قررت الحكومة العراقية حل شركة الخطوط الجوية الوطنية تجنبا لما وصفتها ب"مضايقات" من جانب السلطات الكويتية التي رفعت دعوى في بريطانيا لاحتجاز طائرة قامت بأول رحلة بين بغداد ولندن منذ عشرين عاما. وقال عقيل كوثر المتحدث باسم وزارة النقل إن "مجلس الوزراء قرر في جلسته الثلاثاء إلغاء شركة الخطوط الجوية العراقية والسبب هو مضايقات كثيرة تعرضت لها الشركة من اطراف كويتية بينها منع طائرات الخطوط الجوية من التزود بالوقود والطعام في المطارات". وكان مدير شركة الخطوط الجوية العراقية كفاح حسن جبار قد أعلن يوم الثلاثاء وقف الرحلات إلي بريطانيا والسويد إثر دعوى اقامتها الكويت وتمكنت بموجبها من "مضايقة" الطائرة في اول رحلة بين بغداد ولندن منذ عشرين عاما في الخامس والعشرين من ابريل/نيسان الماضي. وكانت الخطوط العراقية تخطط لتسيير رحلتين اسبوعيا الى لندن مرورا بمدينة مالمو السويدية، على ان تكون رحلة العودة الى بغداد مباشرة. الخطوط الجوية العراقيه وجاء في بيان اصدرته الشركة: "يؤسفنا ان نعلن للاخوة المواطنين الاعزاء وخاصة ابناء الجاليتين في كل من بريطانيا والسويد عن توقف رحلات الخطوط الجوية العراقية الى هذين البلدين لظروف قاهرة نتجت عن التصعيد الكويتي الاخير ومن خلال القضاء البريطاني الذي قام بمضايقة رحلات العراقية حتى وصل الامر اخر المطاف بالاشقاء الكويتيين الى منع تجهيز طائراتنا بالوقود والطعام". وانتقدت الشركة في بيانها "صمت الساسة واصحاب القرار عن التصدي لتداعيات سياسات النظام البائد التي اوصلتنا الى هذا الحال الذي يوضع فيه ابناء الجالية العراقية موضع الغريب." واضاف البيان "اننا اذ نعلن عن ايقاف هذه الرحلات بعد ان لم ندخر شيئاً مما بوسعنا القيام به من اجل تقديم الخدمة لمواطنينا الكرام في كل من السويد وبريطانيا، نتقدم اليهم بوافر الشكر والتقدير لما لمسناه منهم من دعم ومؤازرة لما قمنا ونقوم به". وجاء في البيان ان "الشركة تأمل ان يتفهم المواطنون الاسباب التي دعتنها الى اتخاذ هذا الاجراء" الذي بينت "انه نتيجة الظروف التي وضعنا فيها والتي حالت دون امكانية استمرار رحلات الخطوط الجوية العراقية الى هذين البلدين." وكانت وزارة النقل العراقية قد اعلنت في وقت سابق ان السلطات القضائية البريطانية احتجزت الطائرة العراقية التي قامت بالرحلة الاولى اواخر نيسان/ابريل الماضي بسبب دعوى كويتية واضافت ان "الرحلة انطلقت بطائرة مستاجرة من احدى الشركات السويدية وعند وصولها الى مطار غاتويك قام محامي السلطات الكويتية بمحاولة حجزها لكنه فشل لانها مملوكة لشركة سويدية". واضافت ان "السلطات الكويتية لم تكتف بذلك بل اقامت دعوى على الشركة البريطانية المتعاقدة مع الخطوط العراقية واتخذت اجراء تصعيديا باستصدار قرار من السلطات البريطانية لمنع سفر مدير عام الخطوط الموجود في لندن وتم سحب جواز سفره بانتظار اجراءات قضائية". وانتقدت الوزارة عن "هذا السلوك التصعيدي والاستفزازي من قبل السلطات الكويتية واصرارها على ملاحقة العراقيين ومضايقتهم حيثما حاولوا فتح نافذة جديدة للانفتاح على العالم والخروج من المعاناة التي يعيشونها منذ عدة عقود". وكان حكم على الشركة المملوكة للدولة العراقية بدفع اكثر من مليار دولار لنظيرتها الكويتية لقاء "سرقة" عشر طائرات اثناء الغزو العراقي للكويت في عام 1990. ويحتج العراق باستمرار على الحكم ويرفض تسديد المبالغ التي يطالب بها الكويتيون.