يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادي حنيفة..«كورنيش الرياض» ووجهة المستثمرين
الأمير سلمان أعاد المياه إلى مجاريها بعد عقود من «الجفاف»
نشر في الرياض يوم 13 - 04 - 2010


المشاركون في الندوة
م.إبراهيم السلطان
نائب رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض
م. طارق الفارس
مديرعام إدارة المنشآت الحضرية في الهيئة
م.صالح الفايزي
مديرمشر​وع التأهيل البيئي لوادي حنيفة
م.عمر العمر
مدير برنامج المحافظة
على المناطق الطبيعية
أعادت الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض "رئة الرياض" وادي حنيفة أحد أشهر أودية الجزيرة العربية إلى الواجهة السياحية من جديد؛ كمصدر طبيعي للمياه ومتنزه طبيعي لسكان الرياض بعد أن كاد التدهور البيئي وجملة المخالفات والتعديات أن تطمس معالمه وتاريخه الذي يحكي منذ عصور غابرة حضارات بشرية متعاقبة، وممراً لطرق التجارة التي تربط بلاد الرافدين بجنوب الجزيرة والحجاز وأقاليم شمال جزيرة العرب بجنوبها..
الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كانت "الجراح" في هذه المهمة وحملت"المشرط" ورسمت، ثم نفذت بنجاح "خارطة الطريق" لإعادة الوادي الكبير إلى طبيعته في مهمة أطلقت عليها "رحلة العودة" عبر خطة إستراتيجية شاملة ترتكز على عدد من السياسات والتنظيمات والإجراءات تناقشها "الرياض" من خلال "ندوة الثلاثاء"، إلى جانب دعوة المستثمرين للمشاركة في المشروع من خلال الفرص الاستثمارية المتاحة، والتأكيد على الجمهور للحفاظ على عناصر المشروع..
تاريخ الوادي
في البداية تحدث "م.السلطان" عن الوادي من الناحيتين الجغرافية والتاريخية، وقال: وادي حنيفة هو من أهم أودية الجزيرة العربية، حيث كان وما زال مصدر حياة لتلك القرى التي قامت في هذه المنطقة، ولولا وادي حنيفة لما قامت مدينة الرياض في هذه المنطقة، لأنه كان مصدر الماء والغذاء واشتهر الوادي منذ القدم بالعديد من الحضارات التي قامت على جانبيه حتى أصبح مشهوراً على نطاق الجزيرة العربية على مدى التاريخ..هذا من الناحية التاريخية، أما من الناحية الجغرافية فطول الوادي حوالي 120كيلو متراً يخترق العديد من القرى والمدن في هضبة نجد خصوصاً جبال طويق..وفي الوقت الحالي يخترق البنية العمرانية لمدينة الرياض من الشمال إلى الجنوب بطول 80 كيلو متراً..لذا فهو يؤثر ويتأثر بكل المنطقة العمرانية في مدينة الرياض مما أضاف إليه أهمية كبرى.
