اختلاف الحياة وسرعة إيقاعها عما سبق جعل المتلقي في حاجة إلى لغة إعلامية جديدة في وجود الإعلام المفتوح والتفاعلي بين المرسل والمستقبل، فأصبح «الإعلام الجديد» بوسائل الحديثة لغة الإعلام المعاصر الذي لا بد منه فكان حتمية في المجتمع. و«الإعلام الجديد» ليس فقط شبكات التواصل الاجتماعي، بل ثمة وسائل أخرى تدخل ضمن ذلك المفهوم، منها إذاعات الديجتال المعروفة ب «إذاعات ال fm»، وهي وسائل إعلامية استقطبت الكثير من المستمعين. إذاعة mix – fm إذاعة شبابية حاولت التوازن بين الإيقاع الشبابي والتعامل مع الأغنية والبرنامج الكلاسيكي، إلى جانب الحديث. تجولت داخل أروقة وردهات الإذاعة في جدة، فوجدت أن كل ما فيها شبابي، بداء من رأس هرمها مهند وليد قطان ومذيعيها ومعديها وفنييها، الذين لا تزيد أعمارهم على 25 عاما. تحدث مهند قطان الذي لا يزيد عمره على 30 عاما، ومدير الإذاعة أحمد طعيمة، اللذان أكدا أن الهدف هو مخاطبة المتلقي من كل الأعمار، من خلال شباب وفتيات لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما، مع الأفضلية أن لمن هم مابين 18 20 عاما، وذلك من أجل صياغة أسماء جديدة تصنعهم الإذاعة صناعة حديثة وإعلام حديث متسارع في لغته. أما المعدة والمذيعة دينا رضا فتؤكد أن الإذاعة نهج جديد ونافذة لأصوات حقيقية بمشاعر حقيقية بعيدة عن التكلف، مشيرة إلى أنها فردت أذرعتها لكل منسوبيها ومستمعيها ليكون عائلة واحدة تحت مظلة واحدة. وبالعودة إلى مهند قطان قال: «منذ البدء ونحن نحمل ثقة كبيرة بأنفسنا لنحقق النجاح، ولكن لمن نكن نحلم بأن يطغى ذلك النجاح إلى درجة كبير أدهشتنا قبل المتلقي، وأكاد أجزم أن شروطنا التي وضعناها أمام أنفسنا في تقديم علمنا الإذاعي من خلال أصواب شابة تحمل طموحا كبير مرتكزا على موهبة، فوجدنا شبابا سعوديين لديهم الموهبة والطموح، وعندما بدأت الفكرة والتنفيذ ودخول سوق العمل المحلي رأينا أن نجرب». • ماذا تقصد بمصطلح «نجرب»؟ أي أن كل شيء تقابل به مستمعنا يكون جديدا، بل وجديد في كل شيء، بمعنى أننا لم نفكر في إعلامي صاحب اسم مطروح في الساحة، ولكننا بحثنا عن مواهب شابة وضعت أقدامها على عتبة الإعلام أو أنها تحمل طموحا وموهبة مميزة، وبالفعل وجدنا كثيرا من المواهب التي استطاعت أن تصنع نجاحا كبيرا لها ولإذاعتنا في نفس الوقت، والحقيقة لم أكن أتوقع أن تسمو نجاحاتنا لدرجة يصبح فيها مذيع الراديو اسما ونجما اجتماعيا، فمعظمهم الآن نجوم مجتمع معروفون ولهم مكان في الساحة. • وبماذا تقيم هذا النجاح؟ أنا قلت ما أشعر به، ولكن التقييم في الختام يظل للمتلقي وللنقاد في الإعلام بشكل عام، وإلى أي مدى كان هذا النجاح وما الذي حقق بالفعل، أنا أعمل وفريق عملي يعمل على تحقيق ما نعتقد أنه إضافة في دنيا الإعلام الحديث. • لكنك تركز كثيرا على الحديث في الإعلام الجديد، هل هذا يعني أنكم في صراع مع الإعلام النمطي الكلاسيكي في الإذاعات الرسمية؟ الأمر لا يؤخذ هكذا، قل إننا في سباق مع الإذاعات الرسمية لتحقيق الأفضلية والفوز بقصب السبق وليس تحد، فالموضوع هنا محاولة تقديم ما يخطف المستمع الذي يعد ارتفاع نسبته بلا شك عامل جذاب للمعلن الذي ننشده كهدف بلاشك، وهذا بطبيعة الحال أمر يؤخذ بالناحيتين، إذ أن توافر المعلن بشكل كبير يساعدنا على القول أننا ناجحون في عطائنا وبرامجنا إذا لم يقل ذلك الآخرون. • هل من فرق تجدونه واضحا بين إذاعتكم الخاصة والإذاعات الرسمية المحلية؟ من الطبيعي أن تكون هناك فروقات في التعامل مع المستمع بين الإذاعات الخاصة والرسمية التي تمثل الإعلام الحكومي، لكن دعني أصدقك القول إننا نتابع وبقوة ما تقدمه إذاعة البرنامج الثاني في إذاعة جدة، والتي أرى أنها تطورت جدا خلال العامين الأخيرين، بل وأجد توجيه واهتمام وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ومتابعته لتحديث هذه الإذاعة واضحا وجليا، حتى أن لغة الإذاعة الرسمية وبرامجها أصبحت خفيفة جدا ومواتية للتعامل مع إذن المستمع، ونحن نستطيع فهم كل ما يطرح في الساحة الإعلامية سواء كان ذلك في الإذاعات الخاصة أم الرسمية، وقبل هذا وذاك يهمنا أن نضيف جديدا يقرب المسافة بيننا وبين المتلقي في كل يوم. • معنى ذلك أن طموحاتكم كبيرة للارتقاء بالإعلام الإذاعي؟ من الطبيعي أن تكون طموحاتي وفرق العمل معي في الإدارة والاستديوهات كبيرة جدا، ونطمح أن نكون موجودين في أذن ووجدان المستمع وليس فقط من خلال تعامله مع الإذاعة وهو في السيارة فقط، هذا الطموح الأكبر إلى جانب أن نكون نحن ومذيعونا في المقدمة، وأن تكون برامجنا التفاعلية كبيرة في مداها. • أخيرا، ماذا عن الهيكل الإداري لكم؟ القائمة تضم أسعد أبو الجدايل رئيسا لمجلس الإدارة، والإعلامي أحمد طعيمة مديرا، محمد يانز مديرا للمحتوى والبرامج، ومهند قطان مديرا لقسم الموسيقى والإعلان، أما مذيعنا فهم المعدون لبرامجهم وبعضهم يعمل منفذا للفترة، وهؤلاء منهم: فهد المعيبد، دينا رضا، مروة سالم، نواف الظفيري، طراد سنبل، حنين عبد الغني، ريما عبد الله، وعلاء، بدر زيدان.