في ندوة رمضانية عقدت في فرنسا بحضور وكلمة الرئيسة مريم رجوي إنشاء لجنة عربية إسلامية للدفاع عن «أشرف» تضم شخصيات سياسية ودينية مسلمة مساء يوم السبت 5 أيلول (سبتمبر) الجاري وقبل ساعة من افطار اليوم الخامس عشر من رمضان المبارك، عقدت ندوة في مقر اقامة رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية حضرتها شخصيات سياسية ودينية وباحثون في الإسلام من فرنسا و من مختلف البلدان الإسلامية للدفاع عن أشرف. وفي بداية الندوة العربية - الاسلامية حيا سيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الاسبق المجاهدين في أشرف وصمودهم وقدم تهنئته بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الايرانية وأعلن عن إنشاء لجنة عربية - اسلامية للدفاع عن أشرف بمشاركة ودعم برلمانيين وحقوقيين وشخصيات دينية وباحثين في الإسلام من فرنسا ومن مختلف البلدان العربية منها العراق والاردن ومصر والمغرب والجزائروفلسطين. ثم دعا الشيخ تيسيير قاضي قضاة فلسطين الحضور الى قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء أشرف وشهداء فلسطين.. ثم ألقت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية كلمة رحبت فيها بالحضور قائلة: أيها الحفل الكريم وأصدقاءنا الأعزاء. بداية أقدم تهنئتي بمناسبة إنشاء لجنة عربية - اسلامية للدفاع عن أشرف لمؤسسي اللجنة وأعضائه المحترمين. التحية والتهنئة لكم جميعاً. ان الدفاع عن المجاهدين الذين تعرضوا للاعتداء وأبشع أنواع الظلم والاضطهاد من قبل أعداء الاسلام والمسلمين يعتبر في نفسه عبادة من العبادات في شهر الصيام. ان رمضان هذا العام يعد رمضاناً مصبوغاً بالدماء. رمضان الحرية ورمضان الانتفاضة وأشرف مضرجة بالدماء.. رمضان في شوارع طهران وبقية المدن وبصرخة الموت للديكتاتور. هذا هو الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الذي هو في هذا اليوم رمضان دام بالنسبة للشعب الإيراني.. رمضان الحرية، رمضان الانتفاضة وأشرف المصبوغة بالدم.. رمضان في شوارع طهران والمدن الإيرانية الأخرى بهتافات «الموت للديكتاتور» وصحيات التكبير على أسطح المنازل وفي مدينة أشرف برؤوس المجاهدين الجريحة وبهتافات «يا حسين يا مظلوم» وكذلك في السجون وبالمقاومة تجاه أبشع أساليب التعذيب. هذا العام أصبحت الأيام والأسابيع التي سبقت رمضان أيام وأسابيع الدموع والدماء بالنسبة لشعبنا الإيراني بسبب استشهاد إيرانيين من الفيتان والفتيات أثناء المظاهرات والتجمعات في إطار الانتفاضة الإيرانية العارمة وكذلك في ملحمة صمود أشرف. ولكن في الوقت نفسه تكون هذه الأيام أيامًا مفعمة بالخير والبركة لشعبنا الإيراني وكذلك وبوجه خاص لجميع المسلمين في المنطقة.. لماذا؟ لأن ما حدث لم يكن فقط انتفاضة واحتجاجات واسعة لشعبنا ضد الديكتاتورية الحاكمة وإنما تحت وطأتها حصل شرخ كبير على قمة النظام الحاكم مما أظهر طبيعة حكام إيران المعادين للإسلام برؤية الجماهير المليونية في إيران وبلدان المنطقة وفي كل أرجاء العالم. والجميع رأوا أن حكام إيران وبدلاً من الانتخابات أجروا أعمال غش وتزوير وتلاعب بملايين.. إنهم يفتحون النار في الشوارع على الفتيان والفتيات المحتجين والمعترضين، وفي السجون وبأمر من قادة النظام يغتصبون المحتجزين والمحتجزات و أن أساس خطابهم ومواقفهم ليس الا زيفاً.. فها هم مراجع الدين في النظام نفسه ممن يعتبرون من مؤسسي هذا النظام يعلنون أن الولي الفقيه فقد صفة العدالة والأمانة وأصوات غالبية الشعب وأن حكمه جائر غير شرعي.. فنرى أن معظم رجال الدين أداروا لهذا النظام ظهورهم. ورفضوا الفرضية الخيانية التي كان يؤكدها خميني على لحمة لسانه مرات و مرات بأن حفظ النظام أوجب من الاسلام وبالتالي كان يستبيح بذلك اراقة الدماء وأعمال الاغتصاب.. نعم انهم رفضوا تلك الفرضية.. وعلى هذا الأساس رأى الجميع أن الحكم الذي أطلق على نفسه الجمهورية الاسلامية ليس الا حكمًا جائرًا قائمًا على الكذب والاغتصاب وقتل الناس.. تلك السلطة الشيطانية التي كانت باسم الاسلام تحتفظ بائتلاف تاريخي متخلف بدأت تفقد روحها وتنكشف حقيقة تلك الدجل الذي كان يحكم باسم الاسلام وأصبح بلا أثر.. هذا ووصفت السيدة رجوي مقاومة وصمود المجاهدين في أشرف بأنه مستوحاة من الاسلام المحمدي الحافل بالايمان والصبر وقالت: هكذا استطاع المجاهدون في أشرف الصمود بوجه المؤامرات التي حبكها نظام الملالي طيلة 7 سنوات وكذلك أمام هجوم القوات المؤتمرة بامرة المالكي والذي جاء بأمر مباشر من خامنئي وأبدوا وقفة منهم أمام الجرائم البشعة المتمثلة بدهس سكان أشرف الابرياء بالعجلات المصفحة وايقاع ضربات عليهم بالهراوات والعيدان والفؤوس واطلاق النار عليهم.. ودعت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية الجميع على العمل على إطلاق سراح الرهائن ال 36 المجاهدين الذين مضربون عن الطعام مثل العديد من سكان أشرف وعوائلهم في مختلف أرجاء العالم، قائلة: «إن المجتمع الدولي وأجهزة الأممالمتحدة خاصة الإدارة الأمريكية عليهم مسؤولية جسيمة بموجب الاتفاقيات الدولية وتعهداتهم حيال سكان أشرف لإطلاق سراح الرهائن وضمان مطالب المضربين عن الطعام الذين يطالبون بأبسط حقوقهم الإنسانية ويريدون منع إعادة ارتكاب المجزرة بحق سكان أشرف.. وإنهم وفي حالة إنجاز مسؤوليتهم يمكن لهم الحيلولة دون تكرار المآسي البشرية». وأضافت السيدة رجوي تقول: «أدعو جميع الأخوات والإخوان المسلمين والمثقفين ورجال الدين وأساتذة الجامعات والمراكز الدينية والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي ودول المنطقة إلى دعم الشعب الإيراني وصمود أشرف وألفت انتباه الجميع إلى الموادّ التالية: 1- لقد بدأ عهد جديد في إيران بالانتفاضة التحررية العارمة للشعب الإيراني وهو العهد الذي توشك فيه الفتنة الكبرى على نهايتها وهي الفتنة التي كانت ولا تزال ألد عدو للمسلمين في المنطقة بأسرها وفي كل العالم.. ولهذا السبب أدعو مسلمي العالم إلى إدانة نظام الملالي الحاكم في إيران باعتباره ألد عدو لله ولرسوله وإلى الابتعاد عن هذا النظام الغاشم. 