لم يغب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عن المشهد السعودي رغم وجوده خارج المملكة في رحلة علاجية امتدت لما يزيد عن العام، بل ظل سموه منذ مغادرته في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر 2008م “25/11/1429ه” ، حاضراً في قلب الحدث، متابعاً لكل شؤون الوطن والمواطن. ولم تتوقف اهتمامات سموه عند حدود المملكة بل تخطاها متابعاً ومتفاعلاً مع كافة الأحداث العالمية، ومتجاوباً مع كل نداء إنساني داخل وخارج الوطن. السياسة نشاط سياسي واسع لسمو ولي العهد في نيويورك وأغادير على الجانب السياسي استقبل سمو ولي العهد عدداً من القادة والزعماء وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم الذين توافدوا على مقر إقامته في نيويورك وأغادير للاطمئنان على صحة سموه ولم تخل هذه اللقاءات من مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية. واستهل سمو ولي العهد نشاطه السياسي بعد أقل من أسبوعين من وصوله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث استقبل في السادس من ديسمبر 2008م الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ثمن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الاديان والثقافات الذي عقد في مقر الأممالمتحدة. وتم خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحة الدولية وخاصة الوضع في الشرق الاوسط وجهود الاممالمتحدة في عملية السلام، ودورها في احلال السلام في عدد من مناطق النزاع في العالم. كما استقبل في ذات اليوم زلماي خليل زادة رئيس البعثة الدائمة لأمريكا لدى الأممالمتحدة. كذلك استقبل سمو الأمير سلطان في أبريل 2009م الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي زاره في مقر إقامته بنيويورك، وتلقى برقية تهنئة من وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بنجاح العملية الجراحية. وواصل سمو ولي العهد نشاطه السياسي في مقر إقامته بأغادير التي قضى فيها فترتي نقاهة، حيث استقبل يوم 14 فبراير عام 2009م الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات والوفد المرافق له، كما استقبل خلال شهر يوليو 2009م كلاً من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. فيما بعث رسالة لأخيه رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية الدكتور علي محمد مجور تناولت موضوعات ذات علاقة باجتماعات مجلس التنسيق السعودى اليمنى. والتقى في شهر أغسطس 2009م كلاً من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وممثل السلطان قابوس، فيما استقبل في الشهر التالي “سبتمبر” كلاً من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، والشيخ فهد بن سعد العبدالله الصباح المستشار بالديوان الأميري بدولة الكويت. وشهد يوم الرابع من أكتوبر 2009م لقاءً أخوياً بين سمو ولي العهد والملك محمد السادس ملك المغرب تم خلاله تبادل الأحاديث الودية واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة. كما استقبل في ذات الشهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحث معه تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، فيما استعرض في اتصال هاتفي مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. كما استقبل سموه بأغادير في الخامس من نوفمبر 2009م كلاً من الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية ناصر جودة. القوات المسلحة متابعة دقيقة للمرابطين على الحدود وفخر بتضحيات الأبطال وعلى الجانب العسكري ظل سمو ولي العهد متابعاً لكل صغيرة وكبيرة في ما يخص القوات المسلحة قريباً من أبنائه العسكريين الذين أحبهم وبذل كل ما من شأنه تهيئة الظروف المناسبة لهم وأسرهم بما يجعلهم يتفرغون تماماً للمهمة الأسمى المتمثلة في الذود عن حياض الوطن وحماية مكتسباته الحضارية والتنموية، فبادلوه بدورهم ذات الحب والوفاء، وهم اليوم أكثر شوقاً للقائه بعد عودته من رحلته العلاجية. وفي الوقت الذي يرابط فيه أبطالنا البواسل على الحدود الجنوبية دفاعاً عن تراب الوطن وصوناً لحدوده من أن يطأها الخونة المتسللون بأقدامهم النجسة، كان الأمير سلطان قريباً منهم متابعا لتطورات الأحداث فخوراً بتضحياتهم بكل غال ونفيس من أجل أن تبقى أرض الحرمين بعيدة عن أي استهداف، ولينعم مواطنوها وكل مقيم بها بنعمة الأمن والأمان والاستقرار. وتأكيداً لهذه الحقيقة حرص