أمّل الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم أن تكون اجتماعات مجلس التعاون الخليجي في عمان وأيضاً في حال انعقاد قمة عربية أن يكون هناك مخاطبة قوية وإدانة صريحة ومطالبة للمجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ أهالي غزةوفلسطين ، وأن يكون هناك فعل عربي على مستوى الحدث وليس مجرد بيانات خطابية التي كثيراً ما تكون غير كافية في مثل هذه الأحداث. مؤكدًا أن الشعوب تضع ثقتها في هؤلاء القادة وأنه يجب عليهم أن يحققوا مطالب شعوبهم وأن يتفاعلوا معها. وقال الشيخ سلمان العودة في حلقة خاصة على قناة (دليل) الفضائية بعنوان " من أجل غزة": إذا انعقدت قمة عربية خصيصاً لهذا الأمر حتى لو لم يكتمل نصابها فإنه يجب أن تتجه صوب قرارات عملية كإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل ونحن نعرف أن عدداً من الدول العربية يوجد فيها سفارات لإسرائيل ، فما قيمة هذه السفارات التي لم تحقق شيئاً ولم تتجاوز المعنى الرمزي؟! مشيراً إلى أن هذه السفارات تتحول أنشطتها إلى كثيراً إلى محاولات اختراق، و كما نعرف جميعا أن أكثر من 25 ألف شاب مصري يقيمون فيما يسمى بدولة إسرائيل وهناك رابطة لهم فيها، مما يبرهن على وجود اختراق إسرائيلي اقتصادي وتعليمي وإعلامي من خلال هذه السفارات. وأوضح الشيخ سلمان العودة أننا لا نريد من القمة أن تتحدث عما يسمى بخطة السلام العربية، وإن مجرد الحديث عنها يجعل إسرائيل تستمر في العدوان والقصف دون مبالاة أو اهتمام ، ولكن علينا أن نفكر بطريقة أخرى ونكون أكثر صراحة ، فنحن لا ننتظر من المؤتمرات واللقاءات والقمم العربية أن تخرج بنتائج غير واقعة أو غير متوقعة لكن على الأقل فإنه يجب أن تكون لغة الحديث والخطاب لغة مؤثرة وأن يفتح أيضاً مجال مع العالم الغربي يكون مؤثراً كذلك. ولفت الشيخ العودة إلى رسالة مناشدة أرسلها بعد وقوع مجزرة غزة مباشرة للحكام العرب، وعلى وجه الخصوص ، وبشكل خاص لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- والرئيس المصري، ورؤساء وأمراء دول الخليج، ناشدهم فيها باتخاذ مواقف أكثر إيجابية منها: رفع الحصار عن غزة، وإرسال المساعدات ، وفتح المعابر بشكل سريع وكامل وحاسم للشعب الفلسطيني كله، كنوع من التضامن والاحتجاج على الممارسة الإسرائيلية، ومنها أن يكون هناك موقف قوي لهؤلاء الحكام الذين سيجتمعون في القمة. وأكد الشيخ سلمان أن الموقف الآن لا يتطلب انتظاراً أكثر، وأنه من الضروري والمهم أن نثبت مصداقيتنا وعروبتنا وإسلامنا وإخلاصنا لهذه القضية، من خلال خطوات ، تحقق أكثر مما يطالب به الناس ، وليس أن تكون هذه الخطوات بطيئة وعلى استحياء. وأثنى الشيخ سلمان العودة على الشعب المصري الذي قال كلمته بوضوح وسمعها العالم، وبوصفه شعباً محتدم العاطفة تجاه الإسلام وقضايا الأمة والعروبة وفلسطين على وجه الخصوص والشواهد في التاريخ كثيرة وأن مصر هي المحضن والكهف الذي يلجأ إليه المضطهدون في فلسطين عبر فترة طويلة من الزمن ، وهنا يجب ألا تخيّب الحكومة المصرية وشعبها ظن الفلسطينيين والمسلمين بها. وأشاد الشيخ سلمان أيضاً بتصريحات أحد المسؤولين الأتراك التي تعد طرفا في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل وأدلى هذا المسؤول بتصريح اعتبره الشيخ سلمان العودة هو أقل الإيمان، قال المسؤول فيه: إن علينا أن ننسى المفاوضات مع إسرائيل أو أن يكون هناك سلام بين سوريا وإسرائيل لأن إسرائيل أثبتت بهذه الغطرسة أنها لا تحترم الحوار ولا تحترم