمريكا هي مجرد واحدة من عدة دول تجمع بينها المصالح السياسية المتداخلة. وهناك باكستان وروسيا والصين، ما يعني أن أربع دول تتنافس ضمنا على تريليونات ثروة غير مستغلة. وفي العام الماضي، اتهم وزير التعدين في أفغانستان من قبل مسؤولين أمريكيين بقبول رشوة بمبلغ 30 مليون دولار لمنح تسهيلات لواحدة من الدول المذكورة للحصول على حقوق تطوير منجم نحاس. وفي مثل هذه الظروف، يمكن أن تكون الثروات المعدنية المكتشفة حديثا في أفغانستان، لعنة بدلا من إحلال السلام. كما يمكن أن تدفع حركة طالبان لأن تخوض معركة أكثر شراسة لاستعادة السيطرة على البلاد. وأخيرا، نأمل مخلصين ألا توجد بادئة بشعة تضاف إلى الليثيوم الأفغاني في المستقبل القريب.