أ.محمد عبد الله الخريجي لم يكن الأمير نايف بن عبدالعزيز مجرد رجل دولة عادي، بل قيمة وهامة وطنية من الطراز الأول.. فصفاته ومواصفاته جعلته في موضع المسؤولية الدقيقة والمهام الأصعب في ثقة اخوانه الملوك البررة. فظل على مدى اكثر من 37 عاما يقود باقتدار وحكمة منظومة الأمن الراسخ بمفهومه الشامل حتى بات أمن البلاد والعباد وأمن الحج مضرب الأمثال في العالم. لقد رحل عنا قاهر الإرهاب الذي تصدى له بفكر القائد المحنك وعلم الخبير وعزيمة ومسؤولية، ونتذكر عندما تعرضت المملكة لإرهاب غادر استهدف الوطن والانسان والاستقرار فكان (نايف) لها بعون من الله ونصره، واندحر الارهاب بفكره الضال وعناصره المجرمة بضربات استباقية التقت فيها عزيمة القيادة مع بطولات الأمن ووعي المواطن. وهذه هي عبقرية الفهم الريادي للأمن الشامل الذي اصبح المواطن فيه هو رجل الأمن الأول. ومن الصعب حصر العبقرية القيادية لشخصية الفقيد الكبير في النجاحات الأمنية، وإنما ارتبط - رحمه الله - بعظيم المهام وفي مقدمتها أمن الحج وراحة ضيوف الرحمن من موقع المسؤولية كرئيس للجنة العليا للحج فكان بحق مهندس المنظومة الفريدة في أداء هذا الشرف العظيم للمملكة ورسالتها المتعاظمة في خدمة الاسلام والمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. والانسان السعودي ظل دوما محور مسؤولية الأمير نايف بن عبد العزيز علماً وتدريباً وتوظيفاً وبناءً اخلاقياً أصيلاً، مثلما قدم سموه – رحمه الله – انموذجاً لمدرسة القيادة والإدارة بصفات الحنكة والقدوة في الاخلاص والسمات الانسانية التي تجلت في الحلم والأناة والعفو مع الهيبة والوقار الجم لشخصيته الفذة. والجميع يذكر هذا الحضور غير العادي للأمير نايف عندما يتحدث مخاطباً اخوانه وابناءه المواطنين تجاه مختلف القضايا وأصعب الملفات. يشعرنا بالطمأنينة ويغذي فينا الوعي والارادة والشفافية والتراحم. فهكذا كان نايف بن عبدالعزيز الأمير والانسان أمة في رجل ورجلاً دولة من الطراز الاول مخلصا لدينه ثم لمليكه ووطنه. ونموذجاً للانسانية الناصعة. رحم الله ولي العهد الامين فقيد الوطن والأمة وأسكنه فسيح جناته ونرفع صادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين وللأسرة الكريمة وللشعب السعودي الوفي "إنا لله وإنا إليه راجعون".