أعلنت شركة "دبي العالمية" أمس أنها دخلت في مفاوضات "بناءة" مع بنوك لإعادة هيكلة نحو 26 مليار دولار من ديونها تتضمن بيع أصول . وقالت الشركة القابضة في بيان إن "القيمة الإجمالية للدين للشركات التي تخضع لعملية إعادة الهيكلة تبلغ تقريبا 26 مليار دولار". وقالت إن6 مليارات دولار من المبلغ تتعلق بصكوك إسلامية لدى شركة "نخيل" العقارية التابعة لها. وقال البيان إن عملية إعادة الهيكلة لن تشمل شركة إنفينيتى العالمية القابضة وشركة استثمار العالمية وشركة الموانئ والمناطق الحرة العالمية بينما الخطوات الجديدة ستكون على نخيل العالمية وليمتلس العالمية. من جهة أخرى تسعى هيئة مياه وكهرباء دبي (ديوا) لجمع ملياري دولار عن طريق طرح سندات في الربع الأول من العام المقبل. و قالت نشرة ميدل إيست إيكونوميك دايجست (ميد) "سيكون هذا هو الإصدار الأول لهيئة حكومية في دبي منذ أن قالت الإمارة إنها ستطلب من دائني شركة دبي العالمية وشركة نخيل العقارية تعليق المطالبة بالديون كخطوة أولى لإعادة هيكلتهما." والشركتان هما محور أزمة تتعلق بديون تبلغ نحو 59 مليار دولار. وقالت ميد إن الهيئة عينت بنكي سيتي جروب وستاندرد تشارترد لترتيب الإصدار وأضافت أن الهيئة لم تذكر سببا للجوئها لسوق السندات. وقالت الهيئة في مايو الماضي إنها جمعت مليار دولار من قرض مدعوم من جانب وكالات تمويل صادرات أوروبية. وجمعت 2.2 مليار دولار عن طريق قرض مجمع في أبريل. إلى ذلك انخفضت أسعار الفائدة المعروضة بين بنوك الإمارات (إيبور) أمس في أعقاب بيان من دبي العالمية هدأ المخاوف من امتداد تأثير الأزمة وتصريحات جديدة من مسؤولين حكوميين. وقال البنك المركزي في موقعه على الإنترنت إن الفائدة على أموال ثلاثة أشهر انخفضت إلى 1.90500% في قطع الثلاثاء من 1.94125% في القطع السابق أول من أمس. فيما قال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس في أول ظهور له منذ أزمة ديون مجموعة دبي العالمية إن هناك خلطا خاطئا بين المجموعة وحكومة الإمارة، مؤكدا أن دبي تواجه "تحديات إعلامية مغرضة". وقال الشيخ محمد في تصريحات صحفية إن "الخلط الذي حدث بين مجموعة دبي العالمية وحكومة دبي كان خاطئا وردة الفعل التي تبعت إعلان القرار بإعادة هيكلة المجموعة يؤكد أن الاقتصاد العالمي مترابط". وأضاف الشيخ محمد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها "لمن المهم أن يتكلم الناس عن دبي لأن الكلام إيجابا أم سلبا هو دليل خير". وقال أيضا في تصريحات نقلها مكتبه الإعلامي "إننا في دولة الإمارات عموما ودبي خاصة أقوياء ومثابرون ولدينا عزيمة وقوة الإرادة لمواجهة كافة التحديات بما فيها التحديات الإعلامية المغرضة". ودعا وسائل الإعلام إلى "توخي الحقيقة"، كما دعا الإعلاميين إلى أن "يتحلوا بالشفافية والمصداقية حتى يكسبوا ثقة الرأي العام واحترامه". وقال الشيخ محمد إن "الشجرة المثمرة يرميها كل الناس بحجر أو بأي شيء في متناول أيديهم، فكيف إذا كان لدينا سبع شجرات مثمرة فمن الطبيعي أن نتعرض لهذه الحملة والضجة الإعلامية الضخمة" في إشارة إلى الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات. وخلال تصريحاته التي أدلى بها على هامش زيارته لمؤسسة دبي للإعلام بمناسبة العيد الوطني الإماراتي، تلا الشيخ محمد بيت شعر جاء فيه "وللموج لما يثابر صبر عجيب عجيب.. يا ذا البعيد القريب الليل لا زال عابر". وقال إن الإمارة قوية ومثابرة على الرغم من رد الفعل العالمي على خطط الإمارة لإعادة هيكلة مجموعة دبي العالمية المملوكة لها والذي قال إنه يظهر سوء فهم. وردا على سؤال عن رد الفعل العالمي على طلب دبي العالمية تجميد المطالبة بديونها وخطط إعادة هيكلتها قال الشيخ محمد إنهم "لا يفهمون شيئا.". وجاءت تصريحات حاكم دبي بعد أن قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إن اقتصاد الدولة "بخير والإمارات تجاوزت المرحلة الأصعب" من الأزمة المالية العالمية. وأبدى الشيخ خليفة كذلك تأييده لحاكم دبي الذي يشغل منصب رئيس وزراء الإمارات ووزير دفاعها قائلا إن الشيخ محمد وحكومته يواجهون تحديات يومية ولكنهم يخططون ويزيلون جميع العقبات لتحقيق الإنجازات. وقال الشيخ خليفة إن الاقتصاد يظهر دلائل على نمو تدريجي في الربع الأخير من هذا العام. من جهته أعرب عدنان أحمد يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية عن ثقته بالوضع المالي والاقتصادي لإمارة دبي، مؤكدا أن ما تمر به من ظروف هو مسألة طبيعية تمر بها معظم بلدان العالم في الوقت الحاضر من جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وأوضح أن الشركات المملوكة من قبل حكومة الإمارة قد طلبت تأجيل سداد أقساط مديونياتها لفترة قصيرة و هو إجراء متبع يلجأ إليه المدينون والمقترضون في العديد من الحالات حتى في الأوقات الطبيعية، ولا يؤشر بالضرورة إلى عدم المقدرة أو إلى العجز في السداد.