أشعلت قصة الحذاء الذي رماه الصحافي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأميركي جورج بوش في زيارته الأخيرة لبغداد، حوار ثقافياً بين طلاب سعوديين وضيوف أميركيين استضافتهم كلية اليمامة في الرياض صباح أمس. وبينما كان خمسة من طلاب كلية اليمامة يطرحون التساؤلات ويستثيرون الآراء، للإجابة على موضوع حلقة النقاش الرئيسية: «من نلوم على صورتنا المشوهة لدى الغرب؟ نحن؟ أم هم؟»، فاجأ أستاذ أميركي الحضور، حين طلب المايكرفون ليتساءل عن «جدوى الحديث عن التقارب الثقافي بين المسلمين والغرب، ونحن نشاهد المسلمين والعرب يبتهجون لحادثة رمي الصحافي العراقي منتظر الزيدي حذاء على الرئيس الأميركي جورج؟!»، لكن طالب إدارة نظم المعلومات وأحد المتحدثين في الحلقة محمد الصاحب رد عليه بابتسامة عريضة قبل أن يطلب من السائل «مراجعة نشرة أخبار قناة (فوكس نيوز) التي أوردت إحصاء يؤكد أن غالبية الشعب الأميركي سعيدون بالحادثة، ويرون بأن رئيسهم نال ما يستحقه خلال المؤتمر الصحافي في بغداد، فضلاً عن صور المسيرات المؤيدة للزيدي في عواصم غربية». وكان الأستاذ الأميركي يحضر جلسة النقاش مع 25 معلماً ومعلمة من أميركا تستضيفهم شركة أرامكو السعودية لمدة يومين للاطلاع على تجربة التعليم السعودية، ولعل هذا ما دفع معلمة أميركية إلى سؤال الحضور عن حقيقة اعتقاد المسلمين والعرب بأن وجود الجامعات الغربية والأميركية في العالم العربي ضرب من الاستعمار الجديد؟»، وهو أمر نفاه طالب الإدارة المالية محمد الجفري، لافتاً إلى أن وجود هذه المؤسسات التعليمية «يزيد من فهم الطرف للآخر قبل تقبل ثقافته». وعلى رغم أن جلسة النقاش لم تخرج بتوصيات فعلية، إلا أن مدير الجلسة طالب التسويق مشاري القدي اعتبر أن «مجرد إثارة مواضيع مهمة للحوار وسماع وجهة نظر الطرف الآخر أمر كاف بالنسبة إلينا»، خصوصاً أن المتحاورين الخمسة الذي يشكلون أعضاء نادي كلية اليمامة للنقاش، حللوا موضوع «صورة المسلمين المشوهة عند الغرب» من جميع الجهات، واختلفوا في وجهات نظرهم عن السبب الحقيقي لهذه الصورة والسبيل الأمثل لتصحيحها. ففي حين رأى بعضهم أن أفعال المسلمين والعرب لا سيما من يعيشون في البلاد الغربية هي الملهم لهذه الصورة المشوهة، حمّل آخرون وسائل الإعلام وصناع السينما وكتاب الرأي الغربيين مسؤولية هذا التحريف، خصوصاً أنهم دأبوا على تصوير العربي والمسلم في أفلامهم وكتاباتهم على أنه «شخص غير سوي أو إرهابي مهووس بقتل غير المسلمين».