لم تكن الخدمات التي يلقاها الشاب الذي اعتاد الدخول إلى الأندية الرياضية أثناء دراسته الجامعية ترضيه، ولم تكن الأجهزة التي يستخدمها للتمارين تستهويه حتى فكر باختراق هذا المجال لينفض الغبار من عليه، ذلك هو الدكتور بدر الشيباني الذي كتب قصة نجاح شاب أعمال على أرض الواقع بدوافع ذاتية وطموحات واجهت كثيرا من العقبات بإرادة قوية وعزيمة لا تلين. يعرف الشيباني نفسه: «شاب أعمال تخرجت من الصيدلة ولم أدخل عالم الوظائف، خبراتي العملية خلال أعوام الدراسة كانت في العقار ومساعدة الوالد في مكتب الهندسة المعمارية، شغفي بالرياضة بعد ممارستها أثناء الجامعة، وكان اهتمامي كبيرا بهذا المجال حتى أصبحت مدربا ولاعبا وخبيرا في مجال التغذية واللياقة البدنية، لذلك أنا شاب أعمال مستثمر في الطب والغذاء». إطلاق كاي عن تلك البداية مع التجارة، يوضح: «في أيام الجامعة بدأت بيع وشراء المكملات الغذائية كتجربة بسيطة ودخلت في أكثر من مشروع كان ريعها جيدا ولكنها كانت طريقة بدائية، ووقتها كنا نواجه صعوبة التسجيل في وزارة الصحة لكن الآن عدت لهذا المجال بشكل احترافي ومنظم ورسمي». وعن الاستثمار في قطاع الرياضة: «بعد عودتي من أمريكا عام 2004 كنت أبحث عن وظيفة وصحوت من النوم ولم أجد نفسي مؤهلا لها فقررت أن أتجه للعمل الحر وكانت بداية «كاي» وواجهت التحدي في البداية: هل أحضر امتيازا تجاريا جاهزا أم أبدأ علامة تجارية خاصة؟ فقررت أن أبدأ علامتي التجارية الخاصة بي، و«كاي» تعني باللغة العربية التهذيب وباللغة الإغريقية القوة وأخيرا اكتشفنا أن معناها في اللغة اليابانية هو الأفضل لهذا اتخذنا شعار «كن الأفضل مع كاي» وفي بادئ الأمر أخذت المبادرة والدخول في المخاطرة في الأعمال، حيث كانت الفكرة وقتها أنه لم تكن هناك أندية احترافية وأغلبها تقليدية وكانت الفكرة الدخول في السوق بناد مبني بطريقة علمية ومؤهلة لهذا الغرض وفق دراسات عالمية، وتم اختيار الموقع على كورنيش الحمراء ليكون مكانا للنادي، وعندما دخلت هذا المجال اتضح أن الأمر صعب ويحتاج إلى إدارة وتسويق وأدوات ربما لم تكن معي حينها لكنني كنت قد أحرقت سفن التراجع ودخلت هذا المعترك فالتحقت بالدورات وغيرت مجال الدراسة من الطب إلى إدارة الأعمال في درجة الماجستير». تجاوز الصعوبات مع هذا التغيير واجه الشيباني كثيرا من الانتقادات: «لم يشجعني أحد عدا الوالد، وكان الاستثمار وقتها ضخما بالنسبة إلى شاب في سني حديث التخرج من الجامعة يخاطر بمبلغ خمسة ملايين ريال، والحمد لله عاد الاستثمار بتكاليفه وبدأ يدر الربح»، وعن الذي يميز «كاي» عن غيرها: «التميز في الخدمات والاهتمام بالأعضاء بطريقة مميزة، فهدفنا الجودة أكثر من العدد فنحرص دائما على أن يصل العميل لهدفه في أسرع وقت ممكن بشكل مريح». وبالنسبة إلى الدعم في مسيرته يوضح الشيباني: «أنصح كل شاب أعمال بمحاولة أن يجد له مرشدا في مجال العمل، ومرشدي خلال الأعوام السبعة الأخيرة هو معتصم حجاج الذي كان معي خطوة بخطوة في أعمالي، وكان خير الناصحين بحكم خبرته الكبيرة في عالم الاستثمار حين وجدني وصلت إلى مرحلة معينة ووجد أن هناك فائدة اقتصادية بدأت تعود دخل معي كشريك لتطوير العمل والانتقال للمرحلة التالية التي ربما كنت سأجد صعوبة في الانتقال إليها بمفردي». جولة إسلامية وعن المستقبل: «أعمل على التوسع إلى 25 فرعا خلال الأعوام الأربعة المقبلة، وقد توجهنا توجها جديدا عبارة عن أندية صغيرة موجودة في كل حي اسميناها «كاي فيت» بنفس الخدمة ودخلنا مجال استيراد الأجهزة الرياضية وبيع المكملات الغذائية وكان هذا التوسع الأفقي أوصلنا لمرحلة تدريب الشباب السعودي للعمل في مراكز الرياضية كمدربين». ويضيف: «بفضل الله قمنا بزيارة منطقة جازان في رمضان الماضي بهدف زيارة المناطق الفقيرة سواء كانت في المملكة أو الدول العربية لإيصال يد المساعدة، إضافة إلى نشاطي في جمعية أطباء عبر القارات لإنقاذ الدول الإسلامية وإجراء العمليات الجراحية مجانا وقد قمنا بزيارة أخيرا إلى موريتانيا وقام الأطباء بإجراء 35 عملية قلب مفتوح للأطفال، وقد فتحنا قبل سنتين مكتب درياق للاستشارات الصيدلانية والطبية ليهتم بتقديم الاستشارات للمؤسسات والشركات العاملة في مجال الأدوية وعمل التدريب في القطاع الطبي، وبعد درياق قمنا بعمل مؤسسة زن لتقنية المعلومات وتعمل في مجال التقنية الطبية المعلوماتية»