الأمير سلمان (مهندس مشروع تطوير وادي حنيفة) مع م. آل الشيخ لدى افتتاحه المشروع
التأهيل البيئي
وعن التأهيل البيئي لوادي حنيفة، وأبعاد هذا المشروع وأهميته، ورؤية الأمير سلمان لأبعاده الإستراتيجية..قال"م.السلطان": إن مشروع"التأهيل البيئي" نتاج جهد ورؤية ثاقبة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أميرمنطقة الرياض وبإشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وقد بدأ مشروع التأهيل عام 1408ه عندما أعلن أن الوادي منطقة "محمية" تخضع لإشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وكان لابد لفترة النهضة والبناء التي انطلقت في التسعينيات أن تشمل كل الجوانب، إلا أن هذه النهضة التنموية الجبارة كانت لها جوانب بيئية سلبية انعكست على وادي حنيفة؛ إذ أصبحت منطقة لعمل الكسارات ونقل التربة ورمي المخلفات مما أثر سلباً على بيئة الوادي، وفي عام 1415ه تم الإعلان عن استراتيجية الوادي ونقل الكسارات وإزالة المخلفات وفي عام 1423ه تم إقرار"المخطط الشامل للتطوير في الوادي"وأهم جزء من عناصره هو التأهيل البيئي؛ وبدأنا في التنفيذ عام 1424ه لتأهيل وادي حنيفة على مراحل مختلفة بطول 80 كيلو متراً من العمارية شمالاً إلى بلدة الحائر جنوباً مخترقاً الأحياء الغربية من المدينة، وكان من أهم الأعمال التي بدأنا بها هي إعادة الوادي إلى طبيعته من حيث تصريف المياه وتحويله إلى متنزه للسكان مع وقف التلوث البيئي في الوادي، حيث كان هذا التلوث مؤثراً على المدينة والسكان والأحياء مع إيجاد متنفس طبيعي بيئي لسكان المدينة، حيث أصبحنا نطلق عليه المتنفس الكبير للمدينة، لذا كان من أهم المقومات الرئيسة لمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة هو إعادة الوادي إلى طبيعته.
الوادي عاد أكثر جمالاً والمياه عادت لمجاريها
بداية التطوير
وعلق "م.الفارس" حول برنامج إعادة التأهيل، وقال: تم تشكيل لجنة عملت على مدى (7)سنوات شاركت فيها جميع الجهات ذات العلاقة منها وزارات الزراعة والبترول والعدل والمحكمة، وإمارة منطقة الرياض إضافة إلى هيئة تطوير مدينة الرياض لتحديد مجاري السيول الرئيسية، وعندما أعدت الهيئة المخطط الاستراتيجي لمدينة الرياض أخذت في الاعتبار أن يكون هناك مخطط خاص بالوادي نسبة لطبيعته يقوم على الاهتمام بالوادي على مدى العشرين عاماً القادمة والأساس في ذلك هو التأهيل البيئي للوادي.
إجراءات وقف التدهورالبيئي
وفي مداخلة من "م.الفايزي" عن التدهور البيئي في الوادي كما ذكر "م.السلطان" و"م.الفارس"؛ قال: لقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات التي أدت إلى وقف التدهور البيئي في وادي حنيفة عن طريق وقف الإنشطة المخلة ببيئة الوادي؛ سواءً أنشطة الكسارات أو نقل التربة أو الأنشطة الصناعية، وذلك عن طريق منع إعطاء تصريح لإقامة أنشطة صناعية تعتمد على الميكنة في منطقة الوادي ووضع جدول زمني للأنشطة القائمة، والعمل أن يكون الوادي محمية بيئية؛ إضافة إلى الحد ما أمكن من خطوط المرافق العامة التي تمر عبر وادي حنيفة إلى أن وصلنا إلى مسألة تحديد عرض مجاري السيول بالتنسيق مع الجهات الحكومية؛ وهذا التحديد شمل جميع امتداد وادي حنيفة ومضى على ذلك حوالي سبع سنوات ثم انتاج 117 مخططاً مساحياً اشتمل على حوالي 300 حيازة متداخلة مع مجرى السيل، وقد يكون هذا التداخل مشتملاً على وثائق ملكية مستكملة والبعض ينقصها الوثائق التي تثبت الملكية وبناء على ذلك تم وضع ضوابط معتمدة من قبل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فيما يتعلق بحدود مجاري السيول، وبدأت الجهات المعنية العمل وفق تلك الضوابط مع الأخذ في الاعتبار الجوانب المتعلقة بالتمليك عند الترخيص بأي أنشطة في وادي حنيفة، بحيث لا يتم تجاوز تلك الضوابط، وهناك جانب آخر تم الأخذ به لوقف التدهور في وادي حنيفة وهو ما يتعلق ببناء أسوار بتصميم يراعي المظهر العام للوادي وبيئته وفي الوقت نفسه تراعي هذه الأسوار مجاري السيول بوضع فتحات تسمح بمرور السيول بالشكل الذي تغطي مساحات واسعة من الوادي أثناء جريان السيول بحيث يتم تجنب أي أخطار ربما تنجم أثناء جريان السيل، إلى جانب تنقية هذه المياه.
