قال الأستاذ الدكتور رشود بن عبدالله الشقراوي أن مرض التهاب المفاصل (الروماتيزم) الذي يعرف بإسم أمراض المناعة الذاتية (autoimmune disease) يعد من الأمراض الشائعة في الوقت الحاضر حيث تغلب الرفاهية على المجتمع والبعد عن الرياضة وأيضاً انتشار معدلات الأصابة بالسمنة. وأضاف الدكتور رشود الشقراوي في مقاله بصحيفة "الرياض" أن مرض إلتهاب المفاصل لم يعد مقتصراً على كبار السن الذي في العقد الخامس أو السادس من العمر كما كان في الماضي ، بل إنه في العصر الحديث ومع تزايد وسائل الراحة والرفاهية مثل أستخدام السيارات في التنقل والجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر إزداد معدل الأصابة بهذا المرض بالفئات العمرية الأقل . وأضاف : يبدأ ألتهاب المفاصل بشعور بألم خفيف على المفصل وذلك يزيد تدريجياً حتى الوصول إلى ألم شديد يصعب معه الحركة ومن الناحية الباثولوجية تصاب أوتار وأربطة المفاصل بالألتهاب نتيجة حدوث خشونة موضعية بسبب نقص ما يعرف بالسائل المفصلي synovial fluid وذلك كنتيجة لقلة الحركة أو نقص في الفيتامينات والأملاح والمعادن المفيدة ومن ناحية أخرى يؤدي نقص الكالسيوم في العظام إلى حدوث ما يعرف بهشاشة العظام وأيضا نقص فيتامين (د) الذي يساعد على ترسيب وتثبيت الكالسيوم في النخاع العظمي وتعاني الفئات التي لاتتعرض إلى كميات وفيرة من أشعة الشمس خلال فترة الصباح الباكر وفي وقت الغروب من حدوث هشاشة العظام وذلك على مدار فترة زمنية معينة. ويستطرد الدكتور رشود في مقاله وصولاً إلى كيفية التعامل مع هذا المرض وعلاجه فيقول : العديد من الناس المصابين بالتهابات المفاصل ينتهي بهم المطاف غالبا الي استعمال ادوية كميايئة والتي تعرف باسم المسكنات ومخفضات الالم ولكن ليس من الضروري ان تكون هذه هي النهاية الحتمية لعلاج مثل هذه الالتهابات حيث يوجد حلول طبيعية اخري وتؤدي الي نفس النتائج بل افضل للتخلص من هذه الالتهابات وياتى علي رأس هذه الحلول النظام الغذائي المتوازن الموجهه لتقوية المفاصل وعلاج التهاباتها والشق الثاني من هذه الحلول يتمثل في الرياضة والحركة المتعدلة المنتظمه والشق الثالث المدعمات الغذائية الطبيعة. ثم يستعرض الدكتور رشود بن عبدالله الشقراوي هذه الحلول بالتفصيل التالي : أولاً : أسس النظام الغذائي للتهابات المفاصل تأتى الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية (اميجا - 3) علي رأس هذه الاغذية الداعمة للمفاصل حيث انها تقوم بدور مهم في عملية منع الالتهابات وتشير الابحاث الحديثة ان لها دور ايضا في التخلص من الالم ،تحتوي هذه الأحماض الدهنية علي مادة طبيعية تسمي البروستاجلاندين المثبطة للألام و هذه المادة يوجد منها بالجسم مثيل طبيعي و كثرة تناول هذه الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية مثل الأسماك و الأطعمة البحرية و الحبوب و بعض أنواع المكسرات مثل الجوز و اللوز تزيد من قدرة الجسم علي إفراز هذه المادة مما يؤدي إلي زيادة قدرة الجسم علي تحمل الألام الناتجة من الإلتهابات و بالتالي من الممكن بل ومن المؤكد الأستغناء تماماً عن الأدوية الكيميائية المحتوية على هذه المادة ومما يدعم فرص نجاح الأغذية في منع إلتهابات المفاصل هو تناول المزيد من الخضروات الغنية بالأحماض الدهنية (اوميجا6) ومن هذه الخضروات تلك الأنواع الداكنة اللون مثل السبانخ والملوخية، البروكلي، القرنبيط. ثانياً : المدعمات الغذائية الطبيعية 1 ) منتجات الصويا تلعب منتجات الصويا دوراً هاماً في الحد من إلتهابات المفاصل وهشاشة العظام ومن أفضلها منتج فول الصويا وحليب الصويا حيث تساعد في تقوية العظام وزيادة ترسيب الكالسيوم وزيادة امتصاص فيتامين د من الجلد في حالة التعرض لأشعة السمش المبكرة ويشترط تناولها بطريقة صحية حيث يجب أن يتعرض فول الصويا للغليان لفترة لا تقل عن 3ساعات ثم تبريده وبعد ذلك يمكن تناول على مدار أيام الأسبوع بجرعات معتدلة ومنتظمة. 1 ) بذور الكتان تساعد بذور الكتان أيضاُ في تقوية العظام والوقاية من إلتهابات المفاصل والطريقة المثلى لتناولها قبل الوجبة بعد جرشها وشرب كميات كبيرة من الماء معها. 1 ) منتجات الجنسنج يفضل المنتجات الطبيعية منها ويمكن الحصول من مصادر موثوقة حيث أنها تلعب دوراً هاماً في الحد من إنتشار إلتهابات المفاصل وهشاشة العظام وخاصة للسيدات المقبلات على سن اليأس. ثالثاً : دور الرياضة في الحد من إلتهابات العظام مما لاشك فيه أن ممارسة الرياضة بطريقة معتدلة ومنتظمة يساعد على إعطاء مرونة وصلابة للأوتار والأربطة والغضاريف التي تتكون منها المفاصل ويجب مراعاة عنصر السن في نوع الرياضة التي يمارسها الشخص وذلك لتتناسب مع قدرة تحمل العظام والمفاصل لهذه الرياضة وتعد رياضة السباحة والمشي من أفضل أنواع الرياضات لكل الأعمار حيث أنها وبصفة مستمرة تعطي المفاصل المرونة اللازمة للتحرك وممارسة أعباء الحياة اليومية من عمل ومجهود وخلافه .. ويختم الدكتور رشود بن عبدالله الرشود مقاله بقوله : ولذا ينصح دائماً بممارسة المشي تحت أي ظروف وفي أي وقت حيث لا توجد موانع لممارسة المشي إلا ما نذر ومع ممارسة المشي لفترات ومدد زمنية طويلة يضمن الشخص الحصول دائماً على مفاصل قوية وخالية من الأمراض والألألم ويجب الإشارة في النهاية إلى أنه في حالة الأصابة بإلتهابات المفاصل بشكل كبير حاد يجب اللجوء مباشرة إلى الطبيب المختص وإتباع برنامج علاجي تحت إشراف طبي دقيق.