توقع أحد كبار مستوردي الأرز في المملكة عدم وجود ارتفاع كبير في أسعار الأرز البسمتي مع بداية موسم الحصاد الجديد، مبينا أن المؤشرات الأولية تظهر احتمال توفير الكميات المطلوبة للأسواق السعودية بنفس أسعار الموسم الماضي، والتي كانت تتراوح بين 1200 إلى 1300 دولار للطن الواحد. ووصف مدير عام شركة الشعلان للأرز وعضو لجنة المواد الغذائية في غرفة الرياض محمد الشعلان أسعار الأرز حالياً بأنها ثابتة ومستقرة نظراً لأنها متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق المحلية رغم أنها زادت في الهند بنسبة بسيطة تصل إلى 5 % بسبب قرب نهاية الموسم الحالي. وأبدى الشعلان في تصريحاته ل"الوطن" تردداً في توقعاته لأسعار الأرز خلال الموسم المقبل لعام 2010، والذي سيبدأ بعد شهر واحد من الآن نظراً لاحتمالية ظهور حدوث مفاجآت غير متوقعة مثلما حدث في المواسم السابقة. وذكر أن من بين المفاجآت التي قد تؤثر على أسعار الأرز البسمتي تغير أسعار صرف العملات بالارتفاع أو الانخفاض، أو حصول فيضانات في الهند (أكبر دولة منتجة للأرز البسمتي)، أو تقدم أوروبا وإيران بطلبات شراء كميات كبيرة من المحصول الأمر الذي سيقلل من الكميات المعروضة للبيع في الأسواق. وأضاف: "لدينا اتصالات هاتفية شبه يومية مع كبار تجار الأرز البسمتي في الهند للتعرف على ما سيكون عليه الموسم المقبل من حيث توفر الكميات التي تحتاجها الأسواق المحلية إضافة إلى الأسعار." وأشار الشعلان إلى أن المعلومات بشأن الكميات المتوفرة من الأرز في الهند وأسعار الموسم المقبل تتضح بشكل نهائي في منتصف شهر نوفمبر المقبل، وبموجب ما سيحدث في الهند فإن تجار الأرز في باكستان سيحددون أسعارهم. وأضاف: "إذا زادت الأسعار أو انخفضت لدى التجار الهنود فإنه سيحصل نفس الشيء عند الباكستانيين." وقال الشعلان إن من بين الأسباب التي ستحافظ على أسعار الأرز وجود دولة ثالثة يتم الاعتماد عليها في استيراد الأرز، وهي تايلند التي تتوفر فيها الكميات بشكل طبيعي وبنفس أسعار الموسم الماضي". وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في ديسمبر 2007 قراراً يقضي بصرف إعانة دعم مقطوعة للأرز المستورد بواقع ألف ريال للطن، وزيادة إعانة لحليب الأطفال من ريالين إلى 12 ريالا للكيلو جرام بعد أن شهدت المملكة موجة حادة في ارتفاع المواد الغذائية. وساعدت الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق العالمية على خفض أسعار الأرز حيث إنها تسببت في ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى، وانخفاض سعر النفط مما ساهم في خفض تكاليف النقل والشحن والتأمين، وهو الأمر الذي ساعد على خفض أسعار السلع المستوردة من عدد من الدول. في سياق متصل توقع الشعلان أن لا تتأثر أسعار الأرز في المملكة بتراجع كميات إنتاجه عالمياً حسبما ما ذكرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقريرها عن الأرز لشهر سبتمبر الماضي. وقال: "بالنسبة لتقرير الفاو فإن انخفاض الإنتاج العالمي لن يؤثر على الأسعار إلا بنسبة ضئيلة نظراً لأن المملكة تستورد ما يقرب من 80% من استيرادها من الأرز من الهند وباكستان. وتوقعت الفاو في تقرير مراقبة سوق الأرز العالمي الذي صدر الأسبوع الماضي أن ينخفض الإنتاج العالمي للأرز في عام 2009 إلى 668 مليون طن وهو أقل بنحو 3% بالمقارنة مع العام الماضي. وقالت الفاو في تقريرها إن الانخفاض يعكس الظروف المناخية غير المواتية في الدول الآسيوية الواقعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، والتي على وشك جني محاصيلها الرئيسة للأرز في عام 2009. وذكرت المنظمة أن عدم انتظام هطول الأمطار الموسمية في آسيا قد أدى إلى انخفاض إنتاج الأرز في عام 2009 الذي يتوقع أن يصل حجمه إلى 601 مليون طن، مشيرة إلى أن آسيا ستنتج العام الحالي 22 مليون طن فقط من الأرز. ولفتت إلى أن تراجع إنتاج الأرز أصبح واضحاً في الهند وتايوان والعراق واليابان وكوريا الجنوبية ونيبال وباكستان وسريلانكا وتايلاند، إلا أن الفاو توقعت في المقابل ارتفاع إنتاج الأرز في أفغانستان وبنغلاديش وكمبوديا والصين وإندونيسيا وإيران وماليزيا ولاوس وميانمار والفلبين وفيتنام.