استأثر حادث اعتداء حراس الأمن التابعين لملعب الملك فهد على مراسل تلفزيوني بالضرب والتسبب في إصابة في ساقه, باهتمام الأوساط الرياضية السعودية التي وصفت الحادثة بالمسيئة لسمعة الرياضة في البلاد, خصوصاً أن اللقطات التي تعرض فيها مراسل قناة art بدر رافع للركل من حراس الأمن عرضت على شاشات التليفزيون وشاهدها متابعو منافسات كرة القدم السعودية في البلدان العربية. وعرفت مباراة الهلال وجاره النصر في نهائي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد فوضى في التنظيم أدت إلى تدافع الجماهير عقب المباراة, فضلاً عن القبض على شبان يحملون سكاكين وأدوات حادة وأجهزة ليزر ضوئية, قبل أن تنتهي باعتداء حراس الأمن على المراسل التليفزيوني. وخوفاً من التعرض إلى الأذى رفض مراسلو قناة art القيام بمهامهم في تغطية مباراة الهلال والشباب اليوم, على اعتبار أن المباراة ستقام في استاد الملك فهد الذي قام حراسة بإيذاء زميلهم بدر رافع, وبرر المراسلون غيابهم عن المباراة بعدم توفر ضمانات لعدم تعرضهم للضرب مجدداً, وكانت صحف سعودية وصفت حراس الأمن ب"البلطجة" استنكاراً لشراستهم في التعامل مع المراسل التليفزيوني. علماً أن صحف محلية نشرت أنباء عن استقالة جماعية يعتزم مراسلو القناة تقديمها تضامناً مع زميلهم. وأبدى مراسل قنوات راديو وتلفزيون العرب art بدر رافع في تصريحات نشرتها صحيفة "الوطن" السعودية استغرابه لما تعرض له في مباراة نهائي كأس فيصل بن فهد من اعتداء بعد نهاية المباراة، وقال "اشتغلت في المجال الإعلامي لفترة غير بسيطة، ولم أتعرض لمثل هذا الموقف من قبل، وحديث البعض عن تلفظي على رجل الأمن الذي اعتدى علي لا تمت للحقيقة بصلة، ولو افترضنا أني تلفظت عليه فعلاًَ فهل أستحق كل ذلك الهجوم من نحو 12 رجل أمن كانوا يلاحقونني دون سبب يذكر أو خطأ صدر مني". وأضاف "بدأت المشكلة عندما كنت أحضر لإجراء حديث مع لاعب النصر التونسي عصام المرداسي، ففوجئت برجل أمن يقول لي اخرج من أرض الملعب فدخولك هنا ممنوع في وقت كان فيه نحو 12 إعلامياً وأكثر من 6 قنوات داخل المستطيل الأخضر، كما أن زملائي في الart كانوا على مقربة مني، ولم يطلب منهم أي رجل من رجال الأمن أمراً مماثلاً، ولم يعترضهم أحد، ومن ثم جاء رجل أمن وأخذ يسحب بطاقتي الإعلامية بشدة بطريقة غير مهذبة، ووقتها كنت على وشك الظهور على الهواء مباشرة، وعند سحبه للبطاقة قلت لهم -اللي يجيني يا ويله- ثم بدأ بعدها الهجوم العشوائي علي بطريقة غير حضارية". واستطرد "لو افترضنا أنه يمنع دخول الإعلاميين للملاعب، فلم قناة الart هي من تجد وتواجه هذه المشاكل والمصاعب في إستاد الملك فهد الدولي بالذات، أما في باقي ملاعب المملكة لا يحدث ذلك لوجود طريقه تنظيم مميزة يندر بعدها وجود مشاكل من هذا النوع". وتابع "أشعر أن ما حدث كان مقصوداً، والإيذاء كان مقصوداً وموجهاً لي بالذات، وأنا لم أتفوه بكلمه قد تزعج رجل الأمن كما صرح النمشان، ولا يمكن أن أتحدث بما هو جارح سواء في نطاق العمل أو في حياتي اليومية، خصوصاً أنني على مقربة من بث اللقاء على الهواء مباشرة فيستحيل مني فعل ذلك