محطة المعالجة الحيوية في بطن الوادي ب«عتيقة» على طريق الملك فهد جنوباً
مسؤولية الإشراف
وعن مسؤولية الاشراف على الوادي بعد استكمال التأهيل البيئي وهل ستكون مسؤولية الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فقط أم مسؤولية مشتركة مع جهات حكومية كهيئة السياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية وغيرها..قال "م. العمر": إن عملية الاشراف على الوادي مسؤولية الهيئة العليا، وسيتم التنسيق بينها وبين الجهات المعنية كأمانة منطقة الرياض والبلديات التابعة لها ووزارة الزراعة خصوصاً في الجوانب التي تخص وزارة الزراعة، وكذلك مع الهيئة العليا للحياة الفطرية سيكون لها دور الاهتمام بالنباتات الفطرية والحيوانية، ووزارة البترول في الجانب المتعلق بالأنشطة التعدينية وفق الاستثمار التعديني.
الإدارة المستقبلية
ويشير"م.الفارس"هنا إلى أن الإدارة المستقلبية للوادي توازي في الأهمية إن لم تتفوق ما تم تنفيذه، حيث أن الاستمرار في تطبيق الضوابط التي وجدت في المخططات الشمالية والتي تمت مناقشتها والتنسيق بشأنها مع كل الجهات ذات العلاقة سواء الأمانة أم وزارات الزراعة والمياه، والبترول والتعدين والجهات الأخرى ذات العلاقة يعد في غاية الأهمية وأن المحافظة على الوادي في إدارته المستقبلية تساعد في المحافظة على ما تم تأهيل بيئي حتى لا يعود على ما كان عليه قبل التأهيل.
كائن حي!
ويرى"م.السلطان" أن الوادي يعتبر بمثابة الكائن الحي، لأن الوادي ليس مبنى تقوم ببنائه ثم تغلق الأبواب، بل هو كالكائن الحي الذي إذا لم تباشره بالرعاية الدائمة وصيانته وتوفير المقومات التي يعيش على أساسها سوف يتدهور ويتعرض للموت لهذا فإن طبيعة صيانته وإدارته يختلف عن أي مشروع، وهناك إدارتان متخصصتان في الهيئة تتوليان الجانب الإداري وجانب الصيانة والتشغيل وبدون صيانة وإشراف وتشغيل لن يتطور الوادي وسيضيع عملنا سدى.
جلسات عائلية مميزة على ضفاف «كورنيش الرياض» الجديد
تكلفة المشروع
وحول تكلفة مشروع تأهيل وادي حنيفة التي تبلغ حتى الآن 600 مليون ريال والمشاريع المنبثقة من المشروع العام..قال"م.الفايزي":لاشك أن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة يعد المشروع الذي سيبنى عليه بقية برامج التطوير المستقبلية في الوادي ويهدف إلى إعادة وادي حنيفة إلى وضعه الطبيعي لمصدر طبيعي للمياه، والمحافظة عليه وجعله بيئة طبيعية خالية من الملوثات وتوظيفه ليكون أحد المناطق المفتوحة للمدينة ومن المهم ألا ننسى أن هناك عناصر كثيرة في مشروع التأهيل منها تنظيف الوادي وإزالة الملوثات، وتأهيل مجاري السيول، وتنفيذ قنوات المياه الدائمة لمنع تكون المستنقعات في المستقبل، كذلك لا بد من تنسيق شبكات المرافق العامة التي تتداخل مع تعديل مجاري السيول وقنوات المياه، إضافة إلى أعمال المشروع الأخرى مع الأخذ في الاعتبار عملية معالجة المياه الجارية في الوادي خصوصاً المياه السطحية التي يتم تصريفها من المدينة، وليست مياه الصرف الصحي التي تتم معالجتها تحت إشراف وزارة المياه والمديرية العامة للمياه والشركة الوطنية للمياه كذلك تنفيذ طرق محلية لخدمة مرتادي الوادي وزواره ومستخدميه، إضافة إلى تنفيذ وتنسيق زراعة بطن الوادي بالنباتات المحلية الطبيعية التي تناسب طبيعة الوادي، وهناك أعمال أخرى يمكن إقامتها وتطويرها مثل أحواض السدود وبعض البحيرات وبالفعل تم تطويرها بشكل أكبر للاستفادة منها كذلك يشتمل المشروع على نظام إرشادي لإرشاد الزوار ومستخدمي الوادي حتى تكون الفائدة أعم وأشمل..إذن هذه بعض العناصر الرئيسة في مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة.