سموه على تقديم التعازي لأسر وذوي الشهداء، ومن ذلك مواساته يحفظه الله لأسرة الشهيد متعب بن ساعد المالكي الذي استشهد في المواجهة مع المتسللين بالخوبة في منطقة جازان. واستقبل سمو ولي العهد في السادس من ديسمبر 2008م بمقر إقامته في نيويورك كبير التنفيذيين في مجموعة بوينج لأنظمة الدفاع المتكاملة، وجيمس ألبو نائب الرئيس التنفيذي لشركة بوينج، وذلك في إطار حرص سموه على كل ما من شأنه تطوير أنظمة المملكة الدفاعية وتزويد قواتنا المسلحة بكل ما هو جديد وحديث في صناعة السلاح براً وبحراً وجواً. الاقتصاد اهتمام كبير بتيسير السكن للمواطن وفي الجانب الاقتصادي اطلع سمو ولي العهد من مقر إقامته بأغادير في شهر نوفمبر الماضي، على أعمال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى المستقبل الذي عقد في مراكش المغربية ومن شأنه أن يسهم في تعزيز التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. جاء ذلك خلال استقبال سموه لوزراء خارجية كل من الكويت، البحرين، الإمارات، والأردن. كما وافق على نظام مشروع (مسابقة الأمير سلطان للبناء الميسر)، الذي قدمته لسموه الهيئة السعودية للمهندسين، وذلك تأكيداً لاهتمامه البالغ يحفظه الله بتخفيض تكاليف الحصول على السكن اللائق للمواطن، فضلاً عن إنجاح عملية التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي. علما بأن المسابقة تهدف إلى نشر الوعي الهندسي بين المواطنين، التخطيط للمساكن من الناحيتين الهندسية والاقتصادية، تحفيز القطاعات المختلفة لتبني مبادئ البناء الميسر وتطبيقه على المستوى الوطني، البحث عن تقنيات حديثة واستخدام مواد بناء جديدة ذات تكلفة أقل وبمواصفات وجودة عالية. الأسرة الواحدة الالتفاف حول سموه جسد مشاعر الأسرة الواحدة وتأكيداً على المحبة الكبيرة التي يحظى بها سمو ولي العهد بين الجميع، كانت المتابعة الدقيقة والاتصالات المتكررة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاطمئنان على صحة سموه ومراحل علاجه، وتوج خادم الحرمين الشريفين هذا الاهتمام بوصوله إلى أغادير بالمملكة المغربية في الثالث والعشرين من يوليو 2009م للاطمئنان عن قرب على صحة أخيه، وأقام سمو الأمير سلطان في قصره هناك مأدبة غداء احتفاءً بأخيه المليك المفدى. كما توافد على مقر إقامة سموه سواء في نيويورك أو أغادير عدد من أصحاب السمو الملكي والسمو الأمراء وكبار المسؤولين، حيث استقبل سموه خلال شهر مايو 2009م أخاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة الذي زاره للاطمئنان على صحته. كما استقبل في شهر أغسطس 2009م أخويه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن بدر بن عبدالعزيز اللذين قدما للسلام والاطمئنان على صحة سموه، فيما استقبل قبل ذلك خلال شهر يونيو أخاه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز. وظل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ملازماً لأخيه سمو ولي العهد طوال رحلته العلاجية. العلم والتعليم دعم لامحدود للعلم وطلابه وظل طلاب العلم ودعم العلم والتعليم حاضرين ضمن اهتمامات سمو ولي العهد في رحلته العلاجية كما هي عادته في كل مكان وزمان، حيث التقى في مقر إقامته بمدينة نيويورك خلال شهر فبراير عام 2009م عدداً من الطلاب والطالبات السعوديين المبتعثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووجه سموه حينها كلمة لأبنائه الطلبة والطالبات عبر فيها عن سعادته بلقائهم متمنيا لهم التوفيق في دراستهم والعودة بحول الله وقوته إلى أرض الوطن ليكملوا مسيرتهم في خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم. وتوج سموه هذه الكلمة الأبوية الحانية بالإعلان عن تقديم هدية لأبنائه الطلبة والطالبات الحضور عبارة عن مبلغ عشرة آلاف دولار لكل طالب وطالبة. وفي برقية جوابية وجهها للدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود في الحادي عشر من ابريل 2009م بمناسبة حصول سموه على جائزة الشرق الأوسط السادسة للشخصيات التنفيذية لعام 2009م، قال سمو ولي العهد: “إن ما يقدم من دعم للجامعات في المملكة وغيرها من منابر العلم في بلادنا ما هو إلا واجب علينا تحتمه قناعتنا بأن تقدم الدول مبنى على تطور جامعاتها وقيامها بتأدية رسالتها على الوجه المطلوب”. كما هنأ سموه جامعة الملك سعود بتقدمها في تصنيف (تايمز كيو إس) العالمي، وكذلك بإنجازها في اكتشاف لقاح