أعلنت طهران أمس، أنها ستواجه «قانونياً» القرار الذي اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد برنامجها النووي، مشيرة الى أنها ستبلغ موسكووبكين اللتين أيدتا القرار، «استياءها» من موقفيهما، لكنها أكدت أن «علاقاتها الاستراتيجية» مع هذين البلدين لن تتغيّر. وقابل هذا الإعلان الإيراني موقف روسي قد يكون الأكثر تشدداً في الفترة الأخيرة، إذ أكدت موسكو أنها لن تقف «معزولة» إذا «أجمعت» الدول الكبرى على فرض عقوبات جديدة على طهران، فيما جددت بكين تأكيدها أن التفاوض وليس العقوبات هو السبيل لتسوية الملف النووي الإيراني. في فيينا، قال الناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيل تودور أن الوكالة «علمت من تقارير صحافية أن إيران أعلنت نيتها بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم»، مضيفاً أن «إيران لم تبلغ بعد مباشرة الوكالة بقرارها. والوكالة ستطلب توضيحات من إيران حول هذا الإعلان». في الوقت ذاته، قال الياباني يوكيا امانو الذي تسلم أمس مهماته مديراً عاماً جديداً للوكالة خلفاً للمصري محمد البرادعي، إن «الوضع المحيط بالوكالة عاصف الآن. ثمة تحديات صعبة كثيرة». على صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير الإيراني في لندن رسول موحديان، ودعته الى «تسوية سريعة» لمسألة اعتقال طهران خمسة بريطانيين كانوا يستقلون قارباً شراعياً وانتهكوا المياه الإقليمية الإيرانية. وهددت إيران باتخاذ إجراءات «صارمة» بحق البريطانيين إذا ثبُت أن «نياتهم كانت سيئة»، فيما شددت لندن على ان القضية «إنسانية» ولن تؤدي الى «نزاع» بين البلدين. في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية العثور على «مخبأ لشبكة إرهابية» في بلدة غرب طهران، مشيرة الى القبض على «7 إرهابيين» وضبط 30 قطعة سلاح خفيفة و50 قنبلة يدوية. وأفادت وكالة «فارس» بأن «المهمة الرئيسة لهذه الشبكة كانت تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات وتصفيات لرموز المعارضة للحكومة، وإلقاء تهمة هذه الأعمال على عاتق النظام»، بهدف «مواصلة الاضطرابات وأعمال الفوضى في الجمهورية الإسلامية». وعلى صعيد الملف النووي، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي «سيعلن تقدير الجمهورية الإسلامية أو معارضتها ل (موقف) الدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة الذرية، من خلال رسائل منفصلة موجهة الى تلك التي حاولت في شكل خاطئ انتهاك حقوقنا النووية»، مضيفاً: «سنواجه القرار قانونياً». ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين إيرانوروسيا والصين، بعد تأييد الأخيرتين قرار الوكالة الذرية بإدانة البرنامج النووي الإيراني، أجاب مهمان برست: «لن يكون هناك تغيير في العلاقات الاستراتيجية مع هذين البلدين، لكننا سنبلغهما استياءنا من موقفيهما تجاه إيران في القضايا الأخيرة». واعتبر أن تصويت روسيا على «القرار الظالم» للوكالة «مثير للتساؤل، وعلى روسيا أن تعلن سبب إجرائها وأن توضح مواقفها، نظراً الى علمها بالطبيعة السلمية لنشاطات إيران النووية». في موسكو، قال ديبلوماسي روسي إن إعلان طهران نيتها بناء 10منشآت جديدة للتخصيب «لا يحسِّن الأجواء ولا يدعو الى التفاؤل بالمحادثات مع إيران»، مضيفاً أن «الرئيس (الروسي ديمتري ميدفيديف) أعرب عن موقفه: من الأفضل في نظرنا قيام تعاون اكثر انفتاحاً وباستمرار بين إيران والوكالة الذرية، واعتماد إيران تدابير اكثر وضوحاً لتبديد المخاوف التي تبدو مبررة اكثر واكثر، من تقديم عقوبات ضدها». وزاد: «إذا كان هناك إجماع على معاقبة إيران، لن نتنحى جانباً. ليست هذه مسألة ساعات وأسابيع، لكننا مضطرون الى درس فرض عقوبات». وقال: «لن نسهم في موقف معقد بتهديدات بفرض عقوبات، لكننا سنأخذ في الاعتبار مثل هذه الاحتمالات، ولن نبقى معزولين». وأضاف: «لا نخفي أن العقوبات تترتب عليها عواقب عملية بالنسبة الى الذين يقيمون علاقات تجارية مع إيران». في المقابل، أكدت بكين على ضرورة توسّل السبل الديبلوماسية. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ: «على كل الأطراف تكثيف جهودها الديبلوماسية من أجل (إيجاد) تسوية مناسبة وكاملة وطويلة الأمد للملف النووي الإيراني عبر الحوار والتفاوض». وشدد على أن «العقوبات ليست هدف القرار» الذي أقرته الوكالة الذرية.