مياه دائمة الجريان
واوضح "م. الفارس": ان ادي حنيفة -كما ذكرنا- يبلغ طوله حوالي 120 كيلو متر ويبلغ 60 كيلو متراً من سد حنيفة جنوباً، أما سد حنيفة شمالاً فيعد منطقة جافة لا توجد فيها مياه دائمة الجريان بينما جنوب السد توجد مياه دائمة الجريان، حيث يصرف إلى الوادي يومياً حوالي 400 ألف متر مكعب من المياه من مصادر متعددة، إضافة إلى المياه المعالجة في الجهة الجنوبية من الوادي وهذه المياه تستمر في الجريان حتى تصل إلى مصبها النهائى في الحائر ومن المتوقع أن تصل كمية هذه المياه عام 1445ه إلى 1.2 مليون متر مكعب بناء على النمو المتوقع للمدينة.
مياه الوادي..آمنة
وعن محطة المعالجة الحيوية للمياه وفكرتها وطاقتها الإنتاجية والأغراض التي يمكن استعمال المياه المعالجة فيها.."تحدث م.السلطان"عن ذلك قائلاً: يعد موضوع المياه أهم المشاكل التي شغلت بال القائمين على مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة سواءً المياه التي تأتي من المدينة عبر شبكات تخفيض المياه الأرضية أو السيول أو عبر محطات الصرف الصحي، أما عن المياه الأرضية فتبلغ حوالي 100.000 متر مكعب يومياً، ومياه الصرف الصحي تقدر بحوالي خمسمائة ألف متر مكتب في اليوم فتمت معالجة كل هذه المياه التي تجري عبر الوادي "بالمعالجة الحيوية" والقصد من ذلك هو عدم استخدام "المواد الكيماوية" وعدم استخدام اجهزة ومعدات في مراحل التنقية بل تتم المعالجة بصورة طبيعية بحيث لا تترك أي أثر من الآثار السمية التي يمكن أن تؤثر على طبيعة وبيئة الوادي..والحمد لله فإن النتائج إلى الآن ممتازة حيث يتم فحص عدة عينات يومياً من هذه المياه المعالجة حيوياً..خاصة في منطقة عتيقة بالغرب من ميدان الجزائر، والنتائج فاقت كل التوقعات، وأصبحت المياه آمنة ليس فيها أي خطر يهدد المتنزهين في الوادي، والأهم من ذلك فإن هذه المياه يتم استغلالها بناء على الدراسات التي أجريت ومازلنا نجريها بالتعاون مع كل الجهات المسؤولة في المدينة (أمانة منطقة الرياض، وشركة المياه، وزارة المياه، وهيئة المياه، ووزارة الزراعة) لإعادة استخدام هذه المياه لأغراض عديدة مثل الري والزراعة وفي المجمعات السكنية أو في الجوانب البيئية، أو في أعمال التبريد المركزي، وهناك دراسات مستفيضة ستتم بمقتضاها إعادة توزيع مياه الوادي بالشكل المناسب والآمن.
