وأكدت أن المرأة يمكن أن نطلق عليها بدينة «من خلال حساب معدل كتلة الوزن عبر عدة معايير، حيث نأخذ الوزن مع مربع الطول بالمتر، مثلا من 30 – 35 زيادة في الوزن ومن 35 – 40 سمنة ومن 40 – 45 سمنة مفرطة». وعزت باجري السمنة المنتشرة في المجتمع السعودي إلى عدم وجود ثقافة الأكل والشرب والحركة: «تغير فكر الأسرة من المفيد إلى اللامفيد، حيث تغيرت ثقافة المجتمع، وفي السابق كان الناس عندما يأكلون فإنهم يذهبون للعمل، واليوم نجدهم إما جلوسا طوال الوقت أو يذهبون للنوم بلا حركة بعد الأكل مباشرة، وحتى لو قارنا دول الخليج التي نعتبرها مقتدرة ماديا ومع ذلك يستقدمون عاملة منزلية، وهي التي تقوم بعمل البيت حتى وصل بنا الحال أن نطلب من العاملة كأس الماء بدلا من القيام بذلك بأنفسنا لكي نتحرك، بل زادت علينا عوامل الراحة، والخدم والسائقون، وهو ما جعل بعضهم بلا حركة على الرغم من أن الدولة وضعت ممشى وحدائق لممارسة الرياضة ونجد أن أكثر من يستخدمها هم الأجانب». وعند سؤالها عن الربط بين المرأة السمينة وإنجابها لأطفال بدناء، أوضحت أنه «يمكن أن تنجب أطفالا بدناء أو العكس، وتنجب أطفالها بثقافتها عن نوعية الأكل الذي تقدمه لهم لأنها مسؤولة عن ذلك، ويمكن أن نجد امرأة نحيفة ثم بدأت بالسمنة لأنها غيرت نمط وأسلوب حياتها والأكل الذي تتبعه، ويمكن أن يلحق بها أطفالها إذا لم تغير هذا النمط، ونحن نعمل الآن على البحث عن الأسباب الجينية من ناحية كيميائية، كالجانب الوراثي في العائلة وبالنسبة إلى الشخص السمين، يتبين لي أنه بعد فترة قصيرة سيصاب بالضغط والسكر والكولسترول، وهذه الأمراض بمثابة الأصدقاء يأتون دائما معا للشخص السمين». واستشهدت استشارية طب الأسرة والمجتمع بقصة حدثت لإحدى المراجعات وتعكس الإهمال الصحي، حيث وجد أنه عند فحص إحدى المسنات أن نسبة السكر لديها تزيد على 500، وعند مناصحتها ردت: «خليها على البركة»، عندها ذكرت لها أنه لا يوجد شيء اسمه «على البركة»، وعند الاستفسار منها عن نوعية أكلها قالت: إنها تعتمد في تغذيتها على الوجبات السريعة من المطاعم. وبينت باجري أن كثيرا من الأمهات يتسببن في تدمير صحة أطفالهن من خلال شراء الحلوى والشوكولاتة، بدافع الحب، ومن دون علم بأن ذلك قد يترتب عليه مشكلات صحية كبيرة: «وعلى الأسرة استبدال الحلويات بالتمر حفاظا على الصحة». وعن علاج السمنة المفرطة ذكرت أن الأمر بسيط «ولا نحتاج سوى إلى العودة لمفاهيم الجيل السابق الذين لم تكن موجودة لديهم هذه المشكلة، لأن المرأة كانت تطبخ لبيتها وتهتم به وتقوم بالحركة والعمل، وفي المجتمع الغربي نجد أن لديهم نسبة سمنة، بينما نجد أرجلهم نحيفة لأنهم يتحركون كثيرا، ولكن لا يملكون من يخدمهم في مأكولاتهم» .