أبدى عدد من أهالي منطقة بحرة الواقعة بين محافظة جدةومكة استياءهم من قلة الخدمات بالمنطقة. بالرغم من مطالبتهم المتكررة للمسؤولين بإيجاد حلول لمعاناتهم، خاصة بعد تزايد عدد السكان بها، ونظرًا لموقعها المفصلي بين المدينتين الكبيرتين. وكانت منطقة بحرة إحدى المناطق التي ضربها سيل الأربعاء الشهير العام الماضي، حيث تقع بين عدة أودية، إلا أنها مازالت بحاجة إلى مشروعات تصريف مياه الأمطار، إلى جانب عدد من المشروعات الأخرى مثل الكباري ورصف الطرق، بالإضافة إلى الخدمات والدوائر الحكومية. ومن جانبه اعترف مسؤول في المجلس البلدي بمنطقة مكةالمكرمة أن منطقة بحرة تعاني من غياب تام للمشروعات والخدمات، مشيرًا إلى أن المجلس البلدي وقف على عدد من الشكاوى، التي تقدم بها الأهالي، ولكن سوف يتم منح المنطقة الأولوية في إنشاء المشروعات خلال الميزانية المقبلة. مؤكدًا أنه تم رفع عدد من التوصيات لوزارة المياه والكهرباء لإنشاء سد داخل باطن الأودية المحيطة بالمنطقة، وتوصية أخرى لإدارة النقل والمواصلات لضرورة توسيع عبارات تصريف مياه الأمطار بها وصيانتها. “المدينة” زارت المنطقة، لتقف على ما يطالب به الأهالي من مشروعات، وما ينقصهم من خدمات. مشروعات الصرف يقول فيصل مبطي، من سكان المنطقة، إنهم بحاجة ماسة لمشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، مشيرًا إلى أحداث كارثة سيول الأربعاء الشهيرة، التي تضررت منها المنطقة كثيرا من تصدعات للمنازل والممتلكات، نظرا لوقوع المنطقة بين عدة أودية مثل: “وادي كتانة، فاطمة، الشعبة”، مطالبا المسؤولين بإنشاء قنوات لتصريف مياه الأمطار، وجسر يربط الجهة الشمالية والجنوبية عند الكوبري الميت وفتح عبارات تحت طريق العين، بالإضافة إلى بناء سد جديد موازٍ للجبال الواقعة شمال طريق العين، وتوسيع العبارات الحالية وزيادتها تحت مشروع الخزان الاستراتيجي بوادي كتانة. وأضاف مبطي أن المنطقة تعاني من أن معظم عبارات تصريف مياه الأمطار الموجودة ليس بمكانها الصحيح مما يزيد من خطورة الموقف، خاصة أن تلك العبارات لم تقم بدورها في تصريف مياه الأمطار أثناء كارثة السيول العام الماضي. وأبدى مبطي استغرابه من تأخر الجهات المعنية في إنشاء المشروعات، مشيرا إلى أنها لم تقم بأي شيء بالرغم من أنهم في أمس الحاجة لتلك المشروعات. تلوث بيئي وأكد سعدالله سعود السلمي، من أهالي بحرة، أن المنطقة تأثرت من مياه الصرف الصحي التي صدعت بعض المنازل والممتلكات، إضافة إلى وجود الكم الهائل من الحشرات بين أزقة الأحياء، مما قد ينبئ بحدوث أمراض وبائية لا سمح الله. وأضاف السلمي أن المنطقة تعاني من وجود بعض المصانع في أماكن خاطئة داخل الأحياء السكنية، التي سببت العديد من مظاهر التلوث البيئي، وقال إنهم طالبوا المسؤولين في الأمانة بإزالة تلك المصانع أو نقلها لمكان آخر وذلك جراء الأضرار التي حدثت له، إلا أنه لم يرد أي جواب من الأمانة تجاه ذلك. طرق الموت وأشار محمد الزهراني، من سكان المنطقة، إلى أن بحرة تعاني