الوادي ليلاً..لوحة بديعة بعد إنارته
تجربة رائدة
وفي شأن إطلاع مسؤولي الهيئة على تجارب دولية في كيفية معالجة هذه المياه وطرق استخدامها..قال "م.السلطان":ان تجربة المعالجة الطبيعية أو الحيوية للمياه هي تجربة رائدة وسبّاقة في المنطقة إلاّ ان هناك تجارب سابقة في أوروبا وأمريكا، ونحن هنا نتميز بأجواء خاصة تتمثل في الحرارة الشديدة والشمس الساطعة، وبالبرودة كذلك الشديدة تختلف تماماً عن الأجواء الأوروبية والأمريكية إلاّ ان المؤشرات والأبحاث والدراسات أكدت نجاح التجربة، وستكون فكرة رائدة للمملكة في مجال معالجة المياه ولنا قصب السبق في المنطقة بشكل عام في استخدام هذا النوع من التقنية.
مخاوف من استخدام المياه!
ونبقى في نفس محور مياه الوادي نظراً لأهميتها..وطرحنا سؤالاً عن مخاوف البعض من استخدام هذه المياه في أغراض الزراعة وما يمكن أن تسببه من أضرار بصحة الإنسان، حيث أجاب "م.الفايزي" أن المياه التي تدخل إلى محطة المعالجة هي المياه السطحية أو المياه المرتفعة في المدينة ومصدرها هي المياه المتسربة من مياه الشرب ومياه الري الفائضة في المدينة، وتسربات بعض خزانات الصرف الصحي، إضافة إلى أنظمة مناسيب المياه في بعض المباني. وحول المنشآت يتم صرفها إلى شبكة السيول، وتفاوت نوعيتها وتسميتها نسبة للمنطقة التي صرفت منها، فمثلاً المياه التي يتم تصريفها من وسط المدينة تعد مياهاً جيدة لأنها يتم تصريفها عن طريق شبكة الصرف الصحي، وكلما زادت تغطية الصرف الصحي للمدينة تكون المياه جيدة مع وجود بعض الملوثات القليلة يمكن إزالتها عن طريق نظام المعالجة الذي تم إنشاؤه في الوادي.
أما بخصوص تخوف البعض من استخدامات هذه المياه أعتقد أنه لا داعي لهذا التخوف بعد إنشاء محطة المعالجة الحيوية في عتيقة في ميدان الجزائر لأن المياه التي تخرج هي في حدود المقاييس التي اعتمدتها وزارة المياه لاستخدامات المياه في الري غير المقيد.
مسؤولية مشتركة
وأكد "م.الفارس"على أن مسؤولية الوادي هي مسؤولية جميع سكان الرياض..وقال: إن أهم البرامج الموجودة في المخطط الشامل للوادي هو رفع مستوى الوعي البيئي والثقافة البيئية بين السكان لما لذلك من أهمية كبرى للحفاظ على بيئة الوادي وغيرها من الأماكن.
حجم الاستثمارات
وفي محورالاستثمار..ودراسات الهيئة التي تشير إلى استثمارات متوقعة بالوادي تفوق 2 مليار ريال في القطاعين السياحي والزراعي..تحدث "م.السلطان"عن ذلك بقوله: فيما يتعلق بالاستثمار في الوادي فلدينا (3) مجالات مهمة هي المجال الزراعي والترفيهي والسياحي وتعد من أهم الاستثمارات المتوقعة، إضافة إلى وجود ضوابط بتطوير الوادي تحرص كل الحرص على بقاء الوادي منتزهاً بيئياً مفتوحاً لسكان المدينة بشرط الا تتحول إلى منطقة تطوير عقاري حفاظاً على بيئة الوادي، لهذا قررت الهيئة الا تتعدى المجالات الاستثمارية في الوادي المجالات الثلاثة (المجال الزراعي والمجال السياحي والمجال الترفيهي) وهناك مشروع التلفريك تم توقيعه قبل انتهاء المشروع مع أحد المستثمرين السعوديين وهذا المشروع سيقام في ميدان الجزائر فوق مشروع المعالجة الحيوية في عتيقة بطول 1600 متر 800م ذهاباً و800 متر عودة، ويتمكن المتنزهون من خلاله مشاهدة محطات المعالجة ومعالم الوادي البارزة.
