أكد وزير خارجية الامارات ان الازمة الاقتصادية في دبي انتهت، وقال الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان أن المساعدة التي قدمتها الحكومة لدبي بقيمة عشرة مليارات دولار برهنت على الوحدة الاقتصادية والسياسية لدولة الامارات العربية المتحدة. لكن المدير العام لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان، اعتبر أن الدعم الذي قدمته أبو ظبي لمساعدة حكومة دبي لن يحل كل المشاكل العالقة. وأوضح وزير خارجية الإمارات خلال زيارة للضفة الغربيةالمحتلة أن حكومة دولة الامارات ملتزمة بالتعامل مع تداعيات الازمة العالمية على جميع الامارات السبع مؤكدا أن "الازمة الاقتصادية في دبي انتهت". وقال ان الازمة العالمية ستنتهي بمجرد تعافي الاقتصاد الاميركي معربا عن اعتقاده بان الاقتصاد الاميركي في طور الانتعاش وهو الامر الذي سينعكس على الدول الاخرى. وكانت مجموعة دبي العالمية قد احدثت هزة في الاسواق العالمية في 25 نوفمبر تشرين الثاني عندما طلبت من دائنيها تأجيل سداد ديون تستحق بصفة أساسية على شركتيها العقاريتين نخيل وليمتلس وورلد. وتدخلت أبوظبي لانقاذ دبي في 14 ديسمبر كانون الاول بعد أيام من طلب دبي العالمية من دائنيها تأجيل سداد ديون قيمتها الاجمالية حوالي 26 مليار دولار. ستراوس كان: أزمة دبي قائمة وقال ستراوس كان الخميس إن إعادة هيكلة ديون دبي العالمية لا تزال جارية، والسؤال لا يزال قائما حول مدى نجاعتها. وأوضح المسؤول الدولي أن من شأن أزمة قروض دبي أن تؤثر سلبا على قطاع الاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرا أن الطريقة التي حدثت بها الأزمة لم تكن متوقعة من قبل الكثيرين، وأن من شأن ذلك أن يجعل مستثمرين كثيرين بالتردد في الاستثمار بالمنطقة. وأكد ستراوس كان أن أزمة دبي ستترك تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي في المنطقة، متوقعا أن يكون أقل من التوقعات السابقة. غير أنه استدرك بالقول "أعتقد أنها لن تؤثر على المنطقة في المدى البعيد". وحذر مدير الصندوق من احتمال تفجر أزمات مستقبلية، مطالبا بخطوات لتجنب وقوع أزمات. واقترح لتجنب حدوث أزمة جديدة أمرين يتعلق أولهما بتنظيم القطاع المالي، في حين يتعلق الثاني بضرورة امتلاك أدوات لمواجهة الأزمة. وطالب ستراوس كان ببناء مؤسسة دولية متعددة الأطراف للمساعدة في مواجهة أية أزمات مستقبلية، مشيرا إلى أن الأزمة القادمة لن تكون بالضرورة مثل أزمة دبي، ويمكن أن تحصل في مكان آخر مثل آسيا أو وسط أوروبا. وأشاد بالتعاون الدولي الذي ظهر خلال العام الجاري في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، معتبرا أنه حصر الأزمة في أضيق الحدود وجنبها كارثة مروعة. وقال ستراوس كان إن الاقتصاد العالمي هو المستفيد الأكبر من هذه الأزمة التي وفرت نموذجا جديدا للنمو يقوم على مخاطر أقل وتوازنا أكبر. ولفت إلى أن من الآثار الجيدة للإجراءات الدولية في مواجهة الأزمة التغير الحاصل في صندوق النقد ومجموعة العشرين، معتبرا أن الصندوق كان بمثابة الطبيب الذي شخص الأزمة وكتب الوصفة وقدم الدواء.