مناعي. وامتدت عطاءات سموه للتعليم الجامعي إلى خارج حدود الوطن حيث دعم الجامعات اليمنية ب 250 ألف كتاب. إنسانية ولي العهد عطاءات إنسانية للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والشعب الفلسطيني تتجلى إنسانية سمو ولي العهد في أروع صورها من خلال عطاءات تعودها كل محتاج داخل وخارج الوطن، وقد حرص سموه على تواصل هذه العطاءات دون انقطاع لمرض أو غيره، حيث سجل خلال رحلته العلاجية عدداً من المواقف الإنسانية دون تقيد بحدود جغرافية، ودون اعتبار للجنسية أو اللون. فعلى الصعيد الخارجي تكفل سموه في حج هذا العام بنفقات أداء فريضة الحج ل 205 يمنيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تسلمت رئيسة جمعية منتدى الأسرة اليمنية الخيرية حياة القرشي في الخامس من ديسمبر 2009م شيكا بمبلغ 100 ألف ريال سعودي مساعدة من سمو ولي العهد للجمعية. وتفاعل سمو ولي العهد مع معاناة الشعب الفلسطيني في محنته الأخيرة حيث تبرع ب 10 ملايين ريال دعما لجهود الاغاثة هناك. وبادر في 14 سبتمبر عام 2009م بإنشاء مركز غسيل لمرضى الكلى بجمهورية بوركينا فاسو يحمل اسم سموه بتكلفة 9 ملايين ريال، وذلك في موقف إنساني يُضمّن في سجله الحافل بالعطاء. وعلى الصعيد الداخلي قدم سمو ولي العهد الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في السادس والعشرين من أكتوبر 2009م، مليون ريال دعماً للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، لما تقدمه من خدمات متنوعة وبرامج خيرية توعوية ضد هذا المرض. كما تبرع في نوفمبر الماضي ب 18 مليون ريال تكلفة 75 وحدة للإسكان الخيري في أحد المسارحة وضمد، وقدم في يونيو 2009م مليون ريال لمواطن عفا عن قاتل ابنه بأملج، ووجه قبل ذلك بشهر بعلاج فتاة معاقة في جدة. وأبى سمو ولي العهد إلا أن تتواصل عطاءاته الإنسانية والخيرية لأبناء وطنه دون انتظار لعودته اليوم إلى أرض الوطن، حيث دشن مساء الاثنين الماضي في مقر إقامته بأغادير خدمة التبرع لجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري عبر رسائل الجوال بتفضله، رعاه الله، بتقديم أول تبرع في هذه الخدمة لصالح الجمعية بإرسال رسالة للرقم المخصص. كما تبرع سمو ولي العهد بمبلغ مليون ريال دعما منه، حفظه الله، لأعمال الجمعية التي تسهم في خدمة المجتمع، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الجمعية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب الرئيس رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز. ويأتي تفضل سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بإطلاق أول رسالة والتبرع للجمعية تشجيعا منه وتحفيزا للآخرين للمشاركة في دعم جهودها لمواصلة خدماتها للمجتمع في مجال الإسكان التنموي. دعم التراث مليونا ريال سنويا ل “سوق عكاظ” ومليونا جنيه إسترليني لقاعة التراث بلندن ولما كان التراث مرآة حضارة الأمم وأحد العناصر الهامة التي يرتكز عليها في قياس عراقة أي أمة ومؤشراً لما خطته من خطوات متسارعة على طريق التقدم والتطور، كان للتراث نصيبه من اهتمام سمو ولي العهد ومن ذلك تبرعه يحفظه الله بمبلغ مليوني ريال سنوياً لسوق عكاظ، والموافقة على رفع قيمة جائزة شاعر عكاظ من 100 ألف ريال إلى 400 ألف ريال. وشهدت العاصمة البريطانية في الثالث من ديسمبر عام 2009م إفتتاح قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للتراث الإسلامي في متحف الأشموليان بجامعة أكسفورد البريطانية، وكان سموه قد تبرع بمبلغ مليوني جنيه استرليني لهذا الهدف السامي. وقد افتتحها نيابة عن ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، تحت رعاية الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. الرياضة تهنئة من أغادير للهلال بلقب نادي القرن ومن منطلق متابعته لكل ما من شأنه رفع اسم المملكة في المحافل الدولية، ظل سمو ولي العهد متابعاً ومتفاعلاً مع كافة الإنجازات التي تسجل باسم الوطن في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي، حيث بادر سموه من مقر إقامته في أغادير إلى تهنئة نادي الهلال بحصوله على لقب نادي القرن في قارة آسيا، وذلك رداً على برقية الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس النادي، التي أكد من خلالها أن الإنجاز يسجل للوطن الذي يعيش نهضة مستمرة في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني.