أصبح لكل شيخ موقع إلكتروني يصدر من خلاله فتاواه وآراءه الدينية التي تخصه وتمثل محتواه الفكري دون الدخول في متاهات أو التداخل مع آراء مشايخ آخرين، ولو نظرنا إلى الفترة الماضية لوجدنا أن انتشار عدد من علماء الدين والعلم على القنوات الفضائية، وأصبحت لهم برامجهم التي تخصهم ويتواصلون فيها مع الناس، إضافة إلى حضورهم وطلبهم في الفعاليات الدعوية المحلية والإسلامية، ألزمهم بفتح مواقع إلكترونية خاصة بهم، يدخلها يوميا آلاف الزوار من المسلمين، من أجل الفتوى أو الاطلاع على جديد الشيخ من ناحية نظرته للقضايا الفكرية والمذهبية المعاصرة، وأصبح المشايخ يلتقون طلبة العلم من خلال هذه المواقع التي سهلت التواصل وأعلنوا من خلالها استقلاليتهم.. وفي هذا التقرير نستعرض عددا من المواقع التي تحظى باهتمام الناس. أحد عوامل الجذب في موقع «الإسلام اليوم» الذي يضم لجنة علمية خاصة بإصدار عدد من الأطروحات والفتاوى في الجوانب الإسلامية، أن الموقع يرتبط باسم الشيخ سلمان العودة، وهو ما زاده شهرة، خاصة أن العودة يحظى باهتمام إعلامي من خلال عدد من البرامج التي يقدمها على الفضاء، إضافة إلى التسامح الذي يحمله ونوعية الرسالة المقدمة إلى الناس، ويجمع الموقع بين الأخبار السياسية والطرح الفقهي والاجتماعي والمعالجات السلوكية. يحتل الموقع رقم 329 ضمن ترتيب المواقع التي يدخلها السعوديون، ويحتل رقم 783 في السودان. «الإسلام سؤال وجواب» يتميز هذا الموقع الذي يشرف عليه الشيخ محمد المنجد بأنه يقدم لمتصفحيه الدعوة بعدد من اللغات مثل الإنجليزية، والتركية، والأوردو، والإسبانية، والصينية، والهندية، ويركز الموقع الذي يحتل المركز 477 في قائمة المواقع التي يفضلها السعوديون على الفتاوى وفقه الأقليات والعقيدة، ويقدم تعريفا بالإسلام لغير المسلمين، وبعد الفتوى التي أطلق عليها اسم «الميكي ماوس» وتم تناقلها إعلاميا حظي الموقع بنسبة اطلاع عالية، ويحظى بمتابعة من محبي فكر وتوجه الشيخ. «صيد الفوائد» يسرق الأضواء يضم عددا من المشايخ، ويتفرع الموقع إلى عدة أقسام: التاريخ والفقه والأدب والبحوث والدراسات والجهاد والدعوة والطب، ويمتاز الموقع عن غيره بالحضور ومواكبة الأحداث اليومية سواء الإسلامية أو الاجتماعية، واستطاع «صيد الفوائد» أن يسرق الأضواء من عدد كبير من المواقع التي تحمل أسماء المشايخ، إذ حاز المرتبة 193 في المواقع الإلكترونية الأهم سعوديا. الصراعات حية وتنعكس الصراعات السياسية والمذهبية على كثير من المواقع الإسلامية بكافة أطيافها، مما يعرضها في فترات كثيرة للقرصنة والاختراق أو حتى التلاعب من قبل أشخاص مجهولين يحاولون تغيير محتواها بما يناسب أهواءهم، وعادة ما تلقى بعض الفتاوى «الشاطحة» انتقادات من رواد موقع إلى مسيري دفة الموقع الآخر. في اتجاه آخر هناك جانب من المواقع الإسلامية تخلت عن التقليدية في الطرح من خلال التطرق لجوانب أخرى بعيدة عن الفتوى والتنظير في القضايا المعاصرة، وسلكت منهجا جديدا في التوجه إلى الإعجاز العلمي وفتح عدد من الملفات في الفلك والجيولوجيا والأحياء والطب والفيزياء، وربطها بالحاضر، ومن أشهر العلماء في هذا الجانب الدكتور زغلول النجار ومدير جامعة الإيمان اليمنية البروفيسور عبدالمجيد الزنداني، ومن أشهر هذه المواقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أنشئ في عام 2004 بهدف بناء قاعدة بيانات إيمانية على شبكة الإنترنت تدعو إلى الإيمان بالله تعالى من وجهة نظر إسلامية، وتضم آلاف المقالات والأبحاث العلمية الموثقة المدعمة بالصورة والمراجع العلمية ومترجمة إلى لغات عالمية بهدف شرح قضية الإيمان بالله تعالى من المنظور الإسلامي وتأكيد صدق القرآن الكريم وأنه كتاب منزل من رب العالمين وتأكيد صدق نبيه صلى الله عليه وسلم. الاستشفاء الإلكتروني إلى أعوام قريبة لم يكن للرقية الشرعية وطرق الاستشفاء الشرعية مكان على الشبكة العنكبوتية، إلا أنه في فترة وجيزة انتشر عدد كبير من المواقع التي تقدم الرقية وبإشراف عدد من المشايخ وأهل العلم المختصين، وأصبحت جاذبة لعدد كبير من رواد الشبكة الباحثين عن الرقية أو الزيت والماء المقروء عليه، وبعض هذه المواقع تقدم خدمة حجز انتظار ومواعيد شبيهة بتلك التي تتم في المستشفيات المعروفة، ومن أشهر مشايخ الرقية الشيخ الدكتور عبدالله السدحان والشيخ خالد الحبشي ورقية مسجلة بصوت الشيخ مشاري العفاسي. «الفيس بوك» أرض خصبة التسهيلات التي يقدمها موقع التواصل الشهير «الفيس بوك» أتاحت لكثير من المهتمين بالحملات الدعوية تأسيس «مجموعات» تتناول موضوعا دينيا معينا أو تتخذ موقفا دينيا ووجهة نظر تجاه ما يحدث للمسلمين في شرق المعمورة وغربها، وأتاح الموقع أيضا تواصل عدد كبير من الناس مع المشايخ وعقد الصداقات والقرب منهم، وأخذ الفتوى أو التوجيه في أي أمر شرعي في وقت قياسي. واللافت في الأمر أن انتشار المواقع الإسلامية على الشبكة بمختلف توجهاتها ينمو سريعا ويعكس اهتمام أبناء الدين الإسلامي بنشر الإسلام والمحافظة على وجوده رغم الحملات الشرسة التي يلقاها من بعض المواقع الغربية المتطرفة