ارتفاع قيمة المزارع
وأضاف"م.السلطان":هناك أمر في غاية الأهمية حيث ازدادت القيمة الاقتصادية للمزارع والمناطق القائمة على الوادي، مما أضاف مردوداً اقتصادياً على أصحاب المزارع.. وارتفاع الجوانب التخطيطية في البناء والتعمير بفضل مشروع التأهيل البيئي، واهتمام من ملاك العقار على جانبي الوادي من أجل جني الأرباح نتيجة لمشروع التطوير البيئي لوادي حنيفة على طول امتداده وهذا سيكون له مردود مالي كبير على شريحة كبيرة من سكان المدينة بعد ان كانت بيئة طاردة.
نموذج يوضح منسوبات المياه في وادي حنيفة
تطوير بحيرات الحائر
وتحدث"م.الفايزي"من جانبه قائلاً:التأهيل البيئي لوادي حنيفة هو جزء من برنامج التطوير للوادي وهو اللبنة الأولى لانطلاق بقية المشاريع التطويرية،حيث لدينا بحيرات الحائر في الجنوب التي تعد أحد أهم المشاريع التطويرية التي ربما نبدأ العمل فيه هذا العام، كذلك هناك أودية فرعية تعتبر جزء من نظام الوادي المتكامل، ولكن لدينا أولويات في برنامج التطوير حيث بدأنا بالوادي الرئيسي وستأتي الأفرع الأخرى لاحقاً ضمن مشاريع الهيئة في برنامج تطوير الوادي.
وعلق "م.السلطان":على هذا الجانب بقوله: لدينا الآن منطقة مهمة للتطوير وهي منطقة الحائر التي أصبحت الآن معروفة عالمياً ببحيراتها وهي منطقة مهمة تمتاز بالرطوبة وبهجرة الطيور من أفريقيا ومنها إلى روسيا وبعد تطويرها واستغلال مميزاتها التي تتمثل في البحيرات ستقوم عليها أنشطة سياحية وزراعية وتنموية مختلفة حتى تصبح متنفساً كبيراً لمدينة الرياض والمناطق المحيطة لها.
محميات طبيعية
ومضى "م.السلطان" قائلاً هناك كذلك عنصر مهم هو ان الهيئة أعلنت عن وجود 3محميات طبيعية في شمال الوادي وهي محمية وادي الحيسية ومساحتها حوالي 240 كلم2 ومحمية لبن على حواف جبال طويق بمساحة حوالي 200كلم2 تقريباً ومحمية الحائر التي تقع جنوب البحيرات بمساحة 30 كيلو متراً مربعاً حيث تعد هذه محميات طبيعية سوف تستغل في الجانب الترفيهي والترويحي ،ومنطقة الحائر ستكون إن شاء الله مرحلة مستقلة في أعمال التطوير حيث تم التصميم وسوف تطرح للتنفيذ بعد نهاية الصيف وستمثل البوابة الجنوبية لمنطقة الرياض لأن سكة الحديد تمر من هناك وكذلك طريق الحوطة، حيث يمثل هذا الجزء أكبر منتزه طبيعي مائي سيتم تنفيذه ابتداء من العام القادم وهذا ليس مشروعاً منفصلاً عن وادي حنيفة وإنما هو جزء من عناصر مشروع التأهيل البيئي الكامل ولكن نسبة لضخامة المشروع رأينا أنه يجب ان يكون مشروعاً مستقلاً.
نزع الملكيات
وعن نزع الملكيات في نطاق هذا المشروع ووضع المخططات للتصنيف البيئي وضوابط التطوير..تحدث عن ذلك "م.الفارس"وقال:بالنسبة للوادي فيما يتعلق بنزع الملكيات كان في حده الأدنى، حيث ان استراتيجية تطوير الوادي قائم على تحديد مجاري السيول وتحديد المزارع المتداخلة مع مجاري السيول، وتم وضع ضوابط ثم وضعت التصاميم التي تسمح بجريان السيول أما المزارع المتداخلة مع مجاري السيول وضعت لها ضوابط بحيث تحوي أسوارها على فتحات تسمح بجريان السيول، وعدم البناء في المناطق المتداخلة وكانت هناك مناطق على طول مجرى الوادي تم نزعها في حده الأدنى لإيجاد مجرى للسيول.
