افتتح أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أول من أمس مشروع تطوير وادي حنيفة الذي يمتد على مسافة تزيد عن 80 كيلو متراً، بعد إكمال الهيئة العليا لأعمال تطويره، كما افتتح 6 مواقع من عناصر المشروع، ضمت متنزهات مفتوحة، ومحطة المعالجة الحيوية للمياه. إ نشاءات وتجهيزات وبدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن مشروع تطوير الوادي، أعقبه الأمير سلمان بجولة في عدد من أجزاء المشروع استمع خلالها ومرافقوه إلى شرح عن عناصر المشروع ومكوناته وما اشتمل عليه من إنشاءات وتجهيزات وتقنيات، وأثناء الجولة أزاح الستار عن اللوحات التذكارية للمشروع وعناصره المختلفة. وأوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس عبداللطيف آل الشيخ في تصريح صحفي عقب الافتتاح، أن المشروع له أبعاد كثيرة يأتي في طليعتها البيئي من خلال إعادة الوادي لوضعه الطبيعي كمصرف طبيعي للمياه ومعالجة كل المشاكل المتمثلة في جريان مياه الأمطار، وتلوث المياه بعدما أصبحت في الوقت الحالي نقية بطريقة طبيعية وتجري بصورة ميسرة بدلاً من تجمعها بالمستنقعات سابقاً، موضحاً أن هناك خطة لإعادة استخدام تلك المياه زراعياً وصناعياً، وتحسين الأودية الرافدة الفرعية لوادي حنيفة والتي يتجاوز عددها 40 وادياً وتحسين البحيرات النهائية في الحائر وجعلها مصدرا رئيسيا ترويحيا ومصدرا رئيسيا للمياه. وفيما يتعلق بإمكانية طرح حقائب استثمارية في الفترة القادمة، بيّن آل الشيخ أن هناك مخطط لطرحها في الجوانب الترويحية والتراثية، وستطرح تباعاً لتقديم خدمات للمتنزهين من خلال استغلال المرافق الترابية المحيطة بالوادي، كاشفاً أنهم طرحوا بعضاً من الحقائب المتمثلة في التلفريك الذي وقع عقد بشأنه على أن يكون فوق محطة المعالجة الحيوية وسيفتتح قريباً وتحيط به مطاعم ومقاه وغيرها، مشيراً إلى أن المبالغ التي صرفت على المشروع قاربت ال600 مليون ريال. سيول موسمية وأشار آل الشيخ إلى أن المشروع اشتمل على جملة من الأعمال، من بينها تسوية مجاري المياه، وفق ثلاثة مستويات وهي: مستوى المياه دائمة الجريان عبر قناة مفتوحة للمياه بطول 57 كيلومتراً، ومستوى السيول الموسمية التي تجري في الوادي في مواسم الأمطار, والمستوى الثالث الذي يختص بالفيضانات التي تحدث في الدورات المناخية. وأفاد عضو الهيئة العليا أن المشروع تضمن إعادة تنسيق المرافق العامة في محيط الوادي، لتحسين وضعها بما يتلاءم ووضعه الجديد ومتطلباته البيئية الحساسة، عن طريق تحويل جميع خطوط المرافق الهوائية إلى خطوط أرضية وتحديد منطقة ممتدة بطول الوادي، تكون ممراً لخطوط المرافق المحلية المارة عبر بطن الوادي. كما فاز مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة بالمركز الثاني والجائزة الذهبية في جانب المشاريع البيئية في جائزة مؤسسة الجائزة العالمية للمجتمعات الحيوية في لندن ببريطانيا لعام 2007م، ومن بين أكثر من 260 مدينة من كافة أنحاء العالم في حقل المدن، ترشح منها للمنافسة النهائية على الجائزة 39، كما رشح للجائزة 160 مشروعاً في حقل المشاريع بشقيها البيئي والإنشائي، ترشح منها للمنافسة النهائية على الفوز بالجائزة 29 مشروعاً. تاريخ المملكة من جهة أخرى استقبل أمير الرياض في مكتبه بقصر الحكم أمس رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية الدكتور عبدالله بن علي الزيدان، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية. بعد ذلك استمع سموه لشرح من رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية عن الجمعية التي تهدف إلى العناية بتاريخ المملكة وجزيرة العرب خاصة، وتاريخ العرب والإسلام عامة، دراسة وتوثيقاً وتحقيقاً، سواء عن طريق المؤتمرات العلمية، أو إصدار الكتب والدوريات، وتوثيق الروابط بين المشتغلين بالدراسات التاريخية والحضارية في المملكة. كما اطلع سموه على إنجازات الجمعية التاريخية، ومشروعاتها العلمية المستقبلية. كما استقبل أمير الرياض أمس سفراء خادم الحرمين الشريفين المعينين لدى عدد من الدول الصديقة وهم السفير المعين لدى جمهورية أوكرانيا الجديع بن زبن الهذال، والسفير المعين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد بن عباس الكلابي، والسفير المعين لدى جمهورية تركمانستان تركي بن خالد الحشر، والسفير المعين لدى جمهورية رومانيا عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي. وفي بداية الاستقبال هنأ سموه السفراء المعينين بالثقة السامية معرباً عن تمنياته لهم بالتوفيق في أداء مهامهم. واستقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير التجارة والصناعة بجمهورية جيبوتي رفقي عبدالقادر بامخرمه وتم خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. كما استقبل الأمير سلمان بن عبدالعزيز المستشار الإعلامي لمجموعة بن لادن السعودية الشيخ خلف عاشور الذي قدم لسموه بعض الكتب والوثائق المهمة والصور التاريخية النادرة. وعبّر الأمير سلمان عن شكره للشيخ خلف عاشور ولشركة بن لادن السعودية بصفة عامة على مبادرتهم العلمية لخدمة التاريخ الوطني، والمحافظة على مصادره، ودعم مصادر المعلومات في مركز تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة بهذه الوثائق التي ستجد من دارة الملك عبدالعزيز كل العناية والاهتمام ضمن مشروعها في توثيق الشراكة مع المواطنين لحفظ الوثائق والمخطوطات التاريخية المتعلقة بدائرة اهتمامها العلمي. وأعرب عاشور عن شكره واعتزازه بلقاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز لما فيه خدمة التاريخ الوطني المشرق في جوانبه المختلفة.