السلام ولا تريده وأنها لا تؤمن إلا بلغة واحدة فقط هي لغة القوة. ليس في صالح إسرائيل كما أكد الشيخ سلمان أن حتى استخدام إسرائيل للغة القوة ليس في صالحها؛ لسبب وهو أن إسرائيل الآن تبطش ، ولكن الشعب الفلسطيني أصبر وأقوى وأطول نفساً ، الشعب الفلسطيني، يمكن أن يقول ليس عندي ما أخسره وهنا تكون نهاية القوة عند الإنسان، حين لا يوجد شيء يخسره، بينما ذلك الإنسان الذي عنده ما يخسره فإنه يخسر أمنه، يخسر السياحة ، يخسر الاقتصاد، يخسر الذين يهاجرون إلى إسرائيل من أماكن كثيرة، كما يخسر سمعته ومن هنا فإن كل حدث مهما كان صغيراً فإنه يؤثر فيه وفي مستقبله. التصريحات السلبية!! كما قال فضيلته إن من أكبر الخطأ أن يعاقب الشعب الفلسطيني على خياره، وإن البعض يعاقب الفلسطينيين على اختياره حماس ووصولها للسلطة والحكومة وبالتالي فهو يدفع الثمن غاليا, ساخراً مما يسميه الغرب بالديمقراطية، ومتسائلاً هل تقر دولة كأمريكا أو بريطانيا ، مثل هذا القصف ، وهي تعلم وتعرف حقيقة الأوضاع القائمة. وتاريخ إسرائيل وممارساتها مع الفلسطينيين لا تنسى، هل نسينا أيام شارون والقصف والقتل الذي طال كل شيء في فلسطين. واستنكر الشيخ سلمان العودة بعض الأقلام والأصوات والرسائل السلبية التي تقول إن هناك استفزازاً وقع لإسرائيل وقد حذروا منه ، وكأنهم من حيث يريدون أو لا يريدون يصفون إسرائيل بأنها الحمل الوديع!، واعتبر الشيخ العودة أن ذلك من أكبر الرسائل السلبية التي خرجت علينا. واعتبر الشيخ سلمان العودة تبرير بعض الدول لإسرائيل فيما تفعله بأنه تجاهل للمعاناة الإنسانية بغض النظر عن كونها واقعة على شعب عربي أو مسلم ، و أنه كان من الأولى أن تكون هذه المجازر مدعاة للغضب وليست للصمت أو التبرير السلبي! البقية المخلصة وأكد الشيخ سلمان على أنه يؤمن أن مثل هذه الأفعال لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكا بخيار المقاومة والتمحور حولها والكفر بكل احتمالات وأقاويل السلام التي يمكن أن يسوقها البعض. وقال فضيلته : أجزم أن معظم الناس الذين بقوا الآن في غزة وفي فلسطين من المخلصين لوطنهم وقضيتهم ودينهم، إنهم يتمنون أن يكونوا في الرعيل الذي سبق، إلى المنازل العليا في الجنة ..لأنهم بقوا للقهر والحرقة ، والألم ، وبقوا للمعاناة ، وبقوا لخسف الأعداء ، وبقوا لضيم الأصدقاء ، وتجاهل الجيران ، والحبس الذي حول غزة إلى سجن كبير .. فلا شك أن هذه ميزة واختيار من الله سبحانه وتعالى. وأضاف إن ما حصل لأهل غزة ليس أول وجبة من الشهداء، ولا هذا أول عدوان يقع على الشعب الصابر المرابط ، فهذه أرض الرباط إلى قيام الساعة ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وأن اعتصامهم بالله هو خير عصمة من أن يفضي الإنسان إلى اليأس ، والذي ييأس لن يخدم أمته ولن ينصر قضيته بل سوف يمثل مشكلة وأزمة من الداخل. وإن الاعتصام بالقرآن الكريم سيكون خير عصمة لنا أيضاً في طريقة تعاطينا مع القضية الفلسطينية ، أن نظل فيها نمارس الحق الشرعي الصحيح في التعبير، والله سبحانه ليس بغافل (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) . وأشار الشيخ سلمان إلى أن القصة هنا قصة اختيار، وفضل الله يؤتيه من يشاء، فأهل غزة، اختارهم الله على عِلْمٍ على العالمين، وفضلهم وخصهم بهذه الميزة. وهنا أذكر الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الشهداء قال: أرواح الشهداء عند الله يوم القيامة في حواصل طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ( ترعى ) أي الجنة حيث شاءت ، ثم ترجع إلى قناديلها فيشرف عليهم ربهم فيقول: ألكم حاجة تريدون شيئاً ، فيقولون لا ، إلا أن نرجع إلى الدنيا فنقتل مرة أخرى. لا تنطفئ الجذوة!! وبيّن الشيخ سلمان أن الكثيرين خارج الإطار الرسمي يستطيعون أن يصنعوا الكثير وأنه علينا ألا نكتفي بإلقاء التبعة على الحكام، أو أحياناً على العلماء أو على المؤسسات ، يجب أن يستفز هذا الموقف كل صاحب ضمير حي وأن يؤدي كل فرد دوره. وفي الوقت ذاته فإن من المهم جداً التعاطي من زاوية رد الفعل الإيجابي المدروس والصبر وعدم الملل أو الاستسلام ، من زاوية عدم التعذير للنفس ، ولا أحد يقول أنا لا أستطيع ، حتى الكلمة الطيبة هي صدقة ، يلقيها الإنسان في محفل، أو يتكلم فيها مع أصدقائه أو عبر قناة فضائية أو موقع إلكتروني ، أو رسالة جوال معبّرة. الدور الإيجابي أولاً: الإحساس بالألم لما يرى ما يحصل لإخوانه وهو والشعور بالألم هو شعور بالانتماء فلا يمكن أن يتجاهل إنسان هذه الصور أو يراها فلا يبالى، وقد قال الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم" , وقال "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" إن هذا الإحساس بالألم هو جزء من ضريبة الانتماء، ولذلك علينا أن نحافظ عليه، وهو خير دافع لنا لأن نكون إيجابيين وفعالين. ثانياً : الدعاء المركّز هناك مليار وثلاثمائة مليون مسلم ، كلهم يغضب لهذه القضية ، إلا من لا توجد حقيقة لانتمائه، وإلا لو قتل مسلم واحد بغير حق ، فيجب علينا أن نغضب جميعاً، فكيف وهذا القتل بهذه الصورة، وهو قتل يتكرر باستمرار، فلو تواصى المليار والثلاثمائة مسلم وتواعدوا بالدعاء في الهزع الأخير من الليل، وفي أدبار الصلوات المكتوبات، في القنوت خاصة في الصلوات الجهرية المغرب والعشاء والفجر، قنوتاً خاصاً لهذه القضية ، ولا داعي أن يطوى ذات اليمين وذات الشمال ، ويملّ الناس من الدعاء بأمور لا علاقة لها بالموقف، أن يكون قنوتاً مخصصاً للدعاء للأخوة في فلسطين، بأن الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه النار برداً وسلاماً عليهم ، كما جعلها برداً وسلاما على إبراهيم .. وأن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ينزل المثلات بأعدائه من الصهاينة الغادرين، وأن يجعل بأسهم بينهم ، كما ذكر سبحانه "فقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيدهم وأيدي المؤمنين", وأن الله يسلط عليهم، وأن الله يرد كيدهم في نحورهم. فإذا دعا الإنسان بمثل هذه الدعوات واستغاث بجبار الأرض والسموات وصرخ المؤمن من قلب صادق، يا صمد يا صمد يا صمد ، الذي تصمد له الخلائق .. بحاجاتها وتستغيث به حتى الحشرات والطيور والحيوانات والمضطرون. فلذلك أقول إن علينا أن نستنصر الله سبحانه وتعالى "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم " . ثالثاً الكلمة الطيبة كثير من الناس قد لا يستطيع أن يصنع شيئا يقولون ( العين بصيرة واليد قصيرة)، لكنهم يستطيعون أن يقولوا الكلمة الطيبة ، وأنا أقول يجب أن تقولها ، حتى لو كانت مداخلة في قناة فضائية، أو رسائل عبر البريد الإلكتروني، أو مداخلة في مواقع إلكترونية، نصرة للقضايا ، هذا شاعر و هذا ناثر، وهذا خطيب، وهذا متحدث.. والكلمة تكون كلمة هادئة ، ليست كلمة موترة، تجعل هذه القضية كأنها تتفرق في القبائل ، فلا يعرف الناس بالضبط أين محل الاهتمام .. وأوصى الشيخ سلمان كل مخلص للقضية الفلسطينية أن يركز على القضية الفلسطينية، حتى أولئك الذين وقع منهم أمور من الخلل