أتاحت برودة أجواء جبال السراة في منطقة الباحة إلى جانب الأجواء الممطرة والضبابية وتموج درجات الحرارة باتجاه أدنى معدلاتها على السراة إلى توشح الخضرة والدفء على تهامة. الأمر الذي جعل الكثير من الأهالي يضطر للهروب إليها، وتحديداً إلى محافظتي المخواة وقلوة. لما تحظيان به من أجواء ربيعية ودافئة. إضافة إلى شواطئ البحر الأحمر بمحافظة القنفذة التي تبعد نحو 150 كم عن المنطقة. وقد استعدت المطاعم والاستراحات بتهامة لاستقبال "زوار الموسم" الذين يأتون إليها بحثاً عن الدفء ، وهروباً من الضباب والأجواء الباردة بالسراة، فهناك يجد الزائر كل ما يريده. من جهة أخرى بدأ المهتمون بتربية نحل العسل يتجهون بخلايا النحل إلى تهامة، مودعين جبال السراة لمدة أربعة أشهر، مما جعل تهامة تستقبل إلى جانب الزوار الباحثين عن الدفء في السهول خلال أقل من شهر ما يزيد على 30.000 خلية نحل للعسل، ويلاحظ الزائر وجود العديد من خلايا النحل المرصوصة والتي تمتد لأكثر من 20 متراً في أغلب الأودية التي تكثر بها أشجار الأثل والضهيانة والسدر، وغيرها من الشجيرات التي ينتج عنها ما تعارف عليه النحالة بعسل" الخبت " أي السهل نسبة إلى سهول تهامة. عدد من المهتمين بتربية نحل العسل قالوا إن البرد يؤثر سلبا على النحل بشكل كبير، ومع هذا فتهامة الباحة بديل متعارف عليه لكل نحال، فحر تهامة يحرك قوافل النحل باتجاه سراة المنطقة، أما برودة أجوائها فتعيد القوافل باتجاه تهامة. كما أن شجرة (الضهيانة) يعتمد عليها النحل في منطقة تهامة. حتى وإن خالطها من الأشجار والشجيرات خلال هذه الفترة، إلا أن العسل الصافي يظل ما يتمناه المهتمون بتربية نحل العسل لكونه ألذ مذاقاً.