تعتبر المطارات الواجهة الحضارية للدول والمدن المختلفة فهي أول ما يراه المسافر عند وصوله على وجهته, كما تعتبر المطارات منشآت ذات طبيعة واشتراطات خاصة منها على سبيل المثال منع البناء بالقرب منها أو تحديده بارتفاعات محددة من أجل سلامة الطيران خاصة في عمليات الإقلاع والهبوط. وفي الوقت الذي تسعى فيه كافة المناطق والمدن لتطوير وتحديث مطاراتها كونها واجهتها أمام السائحين والزوار , يعاني مطار الباحة الإقليمي من مردم النفايات الذي لم تجد بلدية محافظة العقيق موقعاً له أنسب من جوار المطار, وليست الروائح أو تشويه المنظر فقط هي كل ما يقدمه المردم لمرتادي المطار بل يمتد تأثيره إلى حركة إقلاع وهبوط الطائرات بالأدخنة الكثيفة التي تنبعث منه عند التخلص من النفايات بالحرق. ويزداد تأثير ذلك المردم باجتذابه للطيور الجارحة الباحثة عن غذائها وسط النفايات لتزاحم الطائرات في عمليات الإقلاع والهبوط وهو ما أصبح يشكل خطراً حقيقياً يهدد سلامة الركاب والطائرات منذراً بوقوع كارثة حقيقية إذا ما اصطدمت هذه الطيور الضخمة بالواجهة الزجاجية لقمرة القيادة بالطائرة أو سقطت داخل المحركات. وحول ذلك يقول المشرف على الإدارة المركزية للعلاقات العامة والإعلام بهيئة الطيران المدني المهندس أيمن بكر نصيف لقد تضرر مطار الباحة من وجود مرمى النفايات على القرب منه, حيث تتصاعد ألسنة الدخان الكثيف و تؤثر على الطيران, وقد تمت مخاطبة الأمانة، وحماية الأرصاد بشأن موقع المرمى وتم الرفع أيضاً لمقام إمارة منطقة الباحة وتمت دراسة الوضع وصدر قرار بنقل المردم على بعد 25 كم عن المطار. و يعترف رئيس المجلس البلدي بمحافظة العقيق المهندس فيحان الغامدي بأن مرمى النفايات يشكل خطرا على سلامة الطيران ويشوه واجهة المحافظة وقد اقترحنا أكثر من موقع ولكن نجد معارضات عليها وعدم استجابة . وأوضح عضو المجلس البلدي رزحان سليمان أنه بناء على توصيات من حماية البيئية والأرصاد تم استبدال المحرقة بعملية الكبس والردم كحل مؤقت حتى يتم العثور على موقع مناسب لنقل المرمى في ظل الاعتراضات من الأهالي على المواقع التي تم اقتراحها في السابق . وأشار إلى أنه تمت مخاطبة الأمانة والبلدية بهذا الصدد من أجل التحرك السريع واتخاذ القرار المناسب . أما منسق عام جمعية البيئة بمنطقة الباحة عبدالله مكني فحذّر من تلوث أجزاء كبيرة من أنحاء منطقة الباحة سواء كان في جبال السراة أو سهول تهامة أو نواح متفرقة من بوادي المنطقة وكافة محافظاتها بسبب تراكم النفايات في الغابات والأودية . وقال إن منطقة الباحة كانت إلى عهد قريب من أفضل المناطق في جمالها ونظافة بيئتها بما حباها الله به من أجواء مميزة وطبيعة خلابة , ولكن للأسف ما إن تتجول بها الآن إلا وتجد العديد من المواقع وقد لحق بها الأذى رغم أن أغلبها مناطق سياحية جميلة . ويطالب المواطن عادل الغامدي الجهات ذات العلاقة بالتحرك السريع قبل وقوع كارثة جوية بسبب تزايد أعداد الطيور قرب مهبط الطائرات, حيث لا يبعد عنه كثيراً. وأشار المواطن سعد الغامدي إلى مشاهدته عشرات الطيور تحلق في الجو قرب الطائرات التي تحاول الهبوط إلى مدرج المطار من الناحية الشرقية له. ويقول عوضة الغامدي يخشى عدد من السكان من انتشار الأمراض, لاسيما أن البيئة المحيطة بهم تساعد على ذلك لتلوثها نتيجة مردم النفايات وانتشار الحشرات والقوارض وانبعاث الروائح الكريهة, كما أنه مصدر لتلوث أحواض المياه الجوفية والتربة. ويؤكد المواطن سعيد الغامدي أن هناك من يقوم بإشعال النار في النفايات الموجودة في المرمى بصورة شبه يومية ، فتنتشر الروائح الكريهة على طول الطريق، كما تغطيه سحابة سوداء من الدخان الكثيف المتصاعد من عمليات الحرق .