قبل عامين تقريبا قدمتْ إذاعةُ البرنامجِ الثاني من جدة برنامجاً صباحيا أسْمَتْهُ (جدة كافيه) !!Jeddah Cafe انتقدتُ الاسم ، ولم انتقدْ المضمون ، في مقال نُشِرَ آنذاك في صحيفة (عكاظ) تجاوب معه معالي وزير الثقافة والإعلام (د.عبد العزيز خوجه) فوجّه َبتغيير الاسم. قبل أيام استمعتُ إلى برنامج رياضي منها أسمتْهُ !!!OFF SIDE وما كان بودي أن تقع في الخطأ مرةً ثانية ، وفيها كوكبةٌ من محترفي اللغة العربية ، والغيورين عليها ، ومن يسوؤهم تشويهُهُا ، ولكنّه قد يكون افتتان بعض الشباب ، بالقشور دون اللُّباب ، وربما باعتقاد بعضهم أنّ هذا يميز الإذاعة السعودية ، وما دَرَوْا أنّهم أسهموا بهذا الاختيار في الإساءة إليها ، وجردُوها من دورها الطليعي في الحفاظ على اللغة العربية ، والذّبِّ عنها ، داخل مرجعية خاصة هي : أنّ العربيةَ لغةُ القرآن الكريم ، ولغةُ حضارة ، وهُوُيّةُ أُمَّة ، ومِيزةُ وطن هو : حاضِنُ الحرميْن الشريفين ، ويبدو أن بعض المسؤولين فات عليهم ، أن المادة الأولى من النظام الأساس للحُكْم نصت على أن (العربيةَ لغةُ المملكة العربية السعودية) فضلاً عن أنه رُبّما سَهِيَ عليهم أنّ المادة (17) من السياسة الإعلامية نصت على (توجيه الكُتّاب ، ومقدمي البرامج ، ومديري الندوات ، وغيرهم ، إلى وجوب استعمال الفُصْحى) أما خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) فطالبت وِزَارةَ الثقافة والإعلام ب (وضع استراتيجية للنهوض باللغة العربية) وهذا وذاك يجعلني أعتب عليهم ، وأقترحُ لجنة من خارج الإذاعة ، من أصحاب الكفاءات اللُّغوية ، مهمتها مراجعة كل دورة إذاعية ، والتأكد من خلوها من أيِّ ملحوظات ، فذاك أسلم وأدعى للتحوط ، قبل أن تظهر أسماء برامج مُشَوَّهَة ، ومُرْتَبِكة ، وفي سياق غير منطقي ، يرسم في ذهن المتلقى -بكل أسف- غياب جانب الحكمة ، وعدم مراعاة أبسط حقوقه ، في خضم حرب تُشَن على اللغة العربية ، ليس آخرها الذي طالب بأنْ تُبث نشرات الأخبار باللهجة المحلية.!!! أجددُ عتبي على إذاعة جدة ، وأؤكدُ أن العربيةُ لا تضيقُ عليها الأرضُ بما رحُبَتْ ، ولا يدمرُها سوءُ الاختيار.