قالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد تلقى رسالة شكر من نظيره الأمريكي، باراك أوباما، رداً على رسالة التهنئة التي كان قد أرسلها الأسد بمناسبة ذكرى استقلال الولاياتالمتحدة، في تطور إضافي يعكس الانفتاح المتزايد لواشنطن على دمشق. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم على اجتماع عقده الموفد الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، مع القيادة السورية، وبالتزامن مع إعلان السفير السوري في واشنطن عن رفع العقوبات الأمريكية المتعلقة بالطيران المدني وتقنيات الاتصالات والمعلومات المفروضة على دمشق. وذكرت الرئاسة السورية أن الأسد تلقى برقية شكر أوباما جاء فيها: "نقدر .. الشعب الأمريكي وأنا .. رسالة التهنئة الحكيمة التي أرسلتموها بمناسبة الذكرى 233 لاستقلال أمريكا." وتتابع الرسالة: "بينما تحتفل الولاياتالمتحدة باستقلالها فإن الأمريكيين يتذكرون ويحتفلون بتاريخهم وبالأفكار التي تأسست عليها أمتنا. إن هذه المثل تبقى في كل جزء منها راهنة اليوم كما كانت قبل قرنين. وإننا لنأمل في أن تتمتع كافة شعوب المعمورة ذات يوم بنعمة الحرية والسلام." من جانبه، قال عماد مصطفى، سفير سوريا لدى واشنطن، إنه تم إبلاغ السفارة السورية بشكل رسمي بإزالة الحظر الأمريكي المفروض على كل ما يختص بسلامة الطيران المدني وقطع الغيار للطائرات المدنية. وكذلك إزالة الحظر المفروض على تصدير كل معدات وتقنيات منظومات الاتصالات والمعلومات من برمجيات وتجهيزات متعلقة بالانترنت. وأضاف السفير السوري أن أوباما أوقف تنفيذ بعض بنود العقوبات الأمريكية على سوريا، كاشفاً عن وجود توجه بتعليق المزيد من هذه البنود بصورة تصاعدية. غير أنه أشار إلى أن إزالة قانون العقوبات تعتبر قضية شائكة ومعقدة لأنها تتطلب تشريعاً في الكونغرس الأمريكي مؤكداً وجود توجه لدى كبار قادة الكونغرس لتجاوز مرحلة العداء مع دمشق، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية. وبحسب مصطفى فإن "اللوبي الصهيوني داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية قوي جداً ولكن هذا لا يعني أنه يسيطر على جميع وجوه الحياة فهناك مؤسسات أمريكية صناعية ومالية غير مسرورة نهائياً من السياسات الأمريكية تجاه سوريا وتعتبرها مضرة بمصالحها." وأضاف مصطفى إن الإدارة الأمريكية الحالية تدرك تماماً أن تحسين العلاقات الثنائية مع سوريا سيصب إيجاباً في قناة العملية السلمية، مشيراً إلى أن أوباما طلب من ميتشيل الاهتمام بشكل شخصي وخاص بمسألة العلاقات الثنائية السورية الأمريكية. وكان ميتشل قد التقى الأسد السبت، حيث اجتمع إلى الأسد ليعود ويصف مباحثاته معه، والتي تناولت العلاقات الثنائية وإمكانية إعادة إحياء مفاوضات السلام بين دمشق إسرائيل ودفع العلاقات السورية الأمريكية، بأنها "هامة وإيجابية." وقال ميتشل بعد اللقاء إن المباحثات تناولت آفاق التحرك للأمام لتحقيق هدفنا في السلام الشامل في المنطقة وتحسين العلاقات الثنائية مؤكدا التزام بلاده بالحوار المبني على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وفق "سانا". وأضاف المبعوث الأميركي أن الرئيس باراك أوباما مصمم على التوصل إلى سلام بين العرب والإسرائيليين معتبرا أن السلام الشامل هو الطريق الوحيد للاستقرار والأمن والازدهار لكل دول المنطقة.