اشترط القراصنة الذين يحتجزون الناقلة السعودية "سيريوس ستار" وطاقمها أن يتم إحضار الفدية المطلوبة عبر سفينة صغيرة تنطلق من ميناء مومباسا الكيني إلى مكان رسو الناقلة التي يستعد خاطفوها للابتعاد بها إلى مدينة قرعلي شمال هاراديري بنحو 500 كم. وقال من وصف نفسه بأنه "أحد كبار القراصنة" سعيد محمد جامعة ل"الوطن" بالهاتف عبر مترجم من مدينة قرعلي إنهم (القراصنة) اتخذوا هذا الإجراء ليبعدوا الناقلة التي أكد تخفيض قيمة فديتها إلى 15 مليون دولار، عن أماكن تواجد المسلحين من عناصر الحركات الإسلامية المتواجدين بكثافة في هاراديري، وهوبيو. ويزعم جامعة الذي كان يعمل في القوات البحرية الصومالية، وانتقل بعدها إلى القوات البحرية لإقليم بونت لاند قبل أن يتفرغ للقرصنة، أنهم اشترطوا أن تأتي الفدية مقابل الإفراج عن "سيريوس ستار" من ميناء مومباسا على سفينة صغيرة إلى مكان تواجد الناقلة المخطوفة الجديد، لكي يضمنوا عدم تدخل أحد من الصوماليين من جهة، وعدم قدرة السفينة المستخدمة على نقل أكثر من راكبين أو ثلاثة هم مالك الناقلة أو الوسيط في المفاوضات، وقائد تلك السفينة وبحار فقط حسب ما قاله جامعة، إذ أكد أن هذا الطريق تم عبره نقل فديات أغلب السفن التي خطفت في السابق، وأفرج عنها من الشواطئ الصومالية. وأضاف جامعة الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، أنه شارك في التخطيط والمراقبة في العملية التي تم اختطاف الناقلة السعودية خلالها، لكنه لم يشارك في تنفيذ تلك العملية حسب قوله، إلا أنه أكد مشاركته في تنفيذ ثمان عمليات اختطاف سابقة وصفها بأنها مرت بسلام، كان آخرها سفينة النقل الإيرانية قبل عدة أيام، وسبقها سفينتا الشحن اليابانيتان. وتحدث جامعة من مدينة قرعلي التي لا تبعد عن مدينة آيل الشهيرة في عالم القرصنة سوى مائة كيلو متر فقط، ووصف جامعة تلك المدينتين بأنهما يعجان بالقراصنة وتعتبران مركزا رئيسيا لهم. وحسب حديث جامعة من خلال المترجم الذي أوصلنا به مسؤول في إحدى الحركات الإسلامية الصومالية المسلحة، قال إنه كان في مدينة هاراديري الأحد الماضي، وحضر إلى مدينة قرعلي هو وعدد آخر من القراصنة رفض تحديدهم، للاستعداد لوصول الناقلة سيريوس ستار إليهم، مشددا على أنه خلال اتصاله الهاتفي صباح أمس بزملائه على سطح الناقلة السعودية، وجدهم يتهيؤون للتحرك بالناقلة المخطوفة إلى محطتها الجديدة قبالة سواحل قرعلي، ومؤكدا في الوقت ذاته أنهم سوف يسمحون لطاقمها بالتحدث إلى عائلاتهم عبر الهاتف إلا أنه أرجئ ذلك إلى حين تأمين وضع الناقلة، موضحا أنهم ربما يكونون تحركوا بالناقلة أثناء محادثتنا له ظهر أمس. وأضاف جامعة حول صحة طاقم السفينة وأمنهم، إن زملاءه على سطح السفينة حريصون كل الحرص على أن لا يحدث للطاقم أي مكروه و"إلا لن يحصلوا على فدية"، فذلك حسب ما قال جزء من احترافية العمل. وشرح جامعة الذي أمضى الثلاثة أعوام والثمانية أشهر الأخيرة في هذا العمل، كيف يعمل القراصنة من مجموعته على خط السفن،إذ أكد استخدامهم لتقنية ال"جي بي أس" لتحديد المسافات والمواقع داخل البحار، واستخدام هواتف الثريا التي تعمل عبر الأقمار الصناعية لعدم وجود تغطية هاتفية لشبكات الجوال تصل إلى المسافات التي يصلونها في عروض البحار. وأضاف جامعة أنهم يخصصون مكانا في عرض البحر قريبا من خطوط الملاحة الدولية، يخبئون فيه أسلحتهم وزوارقهم السريعة، ويأتون إلى مكان انطلاقهم هذا عبر سفن صيد عادية ليوهموا السفن الحربية المنتشرة في منطقة عملياتهم الشاسعة أنهم إما صيادون أو مهربون تقليديون، ويستطيعون بذلك النفاذ من رقابة تلك السفن الحربية ،حسب ما يزعم جامعة الذي امتنع عن الإفصاح بمكان واسم تلك المنطقة التي ينطلقون منها. على صعيد آخر، انضمت السفينة "ام في أماني" اليمنية إلى مثيلاتها من السفن المخطوفة من قبل القراصنة الصوماليين، وطالب القراصنة بفدية مقدارها مليونا دولار. وقال مسؤول في مجموعة إقليمية للنقل البحري أمس إن قراصنة صوماليين خطفوا السفينة اليمنية في خليج عدن. وقالت المصادر في ميناء المكلا جنوبي اليمن إن سفينة الشحن كانت في طريقها من الميناء إلى جزيرة سوقطرة في المحيط الهندي عندما تعرضت للخطف في 19 نوفمبر الجاري. وأوضحت المصادر أن القراصنة اقتادوا السفينة إلى ميناء "إيل" في منطقة "بونت لاند" التي تتمتع بشبه حكم ذاتي شمالي الصومال. وتحمل السفينة 570 طنا من الحديد. وقال مصدر في الشركة لوكالة الأنباء الألمانية إن ثمة مفاوضات جارية بين مالك السفينة، وهو يمني من أصل صومالي، والقراصنة. وأعلن رئيس أركان الجيش الأمريكي في منطقة أفريقيا الجنرال وليام وورد أن ليس هناك دليل على وجود صلة بين القراصنة الصوماليين وتنظيم القاعدة.