والتقصير، وهذا لم يكن متوقعاً، خاصة من جيران هذه البقعة المباركة، التي تتعرض للاضطهاد. وتأخر تفاعلهم كثيرًا عما كان واجباً ، ومن الخطأ أن يتم التفات أو انصراف الناس عن حقيقة العدو الحقيقي النازل للميدان إلى معارك أخرى جانبية، وبالخصوص مع الشعب الفلسطيني. مؤكداً أن التلاوم والتشاتم لن يصنع شيئاً، ولكن علينا أن نمارس الحق والشيء الذي يمكن أن يخدم القضية وأن يخدم هذا الشعب، وأظن أن هناك الكثير مما يمكن أن نمارسه. وقال فضيلته : أعتقد أنه يجب ألا يكون المقام الآن مقام حساب، من الحكمة والبصيرة أن يتم التركيز وتسليط الأضواء وحفز الناس والهمم والمشاعر للقضية الكبرى، التي هي المنازلة والمواجهة مع هذا العدو الغاشم ، ثم بعد ذلك لكل حادث حديث. رابعاً: أن نضيء شمعة يقولون في المثل "أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف لعنة"، وفضائيتنا الآن تحفل بخطاب شديد الآن ، يعبر عن مشاعر غضب ، والغضب هو جزء من الطبيعة البشرية ، والإنسان الذي لا يغضب إذا وجد ما يدعوه للغضب، معناه أنه فقد العزة والكرامة. وأي شيء يستدعي الغضب أكثر مما يستدعيه هذا الموقف ، الذي تجد فيه الصلف الصهيوني ، ينصب حمماً وبراكين على رؤوس الأبرياء والنساء والأطفال ، والمنشآت، أمام سمع العالم وبصره ، وحتى قرار وقف إطلاق النار ، يقدم على استحياء ، ويكون قراراً غير ملزم، ولذلك فإنني أقول : إن إضاءة الشموع خير من لعن الظلام ، لا نريد أن ننساق مع مجرد العنتريات والخطب ، التي هي في النهاية ربما تزيدنا غضباً، ولكنها تجعلنا لا نبصر الطريق. نشجع الناس على التبرع بالدم مثلاً ، وهذا اختبار عملي لإنسان يستطيع أن يتبرع بدمه ، هو شيء بسيط ، لأنه يستطيع أن يعوض الدم بسرعة ، ولكنه يعطي معنى عظيم له، لأنه يشعره بالمشاركة وأنه قد قدم شيئاً. خامساً: التبرع بالمستطاع ودعا الشيخ سلمان كل مستطيع بالتبرع سواء بالدم أو بالمال مشيراً إلى أن هناك قنوات رسمية وموثوقة كهيئة الإغاثة، وغيرها في كل بلد والحمد لله مجال كبير للدعم ، والمال هو جزء كبير من المشاركة الفاعلة والحقيقية، فبالمال يمكن الحصول على كل شيء يحتاجه هذا الشعب، هذه دعوة للموسرين والقادرين، خاصة من دول الخليج، ألا يبطئوا وألا يتأخروا، وأن يعتبروا أن تبرعهم لإخوانهم هو جزء من معالجة الأزمة الاقتصادية، والأخطار المحدقة والمهددة، فليسرعوا بالعطاء، استجابة لقول الله عز وجل (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين). قناة الجزيرة والدور الإعلامي وسجل الشيخ سلمان الشكر للقنوات التي ساهمت في تغطية الحدث بشكل جيد معتبراً أن قناة الجزيرة كانت هي المتقدمة في هذا السياق في المتابعة الميدانية والتغطية الإعلامية وتوصيل الصوت. غير أن فضيلته أعتبر أن الإعلام لم يقدم القدر الكافي في خدمة القضية باعتبار التغطية الإعلامية جزءاً من الحل، مؤكداً أن الإعلام وأثره في التعاطي الشعبي يجعله يتحول إلى ضغط، على كافة المستويات، حتى على المستوى الدولي، وبالتالي فإن هذا سوف ينعكس على موقف إسرائيل، وإسرائيل بدون شك معنية بالحفاظ على قدر من السمعة، أو قدر من المصداقية. نعم هي لا تقيم وزناً كبيراً للمجتمع الدولي أو غيره لكن فرقاً بين أن تسرح وتمرح وتعبث كما تشاء ، دون حسيب أو رقيب، وبين أن تكون الكاميرات تراقبها وترصد تصرفاتها ، وبدلاً من أن يقولوا أن معظم الإصابات هي في شخصيات منتمية لهذا الفصيل أو ذاك ، تظهر صور الأطفال وهم جرحى ، وصور النساء وصور العويل ، والأشلاء في الشوارع