مصير عناصر المشروع
أما عن مصير عناصر المشروع التي تقع في بطن الوادي كالتشجير والإنارة والبحيرات في حال هطلت أمطار غزيرة وصاحبتها سيول كيف سيكون..قال"م.العمر" في الحقيقة انه أخذ في الاعتبار عند تصميم وتنفيذ المشروع هذا الجانب من الناحية الهيدرولوكية انه لن يكون هناك أي تأثير مهما كانت الأمطار والسيول والفيضانات سواء على الغطاء النباتي أو على الطريق المنفذ.
وهنا تداخل "م.الفايزي"معلقاً على هذه النقطة وقال: الوادي هو مصرف طبيعي للمياه، ولكن المياه الدائمة ستكون في القنوات التي انشئت من أجلها وعرض القنوات وعمقها يتسع كلما اتجهنا جنوباً لازدياد المياه الدائمة الجريان على طول السنة أما فيما يتعلق بمياه السيول فهذا مرتبط بحجم الفيضانات التي تأتي وهي قد تأتي كل 25 سنة أو 30 سنة لهذا فإن عناصر التأهيل البيئي جميعها يمكن ان تغمر بالمياه وان ما سيحدث من تلفيات ستكون في حدها الأدنى التي تتوافق مع وجود تلك العناصر في بطن الوادي.
وأكد "م.السلطان" على إنشاء جسور في تقاطعات مجاري المياه الدائمة، وقد تم إنشاء حوالي 49 كيلو متراً من الطرق، و45 كلم لممرات المشاة بعناصرها المختلفة ومن أهم الأشياء التي يوفرها مشروع التأهيل البيئي في وادي حنيفة هو وجود ممرات مشاة لسكان المدينة بطول 45 كلم على مختلف أجزاء المدينة بحيث يستطيع سكان الأحياء المجاورة للحضور بسياراتهم للتنزه في النهار أو في الليل لأنها منطقة بيئية نقية لممارسة الرياضة كالمشي أو الجري وهذه تعتبر عناصر جاذبة لسكان المدينة.
وحول رصد ودراسة الاحتياجات المستقبلية للمشروع وإنطباع الزوار..قال"م.الفايزي":في البداية كان المشروع يقوم على أقل مستوى إلى ان توسع تدريجياً إلى ان شمل تعديلاً في مجاري السيول، وتنفيذ قنوات المياه الدائمة ثم تم تطوير بعض الأمور مثل ممرات المشاة وإضاءته بناء على طلب الجمهور والمتنزهين ثم اضفنا بعض المناطق وممرات المشاة وأرصفة للمشاة للمناطق الكبيرة فهناك رصد مستمر لكل الاحتياجات والأخذ في الاعتبار كل ملاحظات المتنزهين، ونرصد كذلك ملاحظات أصحاب المزارع في الوادي لمعرفة رغباتهم وآرائهم في طريقة التطوير حيث إنهم ربما يعطونا معلومات غير موجودة.
جوائز عالمية
وحول حصول المشروع على جوائز عالمية، أوضح"م.السلطان" أنه قبل الشروع في تنفيذ المشروع استطعنا ان نحصل على جائزة من مركز المياه في واشنطن بعد اطلاعهم على التصميم الكلي للمشروع لتميزه ولعمق الدراسات التي أجريت عليه، وفاز المشروع كذلك بجائزة أخرى من "لاف كوم" في لندن بعد ان بدأنا التنفيذ والوادي بحجم العمل وتنوعه وطبيعته مرشح للفوز بجوائز كثيرة بما ان هذا ليس هو الهدف ولكن الجائزة تدل على حجم العمل وأهميته، لأن الهدف الأسمى من تأهيل الوادي هو خدمة السكان، واستمتاعهم بالجانب الطبيعي للوادي.
