أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز وكيل إمارة منطقة الباحة على عظم مسؤولية القائمين على العلم والمعرفة وأهمية استشعارهم في رسم آفاق المستقبل وتطلعاته بعد أن وضع قائد وباني مسيرة هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز / حفظه الله / كل الإمكانات والطاقات في سبيل النهوض بمسيرة التنمية العلمية. وشدد سموه في محاضرته التي ألقاها في قاعة المحاضرات بجامعة الباحة تحت عنوان / المواطن الصالح / اليوم على أهمية دفع شباب هذا الوطن نحو الإبداع والبحث والابتكار الخلاق والأخذ بأسباب العلم والمعرفة التي لا حدود لها مشيراً إلى ما تحقق في السنوات الأخيرة من انفتاح هائل لبرامج الابتعاث وتأسيس للجامعات في مختلف أرجاء الوطن إلى جانب الرقم الهائل والضخم في الميزانية لهذا العام للتعليم الذي يمثل ترجمة فعلية لما توليه القيادة الرشيدة وما تنشده من نتائج مثمرة لهذا الغرس الوفير . وبين أن الصلاح يعد مطلباً في الخلق وشرطاً أساسياً في المواطنة التي تستوجب كل أساسيات الصلاح والفضيلة والأخلاق مشيراً إلى أن الإنسان يأتي إلى الدنيا مفطوراً بحب والديه وما حوله من ممتلكات شخصية وحين ينتظم في الصفوف الدراسية الأولى يسمع من أساتذته ومعلميه من يدعوه لحب الوطن وربما يستعصي على العقل الصغير معنى تلك الدعوة ومع مرور الوقت والاغتراب والترحال يدرك الإنسان بأنه لا حنان أرق إلى قلبه من حب الأم سوى الوطن. وأكد سمو وكيل إمارة منطقة الباحة أن الوطن هو الاسم والهوية والبيت والوجود وإذا كان الإنسان يستمد هذه القيم من صفة الوطن فإن أبسط الأشياء هي التضحية له من غير حدود متسائلاً عن الغياب والتغيب في كثير من الخطابات الثقافية والإعلامية والتربوية والدينية بتجاهلها لتنمية الوعي الوطني في نفوس الناس . وتعجب سموه ممن يدعون الفهم والثقافة ويتساءلون بقصد أو بدونه عن مغزى معاني الولاء والوطنية وكأنها من هوامش الأشياء عندهم في حين أن منهج الدين الحنيف حين سن أعظم العبادات إنما كانت لإعلاء كلمة التوحيد والذود عن الأوطان وحين سن الكثير من الفضائل والقيم إنما لغرس حب الأوطان في النفوس فنحن نكرر في خطابتنا الثقافية والدينية عبر وسائل الإعلام وفي منتدياتنا الكثير من المثل والمفاهيم التي لا تمس حقوق المواطنة. ودعا سمو وكيل إمارة منطقة الباحة إلى أهمية التوعية بالأسلوب الشرعي للمواطن الذي يلحق السمعة السيئة للدين والوطن حين سفره للخارج أو الذي يسئ أدب التعامل مع أناس اختاروا الإقامة بيننا أو الذي يتعمد قطع إشارة المرور فيورد الهلاك للآخرين أو من يقوم بإلحاق الضرر بالبيئة وسوء استخدام الممتلكات العامة التي تعد جميعها من معوقات المواطنة . وقال سموه / لو أننا استرشدنا بقيم ديننا وتعاليمه ومنهجه لوجدنا أنفسنا نعيش مجتمع فضائلياً بالفعل , فالدين حفظ للوطن حقوقه وواجباته ودعا الناس إلى احترامها وصيانتها والعمل على رفعة شأن الوطن , والمواطنة الفعلية تبدأ من ذات الإنسان سلوكاً وحياة . وبين سموه أن الطلاب والطالبات حين يمضون الساعات الطويلة في يومهم للتحصيل العلمي فأنهم ينمون الذات ويعكسون انجازاتهم العلمية بالنفع على الوطن والأمة من خلال تأثيرهم في الآخرين وبث روح العمل الخلاق مؤكداً سموه أن أي نجاح فردي مهما بلغ ما لم يكن مرتبط بالاعتزاز الوطني فإنه يظل نجاحاً وتفوقاً مجهولاً لأن الناس تعتز بوطنيتها وتجير نجاحاتها باسم الوطن ولأن رفعة الأوطان هي رفعة أبنائها . وفي ختام المحاضرة أجاب سموه على أسئلة ومداخلات الحضور من الطلاب والطالبات ثم تسلم درعا تذكاريا بهذه المناسبة من مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي بهذه المناسبة. وكان مدير جامعة الباحة قد ألقى كلمة في بداية المحاضرة أعرب فيها عن شكره وتقديره لسمو وكيل إمارة المنطقة على تقديمه للمحاضرة في رحاب الجامعة مؤكداً أن المحاضرة تمثل بداية لبرامج الأنشطة الطلابية في الجامعة خلال هذا العام ومنوهاً بما حظي به التعليم من دعم كبير خلال ميزانية هذا العام والأعوام السابقة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني / حفظهم الله /. كما تخلل المحاضرة قصيدة بهذه المناسبة نالت استحسان الحضور . حضر المحاضرة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وجمع كبير من الطلاب والطالبات وعدد من المسؤولين بالمنطقة .