2- من الواجب الملح على جميع المسلمين أن يواجهوا ما يقوم به هذا النظام من الإرهاب والاعتداءات الإجرامية ضد بلدان المنطقة وخاصة العراق الشقيق.. إن الصمت تجاه الملالي الحاكمين في إيران أو تقديم التنازل لهم لا يجدي نفعًا لقطع يد هذا النظام في البلدان الإسلامية والعربية. بل وعلى عكس ذلك يجب الكفاح ضدهم بكل نشاط وفعالية ولا يجوز الصمت تجاههم.. الواقع أن الملالي الحاكمين في إيران هم الآن ألد أعداء السلام في المنطقة بأسرها.. إن ما يجري في المنطقة كلها وجميع بلدان المنطقة ناجم تمامًا مباشرة أو غير مباشرة عن فتنة اسمها الملالي الحاكمون في إيران. 3- أدعو الجميع إلى الدفاع عن مدينة أشرف، فإن الدفاع عن أشرف ليس فقط دعم وإسناد الشعب الإيراني وإنما يتحقق بالإسهام في مكافحة مد التطرف الشرير أيضًا كون التطرف يتم توجيهه الآن من طهران فقط ثم يجتاح عموم المنطقة.. إن الدفاع عن أشرف هو القضية الملحة للعالم الإسلامي اليوم لأن هزيمته أو انتصاره بمثابة هزيمة أو انتصار نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وأطماعه التوسعية ضد المسلمين. 4- اليوم يمضي أربعين يومًا على احتجاز 36 من سكان أشرف كرهائن.. إنهم والمتضامنون معهم في مختلف أرجاء العالم وكذلك عدد كبير من المجاهدين في أشرف مضربون عن الطعام وأنتم تعرفون جيدًا الظروف التي يعيشونها الآن.. ان مواصلة احتجازهم، خاصة بعد صدور قرار القاضي بالافراج عنهم، تتنافى وكل المبادئ الإنسانية والاسلامية والقانونية.. فأدعو الجميع إلى بذل قصارى الجهد من أجل الإفراج عنهم وفك أسرهم لأنهم يعيشون حالة حرجة». 5- ان 1000 امرأة رائدة مجاهدة يقمن في مدينة أشرف.. فان التقاليد الإسلامية تؤكد ضرورة مراعاة حرمتهن.. إن انتشار القوات الغازية التي هددت النساء مرارًا بهتك اعراضهن في مدينة أشرف قد جعل المجاهدات في موقع خطير للغاية.. فإنني أدعو جميع المسلمين خاصة أخواتي العزيزات الشريفات في كل أنحاء العالم إلى الدفاع عنهن. ثم ألقت الكلمة أمام المؤتمر كل من الشخصيات المشاركة في الندوة منهم الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين والسيدة نريمان الروسان نائبة في البرلمان الأردني وصلاح عبد الله رئيس الحزب التقدمي الناصري المصري والشيخ خليل مرون عضو المكتب التنفيذي لمجلس المسلمين بفرنسا ومدير جامع أوري ومحمد الحاج محمد نائب في البرلمان الأردني وغالب بن شيخ رئيس المؤتمر العالمي للأديان المسالمة والشيخ ذو مسكين من الوجوه الإسلامية الفرنسية وتوفيق سبتي عضو المكتب التنفيذي لمجلس المسلمين في فرنسا. واستهل الشيخ تيسير قاضي قضاة فلسطين كلمته بآي من الذكر الحكيم، ثم خاطب الأشرفيين قائلاً: «اصبروا وقاوموا، فإن ما حدث في أشرف لم يكن فقط قتل الأبرياء واللاجئين العزّل وإنما كان اعتداءًا على حق الإنسانية.. إن سكان أشرف هم ضيوف الشعب العراقي وهم محميون بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية.. إننا الآن في شهر رمضان.. فنطالب الحكومة العراقية بالإفراج فورًا عن المعتقلين وسحب القوات العراقية من مخيم أشرف الذي هو بيت اللاجئين.. إننا نطالب الإدارة الأمريكية بأن توفي بتعهداتها والتزاماتها حيال حماية أشرف.. إن