وقال "م.الفايزي":أعتقد الجائزة في مثل هذه الأشياء هو تقدير الناس للجهد الذي قامت به الهيئة، واستمتاع الناس بالوادي وتنزههم فيه يعد جائزة بالنسبة لنا بغض النظر عن الجوائز الأخرى، وأعتقد ان المشروع بدأ يؤسس الوعي بيئي على مستوى المدينة.
وأضاف "م.العمر" ان أعظم ردة فعل لهذا المشروع جاءنا من أصحاب الأملاك في الوادي، حيث إنهم عايشوا الوادي منذ زمن بعيد ولا حظوا الفرق بين ما كان وما هو كائن الآن، حيث يرون ان أملاكهم لم تكن قيمة ولكن الآن أصبحت لها قيمة مضافة بعد اكمال مشروع التأهيل وهذا يعد أكبر تقدير لما تم في الوادي.
بنك البذور
ولفت "م.السلطان" إلى نوعية الأشجار وطريقة التشجير في الوادي، وقال إن من أهم الاهتمامات البيئية في الوادي هو استخدام نباتات محلية مثل الطلح، السمر، والسدر والسلم وبعض الشجيرات، إضافة إلى الغطاء النباتي المحلي؛ لهذا كان هناك حرص الا تأتي بأشجار من خارج المملكة ربما لا تلائم طبيعة الوادي أو نباتات تحتاج إلى مياه كثيرة في الري وفي هذا الجانب تم تطوير أبحاثنا حتى استطعنا إنشاء بنك للبذور للأشجار المحلية بأشكالها المختلفة وأصبح هذا البنك رائداً في المملكة ولم يسبق ان تم إنشاء مثل هذا البنك في المملكة، كذلك مررنا بتجربة من التجارب التجميلية حيث كانت هناك مناطق على أطراف المدينة يوجد بها أشجار كبيرة ولكنها مهددة بسبب النمو العمراني فاستعنا بتجارب مدن أخرى في استراليا في نقل الأشجار من منطقة لمنطقة فاستطعنا نقل ما يقارب 2,000 شجرة في محيط مدينة الرياض إلى الوادي وهي أشجار محلية مثل الطلح والسمر أعمارها تفوق أحياناً ال 50 سنة واستطعنا نقلها إلى بيئتها الطبيعية في وادي حنيفة.
رحلة العودة إلى وادي حنيفة..
*ينحدر الوادي من أعالي الحيسية شمالاً مخترقاً مدينة الرياض حتى جنوب شرق الحاير بطول (120)كم ويصب بعد ذلك في فيافي السهباء جنوباً.
*يبلغ عرض الوادي بين(100)و(1000)متر وعمقه بين(10)و(100)متر،ويمثل الوادي مصرفاً طبيعياً لمياه السيول والأمطار وتصب فيه روافد طبيعية تزيد على 40 وادياً.
*طول مشروع تأهيل وادي حنيفة 80 كم ويجري تنفيذه من شمال طريق العمارية إلى بلدة الحاير جنوباً.
*يضم الوادي 3 محميات رئيسية هي محمية الحيسية ومحمية لبن ومحمية الحاير، وتعد رافدا للحياة الفطرية والحيوانية والنباتية في الوادي.
*راعى المخطط الشامل للتطوير تحقيق الاستفادة الكاملة من مياه الصرف المعالجة حالياً ومستقبلاً.
*لقي المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة تقديرا دوليا كبيرا لدوره الرائد في تطوير وإدارة مصادر المياه كما نال العديد من الجوائز العالمية كأفضل خطة لتطوير مصادر المياه بالعالم وأفضل مشروع في مجال البيئة والحفاظ على مصادر المياه.
سيدتان تعبران ممر المشاة الممتد ل 48 كيلاً بجانب الوادي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.