ما زالت اللافتات التي ترشد الزائرين مكتوبا عليها أنها حديقة للحيوانات لكن متنزه العين للحياة البرية يوشك أن يكتمل تحويلها الى محمية طبيعية للحياة البرية ومنتجع على نمط حدائق السفاري الافريقية. ويعزز ضيوف وفدوا حديثا على المتنزه سمعة المكان في أنحاء المنطقة. يتلقى ذكر وأنثى من حيوان الاسد الابيض المهدد بالانقراض تدريبات مركزة في الوقت الحالي بالمتنزه بعد قدومهما من جنوب افريقيا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 حيث لم يعتادا رؤية البشر. وتشعر بريدجيت تايج المشرفة على برنامج الحيوانات براحة تامة اثناء عملها في اطعام وتدريب الحيوانات البرية. وتبدأ بريدجيت يومها في الجزء الخلفي لبيت الاسود حيث تطعم ذكر وأنثى الاسد الابيض وتدربهما على حركات عادية تساعدهما في التأقلم على الاتصال بالبشر. ثم تنتقل بعد ذلك الى اقفاص الفهود حيث تجري وتلعب معها كما لو كانت قططا أليفة. وذكرت تايج أن تدريب الاسود يختلف عن تدريب الفهود ولكن متنزه العين يأمل في اخر الامر أن يصبح حيواني الاسد الابيض أكثر راحة مع تايج ليتسنى اجراء التدريبات امام الجمهور. وقالت تايج "برنامج الفهد هدفه تعليمي ونحن نقدم برنامجا لمجموعات المدارس حيث أتولى التدريب وأحرك الفهود داخل مكان العرض ويتمكن الاطفال من مشاهدة نشاطها وحركتها بينما يتحدث معلمون عن التاريخ الطبيعي للفهود في أثناء ذلك. أما الاسود (البيضاء) فمازلنا نعمل معها في الوقت الحالي في خلفية بيتها وأغلب ما نفعله هو تدريبها على سلوكيات التربية (في الاسر). نعالج جرحا في الذيل يسمح لنا الذكر بالعناية به كما ندربها على الحقن من أجل التطعيمات السنوية. لكن في نهاية الامر عندما يصبحان مستعدين (الذكر والانثى) فسنقدم للجمهور عرضا لكيفية العناية بهذه الحيوانات في الاسر." وتزور مجموعات مدرسية متنزه العين كثيرا وتقول بريدجيت ان رد فعل الاطفال على عروضها مع الحيوانات ايجابي جدا. وقالت "يستمتعون (الجمهور) فيما يبدو كثيرا بذلك فهي تجربة رائعة للتعلم لانه أمر يثير اهتمامهم ويتعلمون منه في الوقت نفسه. أعتقد أن ذلك هو أفضل أشكال التعلم." ويفد على متنزه العين ما يقرب من 90 الف زائر شهريا وتكثر الزيارات في مواسم العطلات. وفي عام 2009 بلغ عدد زوار المتنزه 762 ألف زائر. وافتتح متنزه العين للحياة البرية قبل نحو 40 سنة لكنه سيتحول خلال السنوات القليلة المقبلة بتمويل يبلغ بملايين الدولارات الى منشأة ترفيهية تعرض لزوارها نماذج من الحياة البرية في صحارى افريقيا والجزيرة العربية واسيا. كما سيتحول الى مركز للحفاظ على الحياة البرية ومنتجع فاخر يضم وحدات سكنية وأسواق تجارية. ويقول فرشيد مهدادفار المسؤول عن جمع الحيوانات في المتنزه ان المنشأة تركز على الحيوانات التي تعيش في المناطق القاحلة. وقال مهدادفار "نحن نركز على حيوانات المناطق القاحلة التي تعيش فيها أنواع مثل الغزال طويل القرن الذي يعيش في شمال افريقيا والظبي العربي الذي يعيش في شبه الجزيرة العربية وقطط الرمال التي تعيش في شبه الجزيرة العربية. نأمل أن نتمكن من التوسع في شمال افريقيا والشرق الاوسط بشكل عام ونبحث أفضل وسيلة للترجمة وتقديم الشرح لزوارنا وزيادة فهمهم لطبيعتهم وزيادة فهمهم لفنائهم الخلفي وما يمكن أن يقدموه لحماية الحياة البرية في المنطقة وفي العالم." ويسعى متنزه العين الى اتقان عمليات استيلاد الحيوانات البرية. وأعلنت الحديقة هذا الاسبوع نجاحها في استيلاد اثنين من قطط رمال باستخدام التلقيح الصناعي بين بويضة وسائل منوي في أم بديلة وهي عملية يصعب اجراؤها الا في مكان يضم هذا العدد الكبير من قطط الرمال. ويفخر متنزه العين بأنه يؤوي 20 بالمئة من قطط الرمال في العالم. وقال مهدادفار "قط الرمال منشأه شبه الجزيرة العربية وتمتد بيئته الطبيعية الى شمال افريقيا والشرق الاوسط. نحن المنشأة الوحيدة في العالم التي لديها العدد الذي نملكه (من قط الرمال). لدينا في الوقت الحالي 34 قطا." ويقول متنزه العين للحياة البرية ان هذه هي المرة الاولى التي ينجح فيها استيلاد قط الرمال بهذه الطريقة في العالم. ومازال مكان عرض قط الرمال المولودة حديثا تحت الانشاء في متنزه العين ولم يعرض الحوانان الوليدان على الجمهور بعد. لكن المتنزه نشر صورا للمولودين الجديدين.