ولكم أن تسألوا الجميع عني". أكمل "لو كان لدى النمشان ورجاله إثبات أو أدلة أنني تلفظت بما يقولونه فبمقدورهم الذهاب للقسم وإثبات الحالة وإيجاد الشهود وأنا على أتم الاستعداد لمواجهة الموقف، كما أنني أعجب أنه عند ذهابي للقسم برفقة رجل أمن حلف لي أنه لم يتدخل في الأمر لأكتشف عند مشاهدة الشريط أنه هو من أسقطني أرضاً واعتدى علي، ولم انتبه له في حينها لكثرة عدد المعتدين". وختم "قدمت شكوى بحق المتسببين في الحادثة من رجال الأمن، وسأنتظر ما تؤول إليه إجراءات التحقيق". مصدر مسؤول إلى ذلك كشف مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ملابسات ونتائج التحقيق فيما حدث في استاد الملك فهد، وقال "وجه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد فور وقوع هذه الأحداث بالتحقيق فيما حدث ما بين مراسل شبكة راديو وتلفزيون العرب ( art ) والمنظمين من الأمن الصناعي داخل ساحة استاد الملك فهد الدولي واتضح من التحقيق الذي تم مع أفراد الأمن الصناعي وشهود الحالة من العاملين في جهات مختلفة أن ما حدث كان كالتالي: شوهد مراسل شبكة راديو وتلفزيون العرب ( art ) يحمل بطاقة تعريف بوظيفة مراسل ميداني متعاون صادرة من شبكة راديو وتلفزيون العرب ( art ) بتاريخ 01/01/2007م وتنتهي صلاحيتها في 31/12/2007م يقوم بإجراء مقابلة تلفزيونية داخل المستطيل الأخضر بساحة الملعب وهذا يخالف التعليمات وأنظمة إجراء المقابلات التلفزيونية التي حددت بأن يكون موقع المقابلات التلفزيونية في مخرج التتويج في الجهة الغربية بجوار السياج الداخلي للمدرجات أو مقابل مخرج اللاعبين بالجهة الشرقية . قام مشرف الأمن والسلامة باستاد الملك فهد الدولي بالذهاب إلى المراسل داخل الساحة وطلب منه مغادرة الساحة لعدم نظامية تواجد المراسل داخلها، إلا أن المراسل رفض التعليمات وأصر على البقاء وطلب من المشرف الابتعاد لكي يواصل عمله، وأكد عليه المشرف بضرورة الالتزام بالتعليمات إلا أنه أصر على مخالفتها. قام مشرف الأمن بتوجيه أحد حراس الأمن الصناعي (المنظمين) الذين لا يعملون في أمن المنشأة وإنما يتم التعاقد معهم أثناء إقامة المباريات لسحب بطاقة المراسل طبقاً للتعليمات الدولية والمحلية التي تطبق بحق من يخالف التعليمات حيث يتم بعد ذلك رفع تقرير مرفق به بطاقة المخالف للجهة المختصة بالرئاسة لاتخاذ اللازم. بمجرد سحب بطاقة المراسل من قبل حارس الأمن قام المراسل بإصدار ألفاظ نابية وجارحة وخارجة عن الأخلاق الإسلامية تعرض فيها للمشرف وللمنظمين. كانت ردة فعل ثلاثة أفراد من الأمن الصناعي أمام تلك الألفاظ النابية عكس ما تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعمله في تثقيف وتوجيه جميع العاملين في المنشآت الرياضية، ومن تلك التعليمات عدم التجاوب مع الاستفزازات وضرورة التحلي بالأخلاق والصبر والتعامل بأقصى درجات ضبط النفس. صدر من قبل هؤلاء الأفراد ما لا يتفق مع التعليمات ولا تقبله الرئاسة العامة لرعاية الشباب حفاظاً على كرامة جميع من يرتاد المنشآت الرياضية سواءً كان إدارياً أو إعلامياً أو لاعباً أو حكماً أو من الجماهير الرياضية، وفي