تقول شركة جوجل الأمريكية العملاقة إن السلطات الصينية جددت ترخيصها للعمل في الصين، مما وضع حدا لمواجهة بين الجانبين استمرت اشهرا عدة. وكانت جوجل قد اغضبت القيادة الصينية أوائل العام الجاري بعد تهديدها بالانسحاب من الصين احتجاجا على الرقابة و القرصنة التي تتعرض لها، وذلك قبل أن تقوم بإعادة توجيه عمليات البحث من الصين إلى صفحتها في هونج كونج التي لا تخضع للرقابة. الا ان الشركة قالت في الشهر الماضي - في خطوة تصالحية تجاه الصين - إنها ستمتنع عن اعادة توجيه طلبات مستخدميها الى تلك الصفحة مباشرة، بل ستوجه هذه الطلبات الى "صفحة وسيطة" بمكنهم من خلالها التوجه الى صفحة هونج كونج. وقال محامي شركة جوجل ديفيد دراموند في تصريح بعث به بالبريد الالكتروني: "نحن سعداء لقرار الحكومة الصينية تجديد الترخيص، ونتطلع الى مواصلة توفير خدمات البحث وغيرها من الخدمات لمستخدمي مواقعنا في الصين. وقد ارتفع سعر سهم جوجل بنسبة 2 في المئة صباح الجمعة اثر الاعلان. وكان مدير عام جوجل اريك شميت قد عبر يوم امس الخميس عن ثقته بأن بكين ستجدد ترخيص الشركة. يذكر ان جوجل لا يمكنها العمل في الصين دون الحصول على ترخيص رسمي من الحكومة الصينية. وقال شميت: "إن نشاطاتنا في الصين تعتمد كليا على موافقة الحكومة الصينية." وكانت جوجل قد قالت في يناير/كانون الثاني الماضي إنها قد تنسحب من السوق الصينية، بعد تعرضها لما وصفته "بهجوم الكتروني متطور" استهدف انظمتها مصدره الصين. واستهدف هذا الهجوم حسابات البريد الالكتروني الخاصة ببعض ناشطي حقوق الانسان الصينيين اضافة الى البنية التحتية الالكترونية الخاصة بجوجل وغيرها من الشركات الامريكية في البلاد. واصدرت الحكومة الامريكية وقتها بيانا عبرت فيه عن "خيبة املها" لعدم تمكن جوجل والحكومة الصينية من حل خلافاتهما. "قضايا عالقة" يذكر ان الفوز بتجديد ترخيص عملها في الصين يعتبر امرا حيويا بالنسبة لجوجل. فخسارتها للسوق الصينية التي تعتبر اكبر سوق للانترنت في العالم رغم الانتشار القليل نسبيا لاستخدام الشبكة العنكبوتية لحد الآن قد يؤثر بشدة على نموها المستقبلي. وقد رحب المحللون بالقرار الصيني، ولكنهم حذروا في الوقت نفسه من ان قضايا عديدة تبقى عالقة بين الطرفين. وقال احدهم، وهو تيد دين الذي يعمل في احدى الشركات الاستشارية في بكين، "إنه لخبر سار بالنسبة للمستهلك الصيني وكذلك بالنسبة لصناعة الانترنت في الصين ان تواصل جوجل عملها في البلاد بشكل من الاشكال، ولكن بعض القضايا التي حدت بجوجل الى حجب صفحة البحث الخاصة بها ما زالت موجودة."