أ.عبدالله عمر خياط لئن غيب الموت الذي كتبه الله على عباده بقوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية فإن أعماله العظيمة، ومنجزاته الكبيرة ستضع اسمه في سجل الخالدين ممن قام على خدمة الوطن وأهله وترسيخ الأمن الذي وضع جذوره والده المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود تغمدهما الله بواسع رحمته. أربعون عاماً ونيفاً قضاها نايف بن عبدالعزيز في الداخلية استطاع خلالها أن يجعل الأمان شعار هذا البلد الذي أراده الله أن يكون مثابة للناس وأمنا. ويوم تولى منصب النائب الثاني فولاية العهد أجهد فكره وقلبه وجسمه لمضاعفة العطاء لصالح الوطن والمواطنين في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - . ويوم سافر لاستكمال علاجه كان الجميع يسأل الله أن يعيده بالسلامة ليواصل العمل في خدمة وطنه ومليكه .. ولكن قضاء الله كان أسرع إذ فاجأنا خبر انتقاله إلى رحمة الله ضحى الأمس حتى لكأنه الصاعقة ولكنه أمر الله الذي لا مرد له .. فقد روى الإمام البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يقول تعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالحرب، وما تقرب عبدي إلي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن دعاني لأجيبنه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت في شيء، أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن». كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال ملك الموت: يا محمد طب نفساً وقر عيناً، فإني بكل مؤمن رفيق، واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولا شعر في بر وبحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات حتى إني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها». صادق العزاء لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأسرة المالكة الكريمة، ورحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.