مطالبين بتوظيفهم أسوة بطلاب الكليات واصل أمس عدد من خريجي مؤسسات التعليم العالي تجمعهم أمام وزارة التربية والتعليم، مطالبين بتوظيفهم أسوة بطلاب كليات المعلمين المعينين. وكان 200 شخص من خريجي قسم اللغة العربية بدأوا تجمعهم أمام الوزارة منذ ساعات الصباح الأولى ما دعا إلى تكثيف التواجد الأمني للحد من أي صدامات قد تحصل جراء التجمهر. وجرى قبل الظهيرة إدخال المتجمهرين إلى داخل الوزارة للوقوف على طلباتهم بمعية رجال الشرطة والأمن الصناعي المتواجد على بوابات الوزارة. وطالب المتجمعون بلقاء وزير التربية والتعليم إلا أن عدم تواجد الوزير أجبرهم على طلب لقاء نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر. وبعد محاولات من المتجمهرين ورجال الأمن لإيقاف المشكلة وحلها خرج مدير مكتب الدكتور فيصل بن معمر ناقلا رسالة نائب الوزير بأنه يطالب المتجمهرين بالعودة وترك أرقام هواتف اثنين أو ثلاثة منهم لتتم معرفة طلباتهم والوقوف على احتياجاتهم. وعلل مدير مكتب نائب الوزير ذلك بأن مواعيد النائب واجتماعاته لا تسمح بالالتقاء بهم، ولكنه طالب بتحديد يوم يتم من خلاله شرح وجهة نظر الشباب، ووجهة نظر الوزارة، وأن ذلك سيكون أفضل للطرفين. وبعد مشاورات بين المتجمهرين، قرروا البقاء أمام بوابة التربية والتعليم إلى حين حل مشكلتهم. من جانبه، أكد المتحدث باسم الطلاب الخريجين نايف التميمي، أنهم سيستمرون في الوقوف تحت أشعة الشمس إلى أن تحل مشكلتهم، لأن وزير التربية السابق الدكتور محمد الرشيد قال في أحد تصريحاته: إن المملكة محتاجة إلى أكثر من عشرة آلاف وظيفة معلم لغة عربية خلال العشر السنوات القادمة، وبعد هذا التصريح لم يتوظف إلا ألفا خريج. وأكد أنه تمت مقابلتهم من قبل الوزارة بجفاء وعدم ترحيب. وقال: نحن أتينا من جدة والقصيم وأبها والمدينة إضافة إلى بعض الشباب من الرياض نطلب حقنا، والوزارة لم تستقبلنا إلى الآن، ويقولون سنلتقي بكم خلال يوم أو يومين، ونحن لن نتحرك من مكاننا إلا بحل مشكلتنا التي تجاوز عمرها سبع سنوات. وأشار التميمي إلى أن البعض متزوج ولديه أطفال والمعاناة بلغت ذروتها جراء التأخير. وفي سؤال عن وجبة الإفطار التي سيأكلونها على رصيف وزارة التربية والتعليم، قالوا: "ربك سيرزقنا". وعن الخوف من ضربات الشمس التي قد يتعرضون لها، أجاب المتجمهرون بأن سبع سنوات كانت كفيلة بأن ينفد الصبر. وطالب بعض الحاضرين بسيارة إسعاف لنقل المصابين إن حدث أي مكروه لأي شخص من المتجمهرين جراء حرارة الشمس والصيام. إلى ذلك، أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد بن سعود آل فهيد أن الوزارة تستشعر الرغبة الملحة التي يبديها خريجو اللغة العربية وحاجتهم للوظائف التعليمية أو غير التعليمية. مؤكدا أن الوزارة ليست الجهة المعنية بالتعيين، وإنما تختص بتحديد احتياجها من المعلمين وفق الوظائف المتاحة لها، وبما يلبي حاجة مدارس التعليم العام من كافة التخصصات. مشيرا إلى أن الوزارة ليست معنية بمفاضلة الخريجين وإنما تتلقى قوائم المتقدمين بعد إنهاء كافة إجراءات المفاضلة من جهة الاختصاص لإصدار قرارات التعيين وفق أولوية القوائم المشار إليها. واعتبر الدكتور الفهيد أن التجمعات أمام مبنى الوزارة للمطالبة بالتعيين لن تكون طريقة مثلى لطلب الوظيفة. وأضاف: أن احتياج وزارة التربية والتعليم الفعلي يستوعب أعدادا محدودة من الخريجين في تخصص اللغة العربية، وأنه تم إصدار قرارات بتعيينهم مؤخرا.