بداية ، أود أن أوضح للقارئ الكريم أن طريق الخواجات هو طريق (غير المسلمين) في مكةالمكرمة ، ويبدأ من كوبري التفتيش ، قبل مشعر عرفات ، ويتجه بمحاذاة مدينة مكة جنوباً حتى مركز الشميسي بطريق جدة السريع. هذا الطريق مسار واحد ضيق ، وبه العديد من المنعطفات الخطرة ، وتزيد خطورته ليلاً ؛ لعدم وجود إنارة فيه ، ومن يسير فيه كأنه يمر عبر صحراء ؛ حيث لا توجد أي خدمات أو محطات ، ونادراً ما تشاهد فيه سيارات أمنية ؛ فلو تعرض أحد مرتاديه -لا قدَّر الله- لعطل فما عليه إلا المكوث بجوار سيارته في خوف ووجل حتى يأتي الله بالفرج على يد فاعل خير ؛ لينقذه مما هو فيه. لقد لاحظت أن هذا الطريق مهجورٌ من زيارات المسؤولين ، سواء أمانة العاصمة المقدسة أو إدارة الطرق ، وإلا كيف يكون بذلك المستوى من الرداءة دون إصلاحه؟ فالحُفَر في كل موقع ، والأسفلت تقشرت أجزاء كبيرة منه ، ويشعر قائد السيارة في بعض مواقعه وكأن زلزالاً كان تحت سيارته ، فيدعو الله بالسلامة له ولعائلته. هذا الكلام ليس فيه مبالغة ، ومن يستغرب ذلك فما عليه إلا زيارة هذا الطريق الذي غابت عنه أعين المسؤولين طويلاً ، رغم أهميته الكبيرة في الربط بين محافظة الطائف ومحافظة جدة دون المرور بمكةالمكرمة ؛ ما يعطي فرصة الابتعاد عن السير داخل مكة ، ويقلل نسبة الازدحام فيها ، خاصة أيام الحج. وإضافة إلى ذلك فإن الطريق يقوم بخدمة المواطنين في المناطق التي يمر منها ، وسيعمل على حل المشاكل التي تعترضهم من عمران وغيره. إننا نتطلع إلى توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، أمير منطقة مكةالمكرمة ، للمسؤولين في الإدارات الحكومية المعنية بهذا الطريق ؛ لتوسعته ؛ ليكون مزدوجاً بثلاثة مسارات في كل جانب ، وإنارته ، ووضع لوحات إرشادية فيه ، واعتباره طريقاً دائرياً حول مكة من الجهة الجنوبية. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).