تعتبر شجرة الرقعة الشامخة في قرية الحدب ببني كبير بمنطقة الباحة من أكبر الأشجار على مستوى المملكة من حيث حجمها وكبر جذعها وسمك فروعها وامتدادها، إذ يبلغ طول الفرع الواحد قرابة عشرين مترا ممتدا بشكل أفقي، وبالتالي فإن امتداد فرعين متقابلين يزيد على أربعين مترا هو المساحة الدائرية التي تصل إلى أكثر من 1500 متر مربع، وهي المساحة التي تشغلها هذه الشجرة التي يزيد عمرها بحسب ما ذكر كبار السن على مائتي سنة. ويقول الباحث في علم النباتات الدكتور احمد قشاش ان الرقعة شجرة ضخمة معمرة قليلة الانتشار تنبت على قمم السراة وفراعها القريبة من الشفا واكثر ما تنبت بين جلاميد الصخور الجرانيتية او الى جوار العرعر على علو 1700-2000م ترتفع نحو 10 -30م على جذع غاية في الضخامة وتنتشر فروعها في الافق على شكل مظلة كبيرة قد يزيد قطرها عن 50 م وربما نمت اغصانها الوسطى بشكل طولي وهي مأوى محبب لكثير من الطيور وتتخذ من أغصانها العالية ملاذا لها تبني فيه اعشاشها وجذعها املس به نتوءات كثيرة واخاديد عميقة وقد يصل محيطه الى 9م، واذا جرح سال منه سائل ابيض كاللبن، فإذا جف اتخذه الناس علكا. وأوراقها كبيرة شبه مستديرة في حجم ورق القرع ووجه الورق اخضر تتشعب فيه عروق صفراء وظهر الورقة اخضر صهبة وتثمر الشجرة مرة او مرتين في العام على شكل مجموعات ملتصقة برؤوس الاغصان وتكون الثمار عند ظهورها خضراء قاسية فإذا أينعت صار لونها يميل للاصفرار فيأكلها الناس وفي داخلها بذور تشبه بذور التين “الحماط” وهي طرية حلوة المذاق وقد تتواجد في بعض بطون الاودية عن ارتفاع 900 م ولكنها لا تصل الى ارقام ضخمة الا اذا وجدت الماء. ويضيف الدكتور قشاش ان من خصائص الرقعة أنها يستظل تحتها المئات من الناس، وكان اهل السراة يقيمون تحت ظلالها الاسواق الكبيرة ويعقدون الاتفاقات والحلاف ويفضون المنازعات وقد تقتلع من منبتها ومن أشهر تلك الأشجار بالجنوب رقعة سوق الاحد ببني كبير ورقعة سوق السبت في بلجرشي ورقعة قرى العسلة والمرباه وحزنة ويقدرون عمر هذه الاخيرة بنحو خمسمائة عام وكانت ثمارها موقوفة على الفقراء.