أيضا من عدم وجود إنارة في الطرق الرئيسية، التي تسببت في وقوع العديد من حوادث السيارات وعمليات السرقة، بالإضافة إلى حاجة المنطقة لإنشاء كوبري للمشاة على الطريق الرئيسي، لتقليص نسبة الحوادث والأضرار على الطرق، خصوصا أن الطريق الرئيسي للمنطقة يمثل ضغطا كبيرا على الأهالي من مرور أعداد كبيرة من الشاحنات على جانب الطرقات الرئيسية، التي تضم على جنباتها المحلات التجارية والورش الصناعية والتي تمثل خطرًا على السيارات المارة. الدوائر الحكومية وأضاف سعد العبيدي على معاناة الأهالي في عدم وجود بعض أهم الدوائر الحكومية بالمنطقة كالمحكمة ومستشفى عام، مشيرا إلى بعد المسافة لمعظم الدوائر الحكومية عن المنطقة سواء أكانت في مكة أو جدة التي تاهت بينهما، وأكد عدم وجود مستشفيات سوى مركزين صحيين بالمنطقة أحدهما تابع لوزارة الصحة والآخر للشؤون الصحية بالحرس الوطني، مشيرًا إلى أنها لا تفي بالغرض نظرا لعدد السكان بها. توصيات “البلدي” ومن جانبه أوضح رئيس المجلس البلدي بمكةالمكرمة الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ أن منطقة بحرة تفتقر للعديد من الخدمات، وقال ل “المدينة” إن المجلس البلدي وقف على كثير من شكاوى الأهالي ومتطلباتهم التي أقرها المجلس، مؤكدا أن منطقة بحرة ستعطى الأولوية في إنشاء حاجتها للمشروعات خلال الميزانية المقبلة، مشيرا إلى أنه تمت توصية أمانة العاصمة لتنفيذ تلك الخدمات والمشروعات، التي تعتبر هي المسؤولية حاليا. وأوضح آل شيخ أن من أهم الاحتياجات التي يحتاجها أهالي بحرة في الوقت الراهن هي مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، مشيرا إلى أن المجلس البلدي رفع توصية لوزارة المياه والكهرباء على أهمية إنشاء سد في بطون الأودية المحيطة بالمنطقة، بالإضافة إلى رفع توصية أخرى لوزارة النقل والمواصلات للنقل على أهمية العمل في توسيع العبارات الحالية وصيانتها. ترسية الطرق وإصلاحها وأوضح المهندس مفرح محمد الزهراني مدير عام النقل والطرق بمنطقة مكةالمكرمة أن وزارة النقل تقوم حاليا بأعمال صيانة وقائية لطريق جدة - مكةالمكرمة القديم في منطقة بحرة، وذلك بطول 7 كلم إلى حدا، مضيفًا أن أعمال الصيانة تشمل إزالة الأسفلت القديم وإعادة السفلتة الحالية مع تنفيذ أكتاف أسفلتية للطريق، بالإضافة إلى وضع بلاط ما بين الاتجاهين، لافتا إلى أنه بانتهاء تلك الأعمال سيصبح حجم مسافة الصيانة 15 كلم، وذلك من طريق المنطقة، وأوضح الزهراني أنه جارٍ تنفيذ مشروع تحسين الطريق ليصبح مكونًا من أربعة مسارات في كل اتجاه، مشيرا إلى أنه سبق ترسية الجزء الأول الذي يبدأ من مكة باتجاه جدة إلى الشميسي، وكذلك تم ترسية الجزء الثاني من الشميسي إلى بحرة، موضحا أنه من المتوقع أن يتم استلامه من المقاول المنفذ قبل موسم الحج هذا العام، وأكد أن المقاول يباشر حاليا في تجهيز الموقع وإعداد التصاميم الخاصة به، كما سيتم تنفيذ الإصلاحات لإنارة الطريق بالمنطقة وذلك حسب الإعتمادات والأولويات في الفترة المقبلة.