المسؤولية على عاتق أميركا وإن المسؤولية المحددة لأميركا هي حماية سكان أشرف.. كما نطالب الأممالمتحدة بأن توفد فريقًا مراقبًا إلى أشرف ونحن سوف نقوم بتشكيل لجنة للمتابعة والاتصال لتحقيق هذه المطالب». وقالت السيدة أنيسة بومدين أستاذة جامعية وباحثة وسيدة الجزائر الأولى في عهد رئاسة هواري بومدين: «بكل حزن وألم شاهدنا لقطات فظيعة من اقتحام أشرف.. إن الذين خلقوا هذه المشاهد قد حققوا رغبات الأعداء.. كان المرحوم الرئيس بومدين يقول: إن ارتكاب هذه الفظائع على أيدي الذين يدّعون الإسلام من شأنه تشويه سمعة الإسلام فيما إن الإسلام هو دين الرحمة وشريعة سمحاء.. كيف أن القاضي يصدر القرار بالإفراج عن المجاهدين المعتقلين ولكن الحكومة العراقية التي تدعي الديمقراطية ترفض إطلاق سراحهم.. إننا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين وضمان حماية سكان أشرف.. إني أحيي النساء والرجال المجاهدين في أشرف». أما السيدة نريمان روسان نائبة في البرلمان الأردني، فقالت في كلمتها أمام الندوة: «تحية لنساء ورجال أشرف العزّل الذين وقفوا وقفة شجاعة بوجه المليشيات المسلحة.. فقد رفع كثيرون من زملائنا في البرلمان الأردني أصواتهم دعمًا ومساندة للأشرفيين، ونحن طالبنا الأممالمتحدة ونطالب بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء اللاجئين.. إني أدعو إلى الإعلان عن يوم التضامن العالمي مع مجاهدي أشرف.. على القوات الأمنية العراقية أن تنسحب من أشرف ويجب حماية أشرف من قبل الأممالمتحدة.. وكما قالت السيدة رجوي يجب توفير حماية خاصة لنساء أشرف.. إني أدعم مطلب سكان أشرف المتمثل في العودة إلى إيران بشروط محددة وهذا حقهم وحق كل مواطن. إننا نقدم كل تهانينا للسيدة صديقة حسيني الأمين العام لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية بمناسبة ذكرى تأسيس المنظمة». وقال الدكتور صلاح عبد الله رئيس الحزب التقدمي الناصري المصري: إني أدلي بكلمة الوفد المصري.. نحن نقول بأن ما يجري في أشرف يمثل جريمة ضد الإنسانية وليس فقط ضد مجاهدي خلق.. إن الهدف من هذه الجرائم هو الترويج لليأس والخيبة لتسود شريعة الغاب.. إن القوى المتغطرسة في إيران تريد الاستهتار والاستهانة باستقلال العراق وبالقانون الدولي.. ترى ما الفرق بين الهجوم على مدينة والهجوم على بلد؟ إننا نضم صوتنا إلى صوت الآخرين ونطالب بتولي مهمة حماية أشرف من قبل قوة دولية وإطلاق سراح الرهائن فورًا.. وعلى أميركا أن تنجز هذا الواجب.. إننا نبتهل إلى الله العزيز القدير أن يحفظ ويرعى أشرف». كما طالب المتكلمون الآخرون من فرنسا وبلدان عربية بإطلاق سراح الرهائن المجاهدين ال 36 وتولي مهمة حماية أشرف من قبل أميركا وقوة دولية للأمم المتحدة وكذلك أكدوا أن القانون الدولي يمنع منعًا باتًا نقل سكان أشرف. واستمرت الندوة العربية الإسلامية حتى موعد الإفطار لليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ودعا فيها المتكلمون العالم العربي والبلدان الإسلامية خاصة في شهر رمضان المبارك إلى التضامن والدفاع عن حقوق مجاهدي أشرف.