يبدو أن الأقدار تتبسم في وجه ذوي القامات الطويلة، هذا ما تظهره دراسة أميركية عرضتها شبكة "سي إن إن"، وجاء فيها أن الأشخاص الذين تمتد قامتهم إلى ما فوق المعدل العام، أي ما يزيد على 1.78 متر للذكور و1.63 للإناث، هم أكثر شعورا بالرضا عن الذات وحبا للحياة. وعلى عكس ذلك، أظهرت الدراسة التي أجراها المعهد القومي الأميركي للدراسات الاقتصادية، أن قصار القامة، من الذين شملتهم عينة البحث، هم أكثر الناس وصفوا حياتهم بأنها "على أسوأ ما يكون"، إذ ظهر أن الرجال الذين هم أقصر بحوالي بوصة من المعدل العام والنساء اللواتي هن أقصر بنصف بوصة مما هو متعارف عليه، هم كانوا أكثر الناس سوداوية في النظر إلى حياتهم. وبالمقابل، أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين استجوبهم الباحثون، كانوا أكثر رضى عن حياتهم وأنفسهم وإنجازاتهم، ويكونون أقل عرضة للمشاعر السلبية كالألم النفسي والحزن والأسى. وتفسيرا لهذه المسألة، ذكرت الباحثة آنغس ديتون، احد مؤلفي الدراسة، أن المسألة تتعلق بالدرجة الأولى بالمدخول والتحصيل العلمي للناس. إذ برز أن الأشخاص الطوال يسعون عادة إلى الاستمرار في دراستهم والارتقاء في درجاتهم العلمية. وعليه تزداد ثرواتهم وأموالهم وفرصهم بالعمل، مما يؤدي إلى ما نراه من وجود الكثير من الناس الطوال الذين يبدون سعداء وناجحين في أعمالهم، على عكس قصار القامة الذين يكونون أكثر عرضة للشعور بالبؤس. وقالت ديتون: "لا شك إن المال يشتري السعادة ويجعل المرء أكثر استمتاعا بحياته، فهو يمكن الأفراد من إيجاد واستخدام وسائل تمنع عنهم الشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق والألم. إن مدخول المرء هو بالفعل العنصر الحاسم في هذه القضية". وأظهرت مقابلات أجرتها مجلة تايم الأميركية، أن بعض قصار القامة شككوا بمثل هذه الاستنتاجات، معربين عن شكوكهم في أن تكون مثل هذه النتائج حاسمة، وأكدوا أنهم سعداء وأن قصرهم لا يؤثر عليهم بصورة مفرطة، بينما أكد أشخاص طوال القامة أنهم يلاحظون أن رفاقهم القصار، وخصوصا في مجال الرياضة، يكونون أكثر تحسسا لطولهم، ويحاولون دائما إظهار قدراتهم.