بقي من الزمن ساعات وبعدها يعلن الحكم الأسترالي بداية مباراة القرن الآسيوي وحينما أضع ساعة ونصفا بميزان قرن، فهنا أتحدث عن واقع بطله الأهلي الذي لا خيار أمامه في ظهيرة هذا اليوم إلا أن يكون. وأستمد كينونة «يكون» من موقع حدث فيه أولسان الكوري ابن المكان . قد أبدو في هذه اللحظة شارد الفكرة وليس شارد الذهن بودي أن أقول حقا لم يقل بحق آسيا وكأسها لكن حمى اللحظة لا تساعد على أن أغرد خارج السرب أو أجدف ضد التيار. المواجهة لا تحتمل لا للممكن ولا فنه ولا يمكن أن أقول عبرها كلام مفسري الأحلام لأن لكرة القدم ثوابت قد تسمح بالتوقع لكن لا يمكن أن تسمح بالجزم. صباح آسيا يا وطني فأنت بكل ما فيك من زهو اليوم تبدو رياضيا على غير العادة فهل أحسبه تعاطفا مع الأهلي أم شوقا لمنجزات غابت أو غيبت بفعل التراجع. أعرف أن الأهلي رحل إلى كوريا محملا بوصايا كثر ومزهوا بشعار وطن لكنني أدرك أن صاحب الضيافة فريق ثقيل طموحه ذات طموح سفير الوطن وحلمه ذات الحلم كيف لا والأرض والمناخ معه. أدرك أن المهمة الأهلاوية ليست سهلة وأدرك أنها أحيانا ليست صعبة وبين السهل والصعب يسكن حلم و طن يا أهلي. قلت وشاركني القول مئة من الزملاء حيال هذه المباراة الحلم وتمنيت وتمنى معي كثر حيال بطولة قد تنصف بطلا وتنصف تاريخه وتمنحه في عز تألقه ميزة قد تختصر مسيرة ناد شارفت على القرن. يا للهول ... أمامي تكبر مساحة من الحلم والأمل والتألق في آن واحد. ففي هذه الظهيرة المعنونة بتاريخ وجغرافيا شح الكلام وضاعت حقيقة رأي بين عاطفة قلب وجنوح عقل. الأهلي الذي يعيش معي حالة عشق أكتبه اليوم وكأنني للتو قادم إليه من قرية هناك في جنوب الوطن شرق القلب بعبارات فيها من لون وجهي وأن أوغلت أخشى أن أقول ما لهذا الجنون آخر. آسيا حنانيك فمن يمثلنا اليوم هو وطن من الحب وقارة من الجمال فمهلا.. مهلا فالريادة له وإن ظلمه التاريخ. خطط ... تكنيك .. جماعية .. فردية كل هذا لست مسؤولا عنه ولا مجبولا به فما يهمني يا قارتنا الوقورة أن تعيد لنا سفيرنا من شرقك محملا بالذهب. هي بلا شك كرة قدم فيها فائز ومهزوم لكن اليوم يا سيادة النقاد ويا جهابذة التحليل حلم وطن بل وأمة في فريق فهل تسمحون لي أن أنثر شيئا في نفسي. ثمة من يرون أن موازين القوى ميدانيا متكافئة وثمة من يرى أن المستضيف متمكن. وأمام مد واقعية الكرة و طلاسمها أحيانا لا أملك إلا أن أقول يارب .. يا رب .. يا رب ينتصر الأهلي. إنها يا سادة يا كرام ساعة ونصف ربما تمتد وربما لا بحساباتي أهلاوية وبحسابات آسيا تاريخية.