الوقت نفسه صدرت تصرفات وألفاظ خارجة عن الآداب من قبل مراسل آخر من شبكة راديو وتلفزيون العرب". وقال المصدر أنه عند رفع نتائج التحقيقات التي تمت فيما يتعلق بالرئاسة العامة لرعاية الشباب فقد أصدر الأمير سلطان بن فهد القرارات التالية: أولاً: عدم السماح للمتسببين من شركة الأمن الصناعي الذين ساهموا في هذه الأحداث بالعمل أو المشاركة في المناسبات الرياضية في منشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا بصفة دائمة ولا مؤقتة. ثانياً: إلزام شركات الأمن الصناعي التي تعمل في المنشآت الرياضية سواءً في أمن المنشآت أو تنظيم دخول الجماهير بتدريب وتأهيل أفرادها على أعلى مستويات الوعي وحسن التعامل. ثالثاً: التأكيد على شبكة راديو وتلفزيون العرب بضرورة اختيار المراسلين الذين يقومون بتغطية الأحداث والمناسبات الرياضية من ذوي الأخلاق العالية والقادرين على الالتزام بالأنظمة والتعليمات الهادفة إلى حماية الجميع وتيسير أعمالهم. رابعاً: التوجيه لمدراء المنشآت الرياضية بالرئاسة بضرورة تفعيل مضامين الدورات التي تقام في معهد إعداد القادة للعاملين في المنشآت الرياضية حول كيفية إدارة المنشآت الرياضية وعلى أساليب العمل والتعليمات التي تنظم العلاقة بين مع مختلف الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات العاملة في المجال الرياضي". وأضاف المصدر "إن الأمير سلطان بن فهد يؤكد على أن الحفاظ على حقوق وكرامة الإنسان أساس لا يمكن قبول التعدي عليه تحت أي ظرف من الظروف كما أن أفضل اعتذار لكلا الطرفين هو في الحفاظ على تطبيق الأنظمة الصادرة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمنظمة لإجراءات العمل بعيداً عن التعدي بالقول أو استخدام العنف والتي بدورها ستعطي كل ذي حق حقه بإذن الله تعالى". وختم المصدر تصريحه مفيداً أنه فيما يتعلق بالجوانب الجنائية في هذه الأحداث فقد باشرت الأجهزة الأمنية ذات العلاقة واجبها في هذا الشأن بحكم الاختصاص. تعامل عنيف من جهته فتح المذيع السعودي بقناة الدوري والكأس القطرية خالد العرافة النار على سلمان النمشان مدير ملعب استاد الملك فهد الدولي وعلى رجال أمن الملعب، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "الرياضي" السعودية: عندما كنت أؤدي دوري كمراسل لتغطية الأحداث الرياضية من استاد الملك فهد كان أكثر ما يضايقنا رجال أمن الملعب حيث لابد أن تكون لك علاقة بأحدهم حتى يسمحوا لك بإجراء لقاءات. وأضاف: أذكر أن النمشان كان يدور في الملعب قبل أي مباراة تقام هناك بسيارة الغولف ويتخاطب مع الإعلاميين وكأنهم غنم ويتعامل بفوقية وغلظة غير مبررة وقال العرافة: لنفرض أن بدر أخطأ ودخل مكان ليس مسموح له بدخوله، فهل يكون عقابه بهذه الطريقة القاسية والمهينة. وأضاف: في قطر لم أر من ما يحدث في ملاعبنا من تدخل غير مشروع للسيكيورتي، فهناك رجال شرطة محترمين مهمتهم ضبط النظام ونجد منهم تعامل راقي جدًّا واحترام لا نظير له كما أن مدراء الملاعب هناك على خلق وفضيلة.. العرافة اعتبر أن هذه الحادثة إذا لم تعالج بشكل جيد فسوف تفتح